قالت صحيفة السفير اللبنانية إن كلاما يسرى فى أوساط تيار المستقبل بأنه لا مشكلة لدى رئيس التيار سعد الحريرى إزاء ترشح العماد ميشال عون زعيم التيار الوطنى الحر وحليف حزب الله لرئاسة لبنان، وأن أحد أسباب أن عون يمكن أن يوفر غطاء لانسحاب حزب الله من سوريا. وذكر تقرير لصحيفة السفير أن البعض فى تيار المستقبل يعتبر هذا الأمر «إيذانا لمرحلة جديدة»، فيما تعتبره أوساط أخرى، فى التيار نفسه، «حرق أوراق قبل موسم الكلام الجدى». ووفقا للصحيفة فإن أصحاب هذا الرأى والمسوقين له فى «تيار المستقبل» يقولون إن «انتخاب ميشال عون رئيسا يحقق عدة مكاسب سياسية» أنه يمثل شريحة واسعة من المسيحيين، وإذا كان الفريق الثانى يستند إلى «تاريخ العلاقة المتوترة بين تيار المستقبل والتيار الوطنى وبين زعيميه، فان الفريق الأول، وهو الأكثر إطلاعا، يشرح بالتفصيل أسباب فتح النقاش الجدى لدى الحريرى لقبول عون رئيسا للجمهورية والتصويت له. ولكن الأهم وفقا لهذه المصادر فى تيار المستقبل أنه يمكن لعون أن يحقق مع حزب الله ما قد يصعب على أى رئيس آخر أن يفعله، إذ إن لبنان مقبل على مرحلة شديدة الحساسية، وحزب الله سيضطر إلى الخروج من سوريا عاجلا أم آجلا. وفى مثل أجواء الاحتقان المذهبى الحاصلة فى البلد، ووسط الضيق والغضب من حزب الله، الذى ينسحب على الطائفة الشيعية، شئنا أم أبينا، ستكون تكلفة عودة الحزب من سوريا عالية، وربما أعلى من تكلفة خوضه المعارك هناك. وسيضطر الحزب بحسب مؤشر التطورات الداخلية والإقليمية والدولية إلى الدخول فى تسوية وطنية كبرى تشمل سلاحه وتفرده بقرار الحرب وتغريده خارج سرب الدولة. وتضيف المصادر المطلعة إلى أن الحريرى «الحريص على منع انزلاق البلد إلى الفتنة حرصه على عدم الفراغ فى رئاسة الجمهورية، لا يرى مانعا من أن يكون عون رئيسا لامتصاص الصدمات. فحزب الله يثق بعون وهو على تنسيق متواصل معه. وحتى لقاؤه بالحريرى اطلع عليه مسبقا الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله». ثم أن عون، بحسب مصادر «المستقبل» نفسها، «ناور وخاصم وصادق وكان منصب رئاسة الجمهورية نصب عينيه وأبرز أهدافه دوما. فإذا ما وصل إلى هذا المنصب يمكن المراهنة على تمسكه بما اختزنه وجدانه الشخصى فى المؤسسة العسكرية، او وجدانه المسيحى الجماعى المتحسس أصلا من كل قوة عسكرية خارج الشرعية وسلطة الدولة». فى المقابل تقول صحيفة السفير إن عون يثير حساسية فى مكان آخر، وتحديدا عند النائب الدرزى وليد جنبلاط، وكذلك ورئيس مجلس النواب نبيه برى. الذى لا يجد قواسم مشتركة كثيرة مع ميشال عون وسلوكه وأداء نوابه ووزرائه. وأضافت السفير أنه إذا كان حزب الله محرجا فى ترشيح عون، فبرى متحلل من هذا الإحراج خصوصا متى كان مدعوما بموقف جنبلاطى حازم، وأشارت إلى أن شعار برى وجنبلاط الذين يحتميان خلفه أن البلد لا يمكن أن يُحكم إلا من رئيس توافقى. رئيس يجمع ويُجمع عليه اللبنانيون فلا يبدأ عهده بالانقسامات والعداوات.