حبة دواء تعطي نفس التأثير المفيد للتمارين الرياضية
محيط - محمد السيد
أجمعت العديد من الدراسات والأبحاث على أهمية التمرينات الرياضية بالنسبة للإنسان، وتناولت معظمها "فوائدها" في الحد من الإصابة بأمراض خطيرة مثل القلب والسرطان وارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها، بجانب فوائدها الأخرى التي تتمثل في التقليل من ظهور تجاعيد الوجه وأعراض الشيخوخة المبكرة.
ولكن قد ينشغل البعض عن ممارسة الرياضة بشكل منتظم نظرا لضغوط الحياة المستمرة، لذا فكر العلماء في حل يرضي هذه الفئة، عبر تطوير حبة دواء فيها كافة خصائص التمارين الرياضية وبالتالى التمتع بلياقة بدنية جيدة من دون تعب.
وذكرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية أن العلماء اكتشفوا شيئاً قد يوفر الجهد على كل من لا يحبون ممارسة الرياضة لفقدان الوزن ويساهم فى إعطائهم طلة جيدة.
وأوضحت الصحيفة أنه فى تجارب على فئران لا تتحرك كثيرا، جعل الدواء هذه الفئران تركض بنسبة 44 % أكثر على آلة الجرى ممن تلك التى لم تعط الدواء.
وبحسب البحث، فقد تبين أن الدواء، وهو مركب كيميائى يحمل اسم "آى آى سى آى آر"، يغير التركيبة الجسدية للعضل، ويدفع النسيج على إحراق الدهون بدلاً من إحراق السكريات، وهو أمر يحصل مع العدائين وراكبى الدراجات.
وقال ديفيد مانجلسدورف وهو عالم من مركز تكساس الطبى فى دالاس لكنه ليس على علاقة بالبحث: "أنت تحصل على فوائد التمارين الرياضية من دون أى جهد".
يشار إلى انه من غير المعروف ما إذا كان هذا الدواء يناسب الرياضيين الذين يجرون تمارين رياضية، أو يناسب كل الناس لأن التجارب تقتصر حالياً على الفئران.
الرياضة مفتاح الشباب
أما عن فوائد الرياضة في محاربة الشيخوخة، فقد أكدت دراسة جديدة أن التمرينات الرياضية ربما تكون مفتاح الشباب، كما اتضح أن الناس الذين يحافظون على لياقتهم البدنية قد يصبحون أصغر بيولوجياً بنحو تسع سنوات من أولئك الذين يعيشون حياة خاملة.
ووجدت الدراسة التي شملت 2401 من التوائم أن أسلوب الحياة الخامل يزيد مخاطر سلسلة من المشاكل من أمراض القلب إلى السرطان، ويبدو أنها تلعب دوراً رئيسياً في عملية التقدم في العمر.
وأوضحت دراسات كثيرة أن التمرينات تقلل مخاطر سلسلة مشاكل مثل أمراض القلب والبول السكري والسرطان، مؤكدة أن الأشخاص الذين مارسوا التمرينات بنشاط 3 ساعات أسبوعياً تكون لديهم قسيمات أطول وكانوا أصغر بيولوجياً بتسع سنوات مقارنة بهؤلاء الذين مارسوا تمرينات أقل من 15 دقيقة.
من جهة أخرى، أكد باحثون امريكيون أن التمارين الرياضية قد لا توقف زحف الشيخوخة ولكنها قد تخفى إلى حد ما أعمار الناس الحقيقية لأنها تجعلهم يبدون أكثر نضارة وشباباً من غيرهم.
وأشارت الدراسة إلى أن التمارين تزود الجسم بالطاقة، وتساعد الإنسان على التحمل والصبر والسير لمسافات طويلة والسباحة والهرولة وركوب الدراجات الهوائية وغير ذلك.
وأوضحت الدراسة أن التمارين الجسدية المنتظمة يمكن أن تخفف من حدة الضغط النفسى وتساعد على مكافحة الكآبة والقلق والنوم بشكل أفضل وتحسين المزاج، مؤكدة أن التمارين المنتظمة تساعد على حرق السعرات الحرارية والدهون فى الجسم وخفض الوزن.
يذكر أن الرياضة تحفز الدماغ على العمل والتفكير بشكل منطقى وسليم وتجعل نوعية الحياة أفضل وتحافظ على متانة العضلات، وإن كانت لا تمنع زحف الشيخوخة فى نهاية المطاف.
التمارين تخلصك من الأمراض
وعن دورها الريادي في الوقاية من الأمراض، أفاد باحثون بأنهم وجدوا أن التمرينات اليومية ساعدت فى الحد من بعض آثار قصور القلب، حيث زادت من نمو خلايا عضلية وأوعية دموية جديدة والتى غالباً ما تصاب بالضعف عند من يعانون من المرض.
وقصور القلب الاحتقانى هو حالة مزمنة لا يستطيع القلب فيها ضخ الدم بكفاءة إلى أعضاء الجسم. ويمكن أن تنتج عن عدة أسباب منها انسداد الشرايين والأزمة القلبية وارتفاع ضغط الدم.
وأشار الباحثون فى اجتماع لجمعية القلب الأمريكية فى مدينة أورلاندو بفلوريدا، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب غالباً ما يجدون صعوبة فى ممارسة التمرينات لكن النتيجة قد تستحق العناء.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أكسل لينكه من جامعة لايبزيج بألمانيا فى بيان "إذا كنت تعانى من قصور بالقلب، فإن التمرينات يمكن أن تحسن حالتك الصحية وتزيد قدرتك على التمرين وتحد من أنماط الضرر الذى يلحق بالعضلات والتى يكثر حدوثها فى قصور القلب".
وأكدت الأبحاث العلمية أن عضلات الإنسان تضمر بنسبة40% عند بلوغ سن السبعين وأن ممارسة الرياضة عامل أساسي لإيقاف عملية الضمور والقيام بالإصلاح والبناء الذاتي للخلايا الحية المسنة. وأشارت الدكتورة نيرمين فاروق سعيد الحاصلة علي ماجستير فسيولوجيا الرياضة، إلى أن ممارسة الرياضة تساعد علي انخفاض وفيات أمراض القلب في الولاياتالمتحدةالأمريكية واستراليا بنسبة تصل إلي50%, وقد أثبتت الدراسات العلمية أن كبار السن الذين يمارسون الرياضة بصورة دورية منتظمة تماثل نسبة الكوليسترول لديهم تلك الموجودة عند الشباب, ويرجع السبب في ذلك إلي مقدرة الرياضة علي تحسين مستويات الليبوبروتين مرتفع الكثافة "HDL" وهو الذي يحمل الكوليسترول بعيداً عن الشرايين وينقله إلي الكبد, حيث يستطيع الجسم التخلص منه فيما بعد.
ومن خلال الدراسة التي أجريت علي عدد من الرجال والسيدات من كبار السن تم تدريبهم لمدة تتراوح ما بين9 إلي12 شهراً علي برامج المشي السريع والجري الخفيف, أثبتت النتائج حدوث تحسن كبير في سعة الرئتين, وأمكن تفسير هذا التحسن بأنه يرجع إلي زيادة نشاط الإنزيمات المؤكسدة في العضلات.
وأوضحت الدكتورة نرمين أن الرياضة تحسن من اداء الدورة الدموية لمختلف أعضاء اجهزة الجسم وتحافظ علي زيادة الوزن وتساعد علي تقليل ضغط الدم للمرضي وتحسن حركة المفاصل الصغيرة والعضلات الدقيقة في القدمين وتحسن الحاله النفسية والمزاجية وتساعد علي النوم الهاديء وتقلل القلق والعصبية والتوتر.