الشيخوخة ليست عائقا أمام ممارسة الرياضة، فالرياضة ضرورية فى كل الأعمار، وعمر الإنسان الحيوى يتم حسابه بقياس قدرة العظام وقوتها ومحتواها وقوتها العضلية ومرونتها أيضا، وهو ما يختلف عن حساب السن، أو الزمن، وهو عدد سنين الإنسان التى قضاها على قيد الحياة. أكد الدكتور صابر سليمان الغرباوى استشارى العلاج الطبيعى والسمنة والنحافة، أن عمر الإنسان يتم حسابه بحالته الصحية، فهذا هو عمره الحقيقى، ومدى تحمل جسده لمرور الزمن والعمر عليه، ومدى تحمل عظامه وقوتها وصلابتها، مشيرا إلى أن المحافظة على جسم مثالى صحى يتمتع بصحة جيدة وسلامة أعضائه لمدة طويلة هو غاية كل إنسان. وأضاف غرباوى "أن انتظام الشخص واعتياده على ممارسة برنامج منتظم لرفع لياقته البدنية لسنوات وسنوات، يجعله أكثر صحة وأصغر فى عمره الحيوى، وهنا تظهر مدى أهمية مواظبة الإنسان على أداء التمرينات الرياضية، ورفع لياقته البدنية حتى مع التقدم فى العمر ليتمتع بحيوية أعلى من عمره الحقيقى تجعله يظهر أصغر سنا". ونصح استشارى العلاج الطبيعى المسن للتغلب على الكسل بالتمتع بالروح العالية، وعدم الاستكانة والاستسلام لآلام الجسم، مضيفا أنه يجب أن يواظب على ممارسة "برنامج" منتظم للتنشيط، والذى يعتمد على زيادة معدلات حركة الجسم وتقليل أوقات الركود، وهو برنامج يعتمد على ممارسة الرياضة بشكل جماعى، والتمرينات تتسم بقصر وقت ممارستها لأن المسن لا يتحمل ممارسة تمرينات بدنية لمدد طويلة، مشيرا إلى أنها تمرينات تتسم بالهدوء والتدريج السليم غير العنيف، وهى مخصصة لكبار السن وتنتشر فى أغلب المراكز الرياضية. وأشار إلى أن كبار السن لا يعوقهم ممارسة تمارين اللياقة البدنية، بل أنها تفيدهم فى تقوية عضلاتهم التى أصبحت عرضة للهشاشة وزيادة حجمها وزيادة محتواها العضلى وتقليل الدهون، خاصة عضلات الركب التى تحمل ثقل الإنسان. وأوضح أن الرياضة تحسن الحالة العامة للمسن، فتقوى الغضاريف، وتحسن وظائف التنفس وتدفق الهواء فى الرئتين وتحسن بشكل عام وظائف الجهاز التنفسى، وتعمل على تدفق الدم فى الجسم خاصة فى القلب، وتزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض التى تقل بطبيعة الحال مع التقدم فى السن. وشدد غرباوى على ضرورة حرص المسن على عدم ممارسة التمرينات العنيفة، أو صاحبة الجهد العالى، ويمارس تمريناته فى جو مناسب لا حار ولا بارد، ومن المعروف أنه بالتقدم فى العمر تتناقص قدرة الغدد المسئولة عن إفراز العرق، لذا ينصح بارتداء المسن لملابس قطنية وفضفاضة حتى يمكنها امتصاص العرق وعدم تخزينه لموازنة الحرارة الداخلية فى جسم المسن التى تختل جزيئا مع التقدم فى العمر.
