باتت المحرقة النازية المسماة بالهولوكوست، تعبر عن مواقف مختلفة داخل إيران، فعندما يتحدث مسئول عنها تستمع وسائل الإعلام جيدا بعد الموقف الذى اتخذه الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد ضدها، فبعد انتخاب الرئيس الجديد المنتمى للإصلاحيين حسن روحانى، بدأ روحانى يظهر وجها جديدا للعالم عن إيران ويعبر عن مواقف الشعب الإيرانى، حسبما صرح فى أكثر من مناسبة، وتتخذ حكومته مواقف أكثر اعتدالا عن سابقه، من هنا نجد وزير خارجيته محمد جواد ظريف يؤكد على حسابه على تويتر "أن بلاده لم تنكر يوما الهولوكوست، معتبرا موقف الرئيس السابق نجاد وإنكاره لهذه الواقعة التاريخية لا يعدو موقفا شخصيا". وبعد أشهر قليلة يكرر ظريف ويؤكد موقف بلاده من الهولوكوست، فعلى بعد أمتار قليلة من النصب التذكارى لضحايا محرقة النازية (الهولوكوست)، وأدان ظريف الإبادة الجماعية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية، ويقول فى مقابلة مع محطة "فونيكس" التليفزيونية الألمانية "كانت مأساة قتل وحشية لا ينبغى تكرارها"، وهو ما يعنى ضمنيا بعدم إنكارها، ووصف ظريف محرقة (الهولوكوست)، بأنها جريمة شنعاء. وفى مناسبة أخرى خلال لقائه فى أحد البرامج الإيرانية، قال "المحرقة ليست خرافة، وإننا ندين قتل الأبرياء، سواء حدث ذلك فى ألمانيا النازية أو فى فلسطين"، مضيفا "المحرقة جريمة شنعاء، إنها إبادة جماعية، ويجب عدم السماح بتكرارها، ولكن الجريمة لا يمكن ولا يجب أن تكون مبررا لكى نطأ بالأقدام حقوق الشعب الفلسطينى على مدار 60 عاما". ويفرق الإيرانيون بين مصطلحى يهودى وصهيونى وفقا لقول وزير الخارجية، فالشعب الإيرانى يتميز بوجود طوائف وقوميات متعددة، وهناك يهود من الإيرانيين يعيشون داخل إيران يتمتعون بحقوق يكفلها لهم الدستور، ولهم معابدهم لإقامة الشعائر الدينية الخاصة بهم، وهو ما عبر عنه ظريف فى تصريحه، "نحن دائما نهنئ المسيحيين بعامهم الجديد، ولدينا فى الجمهورية الإسلامية أقليات من اليهود معترف بها ولهم نائب فى البرلمان، ولم يكن لديها مطلقا خلاف مع اليهود ومذهبهم، ونعارض الصهاينة وهم أقلية فى هذا المذهب، ولن نسمح لهذه الجماعة الصغيرة أن تكذب وتقول للعالم إن إيران تعادى اليهودية من أجل أن تظهر بمظهر المظلوم، وأكد ظريف أنه ليس لدينا شىء ضد اليهود واليهودية، لكننا لا نسمح للصهاينة بأن يقدموا إيران على أنها معادية للسامية، ويواصلون حربهم الإعلامية ليستمروا فى قمع الشعب الفلسطينى وجعل الناس ينسون جريمتهم، "ولا تعترف إيران بإسرائيل، وأدان ظريف مجزرة النازيين ضد اليهود، وندين مجزرة الصهاينة ضد الفلسطينيين". وعبر ظريف عن موقف بلاده لنانسى بيلوسى لابنة الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكى عندما قالت اندهشت من تهنئته لليهود لبلد ينكر المحرقة، ورد عليها ظريف، إن "إيران لم تنكر يوماً الهولوكوست، الرجل الذى اعتبر أنه ينكر ذلك رحل الآن". وفى مقابلة صحفية، قال روحانى خلال حديث تليفزيونى مع شبكة "CNN" الأمريكية، إن المحرقة النازية "الهولوكوست" كانت جريمة ارتكبتها النازية ضد اليهود تستحق الاستنكار والتنديد، مضيفا أن أى جريمة ضد الإنسانية، بما فى ذلك تلك التى ارتكبها النازيون ضد اليهود، يجب التنديد بها. وكان الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد شكك فى حقيقة محرقة اليهود فى السنوات الأخيرة واعتبرها خرافة، وأعلن عدة مرات عن زوال إسرائيل قريبا مما أثار غضب الأسرة الدولية.
