نصر الله وعون-ارشيفية أبرزت الصحف اللبنانية الجهود التي تبذل لإنجاح محاولة تشكيل حكومة جديدة للبلاد اعتمادا على صيغة "8+8+8″ أي الثلث لكل من فريقي 14 آذار و8 آذار والتيار الوسطي الذي يمثله الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط، وذلك وسط أنباء عن لقاء سري بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وحليفه العماد ميشال عون يهدف على ما يبدو إلى إقناع عون بالتسوية المقترحة. وقالت صحيفة (المستقبل) الناطقة باسم تيار المستقبل إن المناخ المحيط بأجواء تشكيل الحكومة ظل إيجابيا، رغم أن الأمور لم تتبلور بعد بصيغتها النهائية، لكن يبدو من مسار الأسئلة والأجوبة المتبادلة بين المعنيين في التشكيل، أن عملية التأليف تأخذ منحى إيجابيا. وذكرت مصادر مطلعة ل "المستقبل" أن "الجو لا يزال إيجابيا والمعنيون يتعاطون إيجابا مع الموضوع، لكن الصورة العامة لم تكتمل بعد ولا نستطيع الإغراق في التفاؤل"، مضيفة أن التوافق "تم على صيغة 8-8-8 بدون ثلث معطل لأي فريق أكان ذلك ظاهريا أو مبطنا، وأن الوزير الشيعي الخامس سيكون من حصة الرئيس ميشال سليمان"، فيما لا تزال تنتظر بعض الأسئلة التي وجهها تيار "المستقبل" أجوبة واضحة من المعنيين. يشار إلى أن الثلث المعطل هو ثلث عدد الحقائب الوزارية + واحد وهو يتيح لمن يمتلكه حل الحكومة أو تعطيل اجتماعاتها. من جانبها، قالت صحيفة (السفير) إن لقاء ظل بعيدا عن الإعلام جرى في نهاية عام 2013 بين حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وحليفه العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح، تميز بطابعه الاستراتيجي على حد تعبير أحد المتابعين. وأشارت الصحيفة إلى أنه ثمة من أخذ على سعد الحريري رئيس تيار المستقبل من حلفائه المسيحيين أنه لم يتشاور معهم، قبل أن يعطي جوابه الإيجابي الأولي، في المقابل فإن الإدارة السياسية لفريق «8 آذار» بدت أكثر تماسكا في ظل التفويض الذي أعطى لرئيس مجلس النواب نبيه بري بإدارة دفة التفاوض، خصوصا أنه سبقته جولة مشاورات واسعة لمعاوني بري ونصر الله على كل مكونات هذا الفريق. وقالت الصحيفة إن إيجابيات الليلة قبل الماضية الضبابية سرعان ما بددها بيان «كتلة المستقبل» الصباحي أمس بدعوته إلى تشكيل حكومة جديدة «من غير الحزبيين»، معيدا الأمور إلى المربع الأول، بشكل أدى إلى فرملة الاندفاعة القوية التي اكتسبتها مساعي التسوية خلال يوم أمس الأول. ولفتت (السفير) إلى أن أحد المتغيرات التي عززت المخاوف من فشل مساعي تشكيل الحكومة ما صدر مساء أمس على لسان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، من انتقادات حادة وغير مسبوقة للسعودية، والذي جاء ليحمل في طياته إشارة إلى بلوغ الاشتباك الإيراني السعودي مرحلة لم يصل إليها، حتى في زمن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، عندما حاول رفسنجاني فتح قناة مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز بالتنسيق مع آية الله علي الخامنئي، الأمر الذي دفع بعض المراقبين في بيروت إلى التساؤل عما إذا كانت هناك إمكانية واقعية للتفاهم على حكومة جامعة في ظل احتدام المواجهة على محور الرياض – طهران. واعتبرت الصحيفة أن ثمة مناورة لجأ إليها «فريق 14 آذار»، في مواجهة نجاح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وحليفه السياسي وليد جنبلاط، في انتزاع موافقة «8 آذار» على صيغة "8 8 8″، إذ "قيل لسعد الحريري بالحرف الواضح: "من السهل أن ترفض أنت وفريقك السياسي الصيغة المطروحة، لكن ماذا يضير إن تركت الأبواب مفتوحة وأربكت الآخرين وكسبت المزيد من الوقت" على حد قول الصحيفة. وقالت الصحيفة إن الجهود الجنبلاطية تركزت طيلة ال(48) ساعة الماضية على صياغة مجموعة مبادئ عامة استنادا إلى أسئلة طرحتها «كتلة المستقبل» معظمها وتولى جنبلاط وموفدوه نقلها إلى بري بالتشاور مع سليمان وسلام، "حتى تبنى على أساس الأجوبة المتبادلة، قاعدة توافقية مشتركة بين الجانبين" وفق أوساط سياسية متابعة .. لافتة الانتباه إلى أن أجوبة بري على أسئلة «المستقبل» جاءت «مرضية وإيجابية». ورأت (السفير) أن البعض يعتقد أن الحريري قد يوافق رسميا في اللحظة الأخيرة على صيغة 88-8 المعدلة، بعدما يمهد المسرح لها، سواء في داخل تياره أو مع حلفائه وفي طليعتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. من جانبها، قالت صحيفة (النهار) إن جهود تشكيل الحكومة تواجه جملة عقبات منها الإفراط الذي أظهره بعض قوى 8 آذار في محاولة إحراج قوى 14 آذار من خلال تحميلها تبعة عرقلة هذه المحاولة من غير أن تقدم 8 آذار واقعيا تنازلات جوهرية تتصل بالخلافات السياسية الحادة على مسائل تتسم بالطابع المفصلي. وذكرت الصحيفة أن المعلومات المتوافرة لديها من مصادر معنية بالمشاورات الناشطة تشير إلى وجود فرصة قوية للجهود الحالية بعد تراجع قوى 8 آذار عن تمسكها بصيغة 9-9-6 وقبولها بصيغة 8-8-8. وقالت إن هناك حوارات جارية خلف الكواليس بقوة فيما يمكن أن يندرج تحت إطار "مفاوضات" تهدف إلى رسم الإطار السياسي للحكومة الموعودة كأساس لا يمكن قوى 14 آذار أن تتجاوزه كشرط للتفاوض على الصيغة الحكومية شكلا وتوزيعا ومضمونا سياسيا. وأبلغ المطلعون على الاتصالات الحكومية "النهار" بأن الموقف على مستوى كتلة "المستقبل" وقوى 14 آذار يتلخص في أن هناك بداية بحث في تأليف الحكومة ولكن لا شيء نهائيا بعد، ورأى هؤلاء أن الأمر لا يتعلق بأسماء وأرقام بل بصياغة برنامج ولو مرحليا يحدد أفق عمل الحكومة الجديدة. وقالت أوساط مطلعة على المشاورات الجارية إن اتفاقا حصل بين الرئيس سليمان وقوى 8 آذار على أن يكون الشيعي الخامس في الحكومة من حصة الرئيس سليمان الذي يزمع توزير مستشاره العسكري العميد المتقاعد عبد المطلب حناوي. وأكدت الأوساط إسقاط شرطي الثلث المعطل والوزير الملك (وزير يختاره الرئيس اللبناني بموافقه طرف آخر)، وتحدثت عن انتظار قوى 8 آذار كلمة حاسمة من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن موافقته على مشاركة "حزب الله" في الحكومة. وتوقعت أن يأخذ فريق 14 آذار بعض الوقت في التشاور بين أطراف التحالف وخصوصا مع القوى المسيحية قبل أن تتضح طبيعة تعامله مع الوساطات الجارية. وأكد مسئول وسياسي بارز في قوى 14 آذار أن الانطلاق جديا في تشكيل الحكومة يتطلب ثلاثة مستلزمات، أولها ألا يكون هناك وزير ملك، وثانيها التبادل في الحقائب الوزارية، وثالثها خلو البيان الوزاري من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وإذا قبل فريق 8 آذار فعلا بذلك فإن احتمالات التوصل إلى إعلان حكومة تكون كبيرة. وفي انتظار نتائج هذه الاتصالات والوساطات تقول مصادر قوى 8 آذار إن هذه القوى تترك الأمر الآن للرئيس سليمان والنائب جنبلاط وتعتبر أنها أعطت فرصة مهمة للتوصل إلى اختراق من خلال سيرها بصيغة "الثلاث ثمانيات" فإذا فشل مسعى جنبلاط سيكون لدى 8 آذار خياران هما إما تعويم الحكومة الحالية وإما إجراء استشارات نيابية جديدة للإتيان برئيس مكلف جديد وحكومة جديدة وفق أكثرية تشكلها هذه القوى مع كتلة جنبلاط.