عباس: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسد قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة    إنفوجراف.. إنجاز تاريخي للتعليم العالي في سيناء    سفير قطر بالقاهرة يهنئ مصر قيادة وشعبا بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر تميل إلي الهبوط مع انخفاض الطلب بالأسواق    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وشبرا الخيمة    النور مش هيقطع في بيتك بعد النهارده.. اعرف سعر جهاز مانع انقطاع الكهرباء    ياسمين فؤاد تترأس مع وزيرة ألمانية جلسة النظام العالمي لتمويل المناخ    مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير في فندق شرقي الهند    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن مفاجأة في قائمة الأهلي أمام مازيمبي    فودين عن بيلينجهام: لم أر أحدا في عمره بهذا النضج    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بقرية البياضية في المنيا    خبيرة أبراج تبشر "المائيين"    شكرًا لكل شهيد ضحى بروحه.. خالد سليم يحتفل بعيد تحرير سيناء    «هيئة الدواء» توضح طرق انتقال العدوى بمرض الملاريا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    الداخلية: نواصل جهود مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    محافظ الفيوم يشهد الجلسة الختامية لورشة عمل مناقشة مخرجات إعداد الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2009


الطريق إلى قصر العروبة
قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
11- المزاج العام
عناوين الحوار..
= د.أحمد عكاشة: المزاج العام الآن يميل إلى فقدان الأمل والعجز مما ينعكس على الإنتاج بعد اقتناع المواطن أن بإمكانه الوصول إلى ما يريد دون عمل.
= مطلوب من مرشح الرئاسة القادم أن يكون تفكيره مرنا ويتواصل مع الجماهير ويمنحها الأمل فى الغد دون خداع.
= يلتحق الطفل بالمدرسة وضميره منخل بدون ثقوب ثم تبدأ تتسع بعد أن يجد الناظر يغششه والمدرس يعطيه دروسا خصوصية حتى يصل إلى مرحلة يقبل فيها أى شىء ضد التقاليد والأخلاق والشهامة عندما يكبر.
= التراجع الحاد فى أخلاق المصريين سببه غياب المشروع القومى وكلما توافر هدف عام يلتف حوله الناس قلت الأمراض النفسية.
= الاقتصاد الحر الذى أفهمه يحدث فى بلاد تحدد الفروق بين أعلى وأقل راتب بشكل لا يتجاوز المعقول لكن فى مصر النسبة فى الدخول تبلغ واحد إلى مليون ضعف.
= إعلانات الجولف والفيللات والشاليهات تسبب حالة من الإحباط الشديد ل98% من المصريين والحسرة على النفس.
= من سلبيات العولمة أنها جعلت الفقير يرى كيف يحيا الأغنياء بينما كان مغيبا فى الماضى وبالتالى راضيا لكن هذا الرضا لم يعد موجودا.
= مصر الآن ماشية فى طريق وحيد يصب فى مصلحة واحد بالمائة من الشعب بينما 99%من المصريين لايستطيعون شراء المنتجات التى تروجها الإعلانات.
= مفيش جلسة تجمعنى مع أصدقاء أو مرضى أو مسئولين إلا ويبادرون بالشكوى من أن الحياة فى مصر أصبحت تبعث على المزاج التشاؤمى الاكتئابى.
= يجد الحزب الحاكم متعة سادية فى الاختلاف مع الرأى العام فإذا اتفق المزاج العام على شخص يتم استبعاده فورا.
= نرفع قبعاتنا احتراما للديمقراطية فى إسرائيل التى حاسبت وحاكمت كل رؤساء وزرائها وهم على كراسيهم وعندما ترى دولة تحاكم كبار مسئوليها فتأكد أنها ستنهض.
= السبب الرئيسى فى عدم كفاءة الفرد فى إنجاز عمل جيد هو التفكير المستمر فى الحسرة على الماضى والقلق على المستقبل مما يؤدى إلى خلل جسيم بالحاضر فلا يستطيع الانطلاق.
= لا أصلح أن أكون وزيرا وقد رفضت الوزارة مرتين عندما عرضها على الدكتور عاطف صدقى ومشكلة مصر الحقيقية فى غياب الكفاءات السياسية المدربة.
مقدمة الحلقة..
فى هذه الحلقة من التحقيق الموسع والذى يبحث فى القوى السياسية المؤثرة فى اختيار حاكم مصر القادم، وبعد أن عرضنا لعدد كبير منها مثل الأحزاب والإخوان المسلمين والمؤسسة الدينية والخارج وتأثير الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى ظهور ما يعرف بالحركات الاحتجاجية، كان لابد ألا نغفل عنصرا نراه مهما –ونحسبه كذلك- وهو الذى يتعلق بالمزاج العام للمواطنين تجاه رئيس مصر القادم إلى قصر العروبة، بتعبير آخر ما الذى يريده الشعب من المرشحين لهذا المنصب الأهم وماهى المواصفات الشكلية والموضوعية التى يرغبها المواطن فى حاكمه القادم.
ورغم أن كلمة المزاج العام قد تبدو جديدة على الآذان أثناء مناقشة قضية مهمة مثل اختيار حاكم مصر القادم لكنه فى تقديرى عنصر مهم لا يجب إغفاله خاصة بعد أن تجاهله الحكم منذ الثورة وحتى الآن، فقليلة هى المرات التى سعى فيها حكام مصر لإرضاء المزاج العام للشعب بل إن ما وقر فى أذهان المواطنين هو معاندة الحكم دائما إلى ما يريده ويرغبه فإذا مدح شخصا ما وجد الحكم يستبعده فورا وهكذا، رغم أن من ذكاء القيادة أن تسعى بقدر الإمكان فى منح الشعب الإيحاء بأنها تستجيب إلى العديد من مطالبه.
وفى تقديرى أن المزاج العام للشعب وما يريده من حاكمه لن يستطيع أى مرشح قادم للرئاسة أن يتجاهله بل سيسعى لإرضائه وكسب وده ومخاطبته باللغة التى يريدها، خاصة أن المزاج العام للشعب ليس كتلة واحدة صماء بل هو فى حالة تباين لتعدد الثقافات والأعمار داخل المجتمع المصرى.
هنا وفى هذه الحلقة التى تبحث عما نسميه بالمزاج العام نحاول أن نقدم تعريفا له ونغوص فى أعماق مزاج المصريين العام لنعرف ما الذى يريدونه الآن؟ وهل يختلف المزاج العام لهم من مرحلة إلى أخرى، بل ما هى العوامل التى تؤثر فى هذا المزاج.
مقدمة الحوار..
لا يحتاج الحوار مع العالم المصرى الكبير الدكتور أحمد عكاشة إلى تقديم طويل لكن فقط أردت أن أذكر فى هذه المقدمة خبرا مهما قاله لى العالم الكبير أثناء الحوار..وهو أنه ومعه 15شخصية مصرية من مختلف التخصصات قرروا أن يجتمعوا بصفة دورية - وقد تم ذلك- لتقديم رؤية متكاملة لمشاكل مصر مع عرض شامل لكيفية الخروج منها..وما يفعلونه هو بمثابة مصنع للأفكار موجود مثله فى البلاد المتقدمة، حيث تجتمع عقول البلد على اختلاف تخصصاتها لتقديم أفكار إيجابية للمجتمع وقادته للنهوض به وأنهم بصدد عرض هذه الأفكار المصرية المقدمة من أبناء مصر البررة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) ليستفيد منها من يرغب، وبقى أن أذكر أن من هذه العقول أو الشخصيات الخمسة عشر الدكاترة أحمد زويل ومحمد غنيم وأحمد عكاشة.
وكثيرة هى الأفكار والتحليلات والرؤى المتعددة التى قدمها لنا الدكتور عكاشة فى هذا الحوار والذى لم أترك خلاله ظاهرة اجتماعية تحيرنى أو سؤالا يشغل بالى فى المجتمع إلا وسألته عنه، بداية من الغش فى الثانوية العامة إلى عدم احترام المصريين لقواعد المرور مرورا بضرب الدكتور المسيرى فى المظاهرات، إضافة إلى موضوعنا الأهم وهو المزاج العام وتأثيره فى اختيار حاكم مصر القادم.
هذا الحوار هو إبحار طويل فى عمق المجتمع المصرى وباطنه بقيادة ملاح نفسى مصرى اسمه أحمد عكاشة، وإلى نص الحوار:
= ماهى سمات المزاج العام المصرى الآن؟
- مفيش جلسة أجلس فيها مع أصدقاء أو مرضى أو مسئولين إلا ويبادرون بالشكوى من أن الحياة فى مصر أصبحت تبعث على المزاج التشاؤمى الاكتئابى خاصة أن المصداقية منعدمة، فإذا قرأت أى جريدة حكومية ستجد صورة لمصر مختلفة تماما عنها فى الصحف الخاصة، ومفيش أحد يعطى التفاؤل، والصحف القومية فى حالة جمود وعاجزة عن منح المواطن التفاؤل، فكيف تمنحه والحال العام سييء رغم محاولتهم، إلا أنها تبعث على السخرية مثل التصريح الذى نشرته الصحف منسوبا لأحد الوزراء بأن 168جنيها شهريا تكفى معيشة المواطن، فكيف نطلب من المواطن أن يثق فى مسئوليه وهو يقرأ مثل هذه التصريحات!!.
= إلى ماذا يميل المزاج العام للمصريين الآن؟
- يميل إلى فقدان الأمل والعجز واليأس وهى الطرق المختصرة إلى حالة اللامبالاة التى تنعكس على العمل فتؤثر على الإنتاج أى على الاقتصاد وكان من نتيجة ذلك أن المواطن المصرى أصبح يعمل لمدة نصف ساعة بعد أن اقتنع بالدليل العملى أنه يمكنه أن يصل إلى ما يريد دون عمل ودعنى أحدثك عن موضوع يمكنك من خلاله فهم ما أريده.
= تفضل؟
- الموضوع يتعلق بالصحة النفسية وهى مصطلح يختلف عن المرض النفسى، وتعنى جودة الحياة النفسية والجسدية والاجتماعية والروحية للإنسان، وتوافر الصحة النفسية يجعل لدى الإنسان المقدرة والصمود على التعامل فى مواجهة كروب الحياة، وإذا مرّ بصدمة شديدة، سيقوم منها نشطا وهكذا، وإذا رغبت فى معرفة مدى قدرة المصريين على مواجهة كروب الحياة...انزل الشارع ولاحظ سلوكهم، فستجدهم ليس لديهم الاستطاعة فى مساعدة الآخرين.
= ماتفسيركم لحالة التبلد عندما يطلق قائد السيارة كلاكس السيارة لمواطن يسير أمامه على راحته ولا يبالى بتعريض حياته للخطر؟
- هى صورة من صور اللامبالاة، نعود إلى موضوعنا وأجد أن أحد العوامل المؤثرة فى الصحة النفسية أن تاتى الدولة بأشخاص عديمى الكفاءة وتضعهم فى أماكن مهمة مما يؤدى إلى التأثير سلبا على الصحة النفسية للشعب، العنصر الثالث من علامات سلامة الصحة النفسية وجودة الحياة هى أن يحب المواطن عمله لذلك تلاحظ العامل فى اليابان ينتحر إذا ارتكب خطأ ما فى العمل، لأن العامل توحد مع هذا المصنع حيث يوفر له العلاج له ولأسرته وكذلك التعليم لأولاده وبعد تخرجهم سيوفر لهم المصنع فرصة الالتحاق به للعمل، وبالتالى يصبح المصنع بالنسبة لهذا العامل جزء صغير من الوطن بل هو الوطن ذاته مما يفسر أسباب انتحار وزير التعليم اليابانى حال حدوث حريق فى أى مدرسة لأنه يرى فى نفسه القدوة، لأن المدرسة هنا هى وطنه والذى إذا احترق لا يمكنه البقاء فيه حيا وطبعا لو طابقنا ذلك بالحال لدى المسئولين المصريين سيصيبنا الحزن.
= وماذا عن بقية العوامل التى تزيد كفاءة الصحة النفسية للمواطن؟
- أن يشعر المواطن بأن له دورا وقيمة فى المجتمع فالكناس فى الخارج فخور بأنه يكنس الشارع بينما هنا فى مصر إذا قابلك عامل القمامة قال لك كل سنة وأنت طيب يابيه، وأشفق عليهم لأنهم عايشين عيشة صعبة كذلك الحال بالنسبة لمن يقدم الخدمة للمواطن مثل عساكر وأمناء الشرطة، وأتساءل:كيف يطبق جائع قانون المرور؟وإذا دفع المخالف (إكرامية) فلن يكتب المخالفة وهو هنا سيقع فى حيرة بين كتابة مخالفة وتحصيلها لتذهب إلى الحكومة أو إلغاء المخالفة وأخذ الرشوة حتى يأكل أولاده.
ماقلته من محددات أربعة سابقة هى التى تحدد جودة الحياة للمواطن سواء كان غنيا أو فقيرا.
= يعنى الغنى كمان بيعانى فى البلد؟
- عندما يركب سيارته الفاخرة ويمكث فى إشارة المرور طيلة ساعتين دون أن ينهى برنامجه اليومى وبالتالى ضاع منه وقت مهم، أيضا إحساس الغنى بنظرات الحقد فى عين أبناء الطبقة الفقيرة حيث يتمنى الفقير أن تنفجر سيارة الغنى وهو فيها، واحساس الغنى بعدم حب الفقراء له شعور محبط وقارنه مثلا بسعادة بيل جيتس.
= مقارنة ليست فى صالح رجال الأعمال المصريين..
- دعنى أحكى لك ماذا فعل بيل جيتس.
= تفضل؟
- يعانى الفقراء من عدم وجود أدوية تعالج أمراضهم المعروفة مثل السل والبلهارسيا..الخ، والسبب أن شركات الأدوية تنفق مبالغ طائلة على أبحاث الدواء تصل إلى مليارات الدولارات حتى تنتج الدواء ولأنها شركات تهدف إلى الربح ومن ثم لا يمكنها إنتاج دواء لعلاج الفقراء من الملاريا مثلا، حيث الخسارة محققة لكون مشترى هذا العلاج من الدول الفقيرة وظروفها الاقتصادية سيئة، لذا نجد هذه الشركات تنتج أدوية مضمونة البيع وبأسعار عالية كأمراض السمنة أو الضعف الجنسى، إلى أن جاء بيل جيتس وقرر تخصيص ثروته كاملة لتمويل أبحاث الدواء لاكتشاف أدوية للفقراء والتى لن تدفعها أى دولة أو شركة.
= الواقع أنه لا يوجد رجل أعمال مصرى يعمل مثل جيتس..
- بيل جيتس رجل تجاوز ذاته حيث استقال من أجل فعل الخير فى أفريقيا ويسافر هو وزوجته الى المصابين بالايدز فى القارة السمراء، وما يدفعه إلى ذلك هو أن الله اعطاه ذكاء اكتشف من خلاله أن سعادته تكمن فى سعادة الآخر وهى أعلى درجات السعادة، ولنقرأ كتاب النبى لجبران خليل جبران حيث قال:عليك أن تشكر من يقبل منك العطاء لأنه منحك إحساسا بالإنجاز والسعادة أكثر مما أعطيته، ولنفترض أن كل الناس رفضوا العطاء فماذا تفعل حينها؟
= ما المقصود بالمزاج العام للشعب؟
- المزاج هو حالة من التقلب فى وجدان الفرد قد تجعله فى حالة من حالات الحماس والبهجة أو اليأس والعجز أو فى حالة متوسطة بين الاثنين، وأحيانا تكون شدة المزاج فى العنف والعدوان واللامبالاة أو تبلد الوجدان وبالتالى فان المزاج العام للفرد يقوم على طيف متعدد ومتباين.
= هذا عن الفرد فماذا عن المزاج العام للشعب؟
- يضم الشعب مجموعة من الأفراد وبالتالى فان المزاج لن يكون واحدا بل سيكون متباينا لكن هناك سمات عامة ويمكن للقاريء أن يحدد نوعية مزاجه العام طبقا للأنواع التالية علما بأن المزاج يعتمد بشكل أساسى على عامل وراثى بمعنى أن كل منا مولود باستعداد لمزاج معين.
= عودة إلى المزاج وأنواعه؟
- هناك ستة أنواع للمزاج، وقد يتمتع الشخص بمزيج منها أو أحدها فقط، والنوع الأول هو المزاج الاكتئابى أو النكدى ويتعلق بالإنسان الذى ينظر إلى الحياة بتشاؤم مثل السيدة التى إذا سمعت جرس التليفون تعتقد أنه سيحمل خبرا سيئا أو إذا دق جرس الباب فهناك كارثة، وكثير من أمهاتنا (واخدين) الحياة بطريقة اكتئابية ونكدية.
= وماذا عن النوع الثاني؟
- هو ما نسميه المزاج القلق ويتعلق بالإنسان الذى لديه قلق مستمر على الماضى وقلق على الحاضر وقلق على المستقبل ولديه خوف على كل أمر محتمل حدوثه أما النوع الثالث فهو المزاج الذى يمر بنوبات متغيرة لذا يسمى بالمزاج النوابى، فتجد صاحبه لعدة أيام يمر بحالة من الحماس والنشاط والتفاؤل والاختلاط ثم يمر بنوبة مغايرة يتحدث فيها عن عدمية الحياة وايه لازمتها وأن مفيش فايدة والدنيا ماتستاهلشي.
= ماذا عن النوع الرابع؟
- هو المزاج الغاضب وفيه الإنسان الغاضب والحاقد باستمرار ولايرضى عن أى شيء وخامسا وهو مزاج الخوف والذى يخاف صاحبه باستمرار، أما المزاج الأخير فيتميز صاحبه بالنشاط الزائد وإدمان العمل ويشعر أن الوقت لايكفيه ولديه مشروعات كثيرة وهذا إلى حد ما صفة من صفات القيادة.
= ماهو الأفضل:أن يتمتع الشخص بنوع من الأنواع السابقة أم يكون خليطا من بين هذه الأنواع الستة؟
- كل نوع من الأنواع السابق ذكرها عبارة عن طيف بسيط أو شديد وهذا المزاج يختلف عن مفهوم الخلق ونقصد به مصداقية الذات ومساعدة الآخرين وعدم النفاق والمصداقية فيما يفعله الشخص ويعتمد ذلك كله على المجتمع، وهل يمنحك هذا الشعور أم لا، وأرى أن الأخلاق قد تغيرت لتغير المجتمع ومسألة الغش فى امتحانات الثانوية العامة خير دليل.
= هذا يجرنا للحديث عن الضمير؟
- يتكون ضمير الإنسان منذ طفولته حيث يسعى الطفل إلى إرضاء أبيه وأمه فيفعل ما يسعدهما ثم يدخل المدرسة ويختلط بالناس ويبدأ فى اكتساب ضمير المجتمع وهنا إما يستمر بالامتثال إلى هذا الضمير المجتمعى ويصبح مثل بقية أفراد المجتمع أو يظل مع النخبة متجاوزا ضمير المجتمع ليجد ضميره الخاص وهذا ما يحدث مع النخبة الذكية التى تشكل ضميرها الخاص، وهم الذين يقودون المجتمعات والبلاد، ولنأخذ ظاهرة الغش فى الامتحانات كمثال للتوضيح فالطفل الصغير وجد أبواه يحضرون له الامتحانات عشان يغش وبالتالى يرسخ فى مخه أن والديه غشاشين
= وهل يستوعب الأطفال هذا المعنى فى هذه السن الصغيرة؟
- نعم ثم يذهب هذا الطفل إلى المدرسة فيجد الناظر يغششه والمدرس يعطيه دروسا خصوصية بل يعطيه الامتحان فيكبر الطفل وضميره الشخصى مثل المنخل بدون ثقوب ثم تبدأ الثقوب فى الاتساع حتى يصل الى مرحلة يقبل فيها أى شيء ضد التقاليد والأخلاق والشهامة، وقد حدث للمصريين تغير تام فى أخلاقياتهم خلال الخمسين سنة الماضية فالمصرى كان مشهودا له بالطيبة والشهامة ومساعدة الغير، وأرضه كانت عرضه ويتجاوز ذاته ليخدم الجار وعندما كان يقسم بشرفه فانه كان يعنيها لكن كل هذه الإخلاقيات تغيرت بمرور الزمن.
= وماهو تفسيركم لهذا التغيير؟
- لأن المجتمع فقد مايعرف بالهدف القومى الذى تلتف حوله الجماهير وسنلحظ هنا أنه كلما توافر هدف عام يلتف حوله الناس كلما قلت الأمراض النفسية حتى أن أحد أصدقائى فى البرازيل قال لى أنه أثناء بطولة كأس العالم وعندما تلعب البرازيل..يتوقف المرضى عن الذهاب للعيادات النفسية حيث تنسى الجماهير أمراضها.
= أفهم من ذلك أن الحالة المعنوية للمصريين ارتفعت أثناء فوزنا بكأس أفريقيا؟
- نعم فالمصريون نسوا معاناتهم لفترة ولو تم قياس مزاجهم العام وقتها سنجد أن به حب لبعضهم وما يجعل الناس سعداء هو الثقة.
= الثقة فى إيه؟
- هناك كتاب لمؤلف اسمه ستيفن كوفى يتحدث فيه عن ثقة الناس فيما بينهم وكذلك عن ثقتهم فى الحكومة وفى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، وقد وجدوا أن الثقة بين الناس فى أمريكا كانت مرتفعة قبل بوش ووصلت الى 32% بينما كانت فى أمريكا اللاتينية 24% وفى انجلترا انخفضت الثقة بين الناس الى 35% أما فى أفريقيا فكانت 18% وبلغت فى البلاد الاسكندنافية 60%
= ابتسمت معلقا على نسبة البلاد الاسكندنافية قائلا:هل يعود ارتفاع النسبة عشان برودة الجو مما يجعل الناس فى احتياج الى الاقتراب من بعضها ثم سألته:وماذا عن البلاد العربية؟
- يرى المؤلف أن الثقة بين الناس فى هذه البلاد منعدمة ويؤكد أنه كلما زادت مساحة الثقة بين الناس عمت حالة الرضا وبالتالى جودة الحياة وقل الإنفاق وزادت سرعة الإنجاز.
= قلة الإنفاق ازاي؟
- ضرب المؤلف مثالا عندما فقد الناس الثقة فى ركوب الطائرات بعد أحداث سبتمبر مما تتطلب أن يضع الأمن أجهزة لتأمين الطائرات وبالتالى إنفاق ملايين الدولارات، إضافة إلى حجم المعاناة التى يعانيها المسافرون بسبب التفتيش، ويلفت انتباهنا إلى الوقت الذى ضاع دون فائدة وحجم المصرفات التى زادت بسبب انعدام الثقة بين الناس.
= دعنا من مستر ستيفن كوفى وبلاد بره وكلمنى عن الثقة بين المصريين...أخبارها إيه؟
- تعتمد الثقة على مدى مصداقية من أمامك، فمثلا الثقة فى أجهزة الدولة ومؤسساتها متواضعة للغاية لذا يمكنك القول بوجود عوامل وظواهر كثيرة تؤدى إلى تدنى هذه الثقة.
= زى ايه؟
- ظاهرة البطالة مثلا والتى تولد أمراضا عديدة وعدم ثقة فى كل شيء ومنذ فترة جاءت عيادتى فلاحة مريضة اقترضت 25 ألف جنيه إعانات من أهالى القرية عشان ابنها يهاجر هجرة غير مشروعة والذى مات غريقا، وقد أحضرها أهالى القرية بعد حالة الحزن والأسى التى مرت بها بسبب فقدان ابنها وعندما سألتها ما الذى دفعك لتسهيل سفر ابنك بهذه الطريقة غير الشرعية والخطيرة.. قالت:ابنى فى مصر ميت مائة فى المائة أما إذا سافر ولو بشكل غير مشروع فهناك احتمالان أحدهما الغرق والآخر العمل، وأنا عايشة عشانه وربيته وتخرج فى الجامعة لكنه جلس بجوارى لسنوات طويلة دون عمل لكن اذا سافر ففى الخارج سيأكل ويشرب حتى لو كان اجنبى مهاجر لكن هنا لاأستطيع أن أطعمه.
= وماذا عن بقية الظواهر؟
- دعنى اتحدث مثلا عن الازدحام وكلما زاد قلت جودة الحياة للانسان وزادت الأنانية وقل اهتمامه بجاره واهتم بأسرته فقط
= لكن الازدحام ظاهرة عالمية وتحديدا للعواصم الكبرى وليس مقصورا على مصر فقط؟
- نعم لكن الازدحام عندنا فاق الحدود فقد سجلت نسبة الكثافة السكانية فى شبرا الخيمة مائة الف نسمة فى الكيلو متر المربع وتصل النسبة فى بقية الجمهورية الى 52الف لكل كم مربع بينما النسبة العالمية التى تحقق الآدمية واحترام النفس الانسانية تبلغ 8 الى 11الف فى الكم المربع.
= كيف نصل إلى إنسان محب لغيره وبالتالى محب لبلده؟
- المهاجر بشكل غير شرعى معرضا نفسه للغرق ...هذا الشاب فقد عرضه وأرضه وآدميته
= لايوجد بديل أمامه..
- للأسف فالحكومة أوصلتهم لذلك رغم أن الانسان يستطيع العيش بامكانيات بسيطة لكن الحياة الآن أصبحت تنافسية ليست فى المجتمع المصرى فقط بل فى كل المجتمعات لكنه سمة أساسية للمجتمع الفقير، والمصرى يحيا فى مجتمع فقير متنافس فتجد مثلا الموظف محدود الدخل أو الخادمة مثلا تتفاخر بأنها اشترت تليفون محمول لأولادها علما بأنهم ليسوا بحاجة الى تليفون محمول والمصريون الآن يتنافسون فى هذا.
= كلمنى عن التأثير النفسى للفقير عندما يطالع هذا الكم الضخم من الإعلانات والتى تروج للقصور والفيلات والشاليهات والسيارات الفاخرة بينما حاله أوغالبية المصريين لا تسمح بمجرد الحلم فى ذلك..
- سؤالك ده مربط الفرس...فهذه الإعلانات تسبب حالة من الإحباط الشديد والحسرة على النفس، وإحدى سلبيات العولمة أنها جعلت الفقير يرى كيف يحيا الأغنياء مقارنة بالماضى عندما كان الفقير مغيبا فكان راضيا وهذا الرضا الآن لم يعد موجودا خاصة أن امكانياته وقدراته لاتسمح له بتحقيق أحلامه لكن هذا يبين لك الحالة الآن فمصر كلها ماشية فى طريق واحد يصب فى مصلحة واحد بالمائة، بينما 99%من المصريين لا يستطيعون شراء المنتجات التى تروجها الاعلانات عن الشاليهات والقصور واحدى الشركات الخليجية تؤكد أن أسعار الفيلات لديها هى الأقل حيث تبلغ الخمسة ملايين جنيه
= لكن من حق هذه الشركات الإعلان عن منتجاتها..
- المفارقة الكاشفة أن شركة إعمار عندما أعلنت عن الفيلات...نفد الحجز خلال شهر.
= انت كده بتقف فى وجه فلسفة الاقتصاد الحر الذى تبنته الدولة منذ السبعينيات..
–لكن الاقتصاد الحر الذى أفهمه يحدث فى بلاد بها درجة ما من المساواة التى تحدد الفروق بين أعلى وأقل راتب بشكل لا يتجاوز المعقول لكن فى مصر شيء من هذا غير موجود بل الحاصل أن النسبة فى الدخول تبلغ واحد إلى مليون ضعف..لقد قرأت أن فى مصر حوالى ستين ألف مليونير وحوالى عشرين ملياردير بينما تقرير التنمية البشرية يؤكد أن 40% من المصريين تحت خط الفقر وهذه الفجوة الهائلة بين الفقراء والأغنياء فى المجتمع تؤدى إلى الإحباط الذى يجعل الفقير عدوانيا حتى على نفسه.
= كيف؟
- أن ينتحر مثلا أو عدوانيا على الآخر، أو أن تتسم شخصيته بالغضب والقلق الشديد، ثم الاكتئاب وأخيرا يمر بمرحلة اللامبالاة فيصبح الإنسان لايبالى بما يحدث ويركز نشاطه فى البحث عن طعامه وشرابه ليس أكثر وغالبية المصريين الآن يمرون بهذه الحالة فمثلا تتغير الوزارة أو تدخل البلد فى حرب أو سلام، تجد لسان حالهم يقول للحاكم:افعل ما تشاء فنحن غير مهتمين، أما آخر مرحلة فهى النمطية وتعنى أن المواطن لن يغير شيئا وسيستمر بنفس الأسلوب ولا يستطيع التغيير لقناعته أنه سيظل فقيرا طوال عمره ولن يثور.
= ما هو تحليلكم لكل ما سبق؟
- إذا حاولنا أن نحلل الأسباب التى أدت إلى هذه النمطية فلتسمح لى أن أذكر هنا على سبيل التوضيح تجربة العالم سيلجمان المسماه باسمه والتى أجراها على أحد الفئران حيث وضعه فى قفص حديدى وأعطاه صدمات كهربائية مؤلمة فبدأ الفأر يصرخ بصوت عال ويرفس لكنه عاجز عن الخروج لأنه محبوس داخل قفص حديدى وبعد عدة أيام من الوصلات الكهربائية وصراخ الفأر لاحظ سيلجمان أن الفأر لم يعد يصرخ أو يرفس رغم الصدمات الكهربائية وغاب عنه الإحساس بالألم لأنه انتقل الى مرحلة جديدة وهى اللامبالاة فأطلق العالم سيلجمان على هذه الحالة مسمى اليأس والعجز وهذه المرحلة تعادل مرحلة الاكتئاب عند الإنسان فهو عاجز ومش عارف يعمل حاجة مثل الفأر بالضبط وأظن كلامى مفهوم والرسالة وصلت.
= ما مدى أهمية المزاج العام للشعب بالنسبة لأى قرار يصدره الحاكم؟
- فى البلاد الديمقراطية يلتزم الحاكم برغبات الشعب وكذلك كافة مؤسسات الدولة وأقرب مثال لذلك مافعله جورج بوش عندما انتهز فرصة ميل المزاج العام الأمريكى للحرب بعد أحداث سبتمبر للانتقام بعد مصرع أكثر من 3آلاف أمريكي، فهاجم أفغانستان والعراق وكانت الغالبية معه ثم اتضح كذب ادعاءاته وأنه لا توجد أسلحة دمار شامل بل المسألة كلها تتعلق بالنفط
= دعنا نتحدث عن العالم الثالث وبلدنا إحدى دوله..
- الحاصل الآن أن الحزب الحاكم يجد متعة سادية فى أن يختلف مع الرأى العام بل ويتسم رأيه بنوع من العناد، فاذا اتفق المزاج العام على شخص ما، استبعده الحزب على الفور، وكذلك الحال مع المشروعات، مثلما حدث مع المحطة النووية عندما حددت الحكومة مكانا لها بينما الرأى العام يرغب فى تنفيذ المشروع فى مكان آخر، ومن الارهاصات التى ستكون نواة لحضارة الاحتجاج هو ماحدث فى دمياط تجاه مصنع أجريوم فالشعب الدمياطى قدم سلوكا حضاريا بتعليقه اللافتات المعارضة للمشروع.
= اذن وجدنا أخيرا مؤسسات فى الدولة ترضخ للمزاج العام مثلما حدث من مجلس الشعب وتصريحات الحكومة بنقل المصنع من دمياط..
- هذه بداية لأنها لم تحدث من قبل ولضمان تكرار استجابة مؤسسات الدولة لرغبات المزاج العام مثلما حدث مع شعب دمياط يجب أن يكون هناك قيادة واعية غير عنيفة مسالمة
= لكن لم نلحظ بروز شخصية قادت شعب دمياط فى الأحداث الاخيرة حيث غلبت القيادة أو السلوك الجماعي..
- هناك مايمكن تسميته بقيادة اللحظة وكل قيادة جماعية لديها قائد ولاتنس أن المحافظ نفسه تبنى وجهة نظر الشعب الدمياطي.
= ما فعله محافظ دمياط قد يكلفه كرسيه فى التغييرات القادمة، وهذا يجعلنى أسالك:هل يجب أن يضع الحكم المزاج العام فى اعتباره أثناء اتخاذ القرار؟
- نعم لأنه يعطى انطباعا على احترام رأى المواطن لكن البعض يصيبه الغرور ويقتنعوا أنهم يعرفون أكثر من غيرهم لذا فهم القادرون بمفردهم على اتخاذ القرار لأن الشعب غير ناضج، ورغم كراهيتنا لاسرائيل لكن علينا أن نعترف بتمتعهم بالديمقراطية حتى أنه لم ينج رئيس وزراء اسرائيلى من المساءلة أو المحاكمة مثل رابين الى شارون وأولمرت وعلينا أن نرفع قبعاتنا احتراما لهذه الديمقراطية وعندما ترى دولة تحاكم كبار المسئولين فيها فتأكد أنها ستنهض
= يعنى محاسبة المسئول مؤشر على نهوض الدولة..
- نعم لأن الديمقراطية تعنى الشفافية بمعنى وضوح القرارات أمام الناس، ويعرف المواطن سبب قيام الحكومة بتنفيذ هذا المشروع دون غيره ولماذا تبيع هذه الأرض أو هذا البنك أوعمر أفندى مثلا؟ولماذا خرج هذا الوزير وهكذا، ثم تأتى المساءلة كأحد الأركان الرئيسية فى الديمقراطية، فكل مخطئ يجب مساءلته بداية من الحاكم وحتى أصغر مسئول...وقتها سيشعر الشعب بالعدل لأن المساءلة تعنى المساواة والعدل.
= وماهو ثالث أركان الديمقراطية من وجهة نظركم؟
- تداول السلطة حيث البقاء فيها لمدة طويلة يلغى القدرة على الابداع والابتكار والتغيير، ولعل هذا يفسر لماذا فشلت مصر فى حل مشكلة لبنان بينما نجحت قطر
= تفضل بالاجابة؟
- السبب فى تقديرى يرجع الى أن قطر لم تتبن موقفا محددا منذ البداية عكس مصر التى أعلنت منذ البداية أن حزب الله وحماس منظمات ارهابية وبالتالى تبنت وجهة النظر الأمريكية بينما قطر لم تفعل رغم أنها أمريكية أكثر منا، بل أن الحزب الوطنى رأى أن حزب الله لم ينتصر على اسرائيل رغم اعتراف قادتها أنفسهم بالهزيمة
= عاوز تقول ايه؟
- أردت التعبير عن الفجوة الشديدة بين تطلعات الرأى العام وأداء الحكومة
= لكن الحكم يرى بوجود قضايا سياسية لايجب كشفها للشعب وأن مصلحة الوطن تتطلب ذلك كما أنه غير مطالب بتبرير كل قرار
- لدينا فسحة من الديمقراطية بعد أن أعطت القيادة الحالية خلال السنوات الخمس الماضية مساحة من الحرية للجماهير للتعبير عن نفسها، لكنها غير كافية لأنها سمحت لنا أن ننبح دون عض حيث أن حق العض مكفول لهم فقط وأعتذر للمثل
= ماذا يحدث اذا لم يرض المزاج العام عن قرار ما للحكم؟
- بالنسبة للأشخاص الذين يتميزون بحالة اللامبالاة فلن يحدث لهم شيئا أما الذين يملكون القدرة على التعبير عن ذاتهم سيحتجون سلميا لأن الفوضى يحدث خلالها نهب وقتل
= لنفترض أنهم سمعوا كلامك وعملوا الاحتجاج السلمى ورغم ذلك الدولة مكبرة دماغها ولن تنفذ مطالبهم...ما الأثر النفسى لذلك عليهم؟
- فى كل بلاد العالم عندما يكون الاحتجاج السلمى بالمئات والالاف فسوف تنضم قوات الشرطة للشعب
= ماتقول به لم يحدث ولن يحدث فى مصر
- حصل فى مصر وأذكرك بحادثة الأمن المركزى وحدثت حالات نهب ونزل الجيش الى الشوارع وكان الشعب متعاطف معه
= اذا لم يتم الاستجابة لمطالب قادة الاحتجاجات السلمية..ماتأثير ذلك عليهم؟
- اختناق وإحباط واكتئاب ولامبالاة.
= رجل فى حجم وقامة وقيمة د.عبدالوهاب المسيرى عندما يسير فى مظاهرة ويتم ضربه..ما تأثير ذلك عليه وإذا عاد إلى بيته..حالته النفسية يبقى شكلها إيه؟
- المسيرى صديق شخصى لى وحالته النفسية كويسة جدا ولا يزال عنده حماس رغم مرضه ويرى أن الشعب لازم يتعلم كيف يأخذ حقه، المشكلة أن كل من يبدأ لا يكمل المشوار ويقول مفيش فايدة فى البلد دي، ومفيش بلد فى الدنيا قامت فيها الثورة على أيدى الفقراء، فلابد من قيادة ذكية ولازم الأذكياء يقودون.
= كيف يقودون ولماذا القيادة لهم؟
- أى مجتمع يتكون من 20% من الأذكياء و60%متوسطى الذكاء و20%أقل من المتوسط والثمانين بالمائة فى حاجة إلى من يحركهم وإلا فلن يتحركوا، والأصل أن نسبة العشرين بالمائة التى يأتى منها النخب الحاكمة تسعى إلى منح الحرية والتعليم والصحة لبقية الثمانين بالمائة، وهناك فى النخب من لم يفقد حماسه.
= كيف؟
- لن أخفيك سرا أن اجتمع بعضا منهم فى حدود 15 شخصية ضمت الدكتور زويل والدكتور محمد غنيم والدكتور أحمد عكاشة وآخرون بهدف تقديم شيئا مفيدا لمصر خاصة أننا لسنا طلاب سلطة أو شهرة أو منصب، فقلنا ندعو عدد من الشخصيات المصرية فى تخصصات مختلفة ويقدم كل منهم رؤيته فى أحوال البلد وطرق العلاج مصحوبة بأفكار ايجابية وأن يتم عرض هذه الأفكار على الانترنت ليستفيد منها الجميع خاصة أننا لايمكن القيام بثورة أو أى شيء من هذا القبيل بل كل مانملكه هو الأفكار مثلما هو الحاصل فى بلاد العالم المتقدمة عندما تجد مجموعات مهمتها صناعة الأفكار وتقديمها للناس، ومصنع الأفكار لايمكن أن يكون من نفس الأحزاب فهم عادة مستقلين.
= إذن كيف يتم تقديم هذه الأفكار؟
- جوهر المشكلة فى أن الإخوان المسلمين أو الحزب الوطنى وغيرهم لديهم أفكار معينة وعاوزين يطبقوها وغير قابلة للنقاش فحضارة الاختلاف فى الرأى غير موجودة.
= هل تغيرت نوعية الأمراض النفسية للمصريين خلال الثلاثين عاما الماضية؟
- المعاناة التى يعيشها المواطن الآن وغياب الهدف العام الذى يلتف الجميع حوله جعله يتمركز حول ذاته مما يساهم فى زيادة المرض النفسي، ولايهمنا المرض بل الصحة النفسية وهى الآن ليست سوية حسب التعريف التى ذكرته ونسبة المرض النفسى فى العالم كله متشابهة لكن تشهد بعض الأوقات زيادة فى أمراض الخوف والقلق مثلما الحال فى الأنظمة الشمولية.
= كيف؟
- حيث تزيد الأعراض البارنودية فيشعر كل مواطن أنه مراقب من قبل البوليس، وأتذكر أنه بعد وفاة الرئيس عبد الناصر ذكر بعض أعضاء مجلس الشعب أن نصف نزلاء مستشفى الأمراض العقلية دخلوها بسبب معارضتهم لعبد الناصر وبنى أعضاء مجلس الشعب قناعاتهم بناء على لقاءات صحفية بالنزلاء اشتكوا فيها للصحفيين من مراقبة الأمن وسماع أصوات المطاردات، فتم تشكيل لجنة لبحث الأمر وكنت عضوا بها، وبعد الكشف عليهم اتضح أنهم مرضى حقيقيون؟
= هل تذكر قرارات معينة اتخذها الحكم لإرضاء المزاج العام للشعب؟
- أحيانا يصدر الحكم قرارات بعينها لإرضاء الشعب لكن عندما يفعل الحكم ذلك فانه يصدر هذه القرارات وهو فى قرارة نفسه يعلم أن القرار النهائى له وحده، فقد تدخل الرئيس أكثر من مرة فى تغيير قرارات أصدرها مجلس الشعب ولنذكر قصة العلاوة الأخيرة ومثل هذه القرارات لايجب أن تكون فردية بل جماعية مثلما حدث فى موضوع العلاوة حيث أسقط فى أيدى وزارة المالية ولتنفيذ القرار تحولت الى وزارة للجباية
= هل تعتقد أن المزاج العام للشعب سيكون محلا للتقدير فى اختيار الرئيس القادم؟
- اذا تمت الانتخابات بحرية ستكون الاجابة بنعم والسبب أن الشعب المحبط يكون بحاجة الى من يعطيه الأمل الذى يمنح لونا للحياة مختلف عن الألوان الرمادية والسوداء والبيضاء، وهذا الحاكم الذى سيأتى به المزاج العام يمكنه من خلال جاذبيته الجماهيرية أن يضفى نوعا من البسمة فى حياة الناس عبر الوعود الصادقة وليست الكاذبة وأعتقد أنه من الأفضل أن يكون وجها جديدا.
= ماهو التأثير النفسى على المواطن عندما يتم تزوير الانتخابات؟
- عدم الإحساس بمصداقية الحياة فى هذا الوطن حيث يتم رشوة المواطن عشان يسرب الامتحان ويتم رشوته عشان تزوير الانتخابات، عندها تنعدم المصداقية فى كل شيء.
= فى تقديركم ماهى المواصفات الشخصية والشكلية التى يراها المزاج العام المصرى لحاكم مصر القادم؟
- أن يتميز تفكيره بالمرونة ويقتنع بوجود أفكار خارج الحزب الذى يمثله ويتمتع بالجاذبية الجماهيرية وبذكاء عاطفى مرتفع مما يعطى إحساسا بالأمل، وهناك فارق بين الذكاء الأكاديمى والذكاء العاطفى، فالثانى هو القدرة على التواصل والانفعال العاطفى وهو مانسميه بالكاريزما أو الجاذبية وقد تمتع الرئيس جمال عبدالناصر بتلك الكاريزما مقارنة ببقية رؤساء مصر وفى الخارج سنجد أن الذكاء الأكاديمى للرئيس كنيدى لم يكن كبيرا لكن ذكاءه العاطفى كان كبيرا وحاليا أوباما وكذلك كلينتون يتمتعان بارتفاع نسبة الذكاء العاطفى والأكاديمى، بينما كارتر بلغت نسبة ذكائه 140اى درجة العبقرية لكن ذكاءه العاطفى كان قليلا لذا لم يتم انتخابه مرة ثانية بينما كلينتون أعاد الأمريكان انتخابه رغم البلاوى اللى عملها فى البيت الأبيض.
= ما الذى يحتاجه المصريون الآن؟
- إنهم يبحثون عن التغيير أيا كان الذى سيقوم به سواء كان من الأحزاب أو غيرها ولا أرى غيابا للأشخاص المخلصة فى الحزب الوطنى فالمؤكد أنه يضم كوادر محترمة لكنهم يحتاجون الفرصة
= كيف يرى المزاج العام للمصريين سن الرئيس القادم؟
- العالم كله يتجه الى عدم تولى المنصب لمن يزيد عمره عن الستين فالانسان عندما يكبر - وأنا منهم- يصيبه تصلب فى الأفكار مثلما يحدث تصلب الشرايين وهذه سنة الحياة
= هل يمكن لمرشحى الرئاسة تجاهل المزاج العام؟
- سيكون خطأ شديدا جدا اذا تجاهلوا المزاج العام ويتوقف احترامه على نوعية الحكم فاذا كان شموليا ويعتمد على سلطات أمنية بوليسية فلن يهتم بأهمية المزاج العام أما اذا كان الحكم ديمقراطيا فالمؤكد أن المزاج العام للأمة سيكون محل احترام بل سيزيد وزنه النسبى مقارنة ببقية القوى السياسية الأخرى ولترى ما يحدث فى إسرائيل الآن.
= كان المزاج العام للمصريين يميل إلى الابتسامة والأريحية وكان المصرى ابن نكتة فما الذى حدث ليتحول إلى الاكتئاب؟
- بسبب إحساس المصرى بالعجز واليأس والإحساس باللامبالاة وأعتب هنا على الإعلام المصرى الذى لم يلتفت الى ظاهرة خطيرة وأعنى بها هجرة المصريين غير الشرعية للخارج رغم حب المصرى لبيته وأسرته، وهذه علامة خطر وجرس انذار يستحق الدراسة والاهتمام لكن الاعلام يراها مجرد حوادث رغم أنها ظاهرة اجتماعية نفسية من أخطر مايمكن لأنها دلالة على عدم الانتماء لأن المهاجر مش حاسس بآدميته.
= ماهو التأثير النفسى على المواطنين الملتزمين بالقيم بعد ظاهرة تفشى حالات الغش خاصة بين أشخاص منوط بهم الحفاظ على سرية الامتحان؟
- الشريف عنده حسرة، فكيف يربى ابنه على أخلاقيات معينة بينما يرى زملاء ابنه ينجحون وبتفوق دون أى مجهود، فحسرة أولياء الأمور الذين يلتزمون بالتقاليد شديدة وتجد أن الثقة فى أجهزة الصحة والعلاج والتعليم معدومة فيبدأ المواطن فى الدخول الى حالة من التقوقع أو عدم الانتماء وبالتالى يقل بل ينعدم الإنتاج وظاهرة بهذا الشكل استدعت تدخل الرئيس فى موضوع الغش ثم فى أزمة الخبز مما يدل على غياب المؤسسات التى تساعد الرئيس وأنا متعاطف معه لأن كل المسئولية عليه.
= لكن الحكم لم يسع إلى ايجاد آليات لتفعيل دور مؤسسات الدولة؟
- ذات يوم حاولت أن أترجم لطبيب أجنبى صديق ثلاث جمل يرددها المصريون ففشلت وهذه الجمل لاتوجد فى العالم كله إلا فى مصر فقط وهي:احنا اللى دهنا الهوا دوكوا وأحلام سيادتك أوامر، وشخبطة ابنك الصغير تخطيط لمستقبل حياتى، وهى جمل تعكس أعلى درجات النفاق والكذب وتأليه المسئول.
= كيف تعامل حكام مصر بعد الثورة مع المزاج العام للمصريين؟
- هناك الزعيم الملهم الذى يتحمل الشعب أخطاءه مثل عبد الناصر الذى تعامل مع الشعب وهو يعلم أنه ديكتاتور ومبرره هو حماية الثورة بالديكتاتورية وكنا نعتقد أنه اذا حكمنا مصرى فسيكبر الشعب لأن الاحتلال يجعل المواطن ضعيفا، لكن للأسف الشديد قال عبد الناصر سنوفر لكم المسكن والمشرب والوظيفة والتعليم لكن ليس للمواطن شأنا بالحكم أو الكرامة والحرية بينما السادات مسح كل السياسات الاشتراكية فى الزراعة والاقتصاد وتعامل مع الرأى العام مثل الأب القاسى والذى على أولاده السمع وكان يردد أنه كبير العائلة وهذا مصطلح غير سياسي.
= وكيف تعامل الرئيس مبارك مع المزاج العام للمصريين؟
- لم يقل إنه الزعيم الملهم أو كبير العائلة لكنه اتبع سياسة الابتعاد عن أى صراع حتى يعم السلام والهدوء وكان لهذه السياسة سلبياتها التى انعكست آثارها السلبية على التعليم والصحة، فقد انخفضت ميزانية كل منها مليار جنيه لتذهب إلى الداخلية، رغم أن الإنفاق على التعليم والصحة يكرسان الإحساس بالانتماء للوطن، وأعتقد أن غياب الوزير السياسى عن الحكومات المصرية كان سببا رئيسيا وراء هذا التراجع فأنا مثلا لا أصلح وزيرا.
= لماذا؟
- لقد رفضت الوزارة مرتين عندما عرضها على رئيس الوزراء الراحل عاطف صدقي، وللأسف كل شغل الحكومة رد فعل وليس فعل والأول تعبير عن سد خانة فاذا وقع طفل فى بالوعة تم سد كل البلاعات...وفى تقديرى أن مشكلة مصر الرئيسية هى عدم وجود كوادر سياسية مؤهلة.
= ماهو المرض النفسى الأول الذى يعانى منه المصريون الآن؟
- القلق والاكتئاب ويرى أحد العلماء الهنود أن أحد الأسباب الرئيسية فى عدم كفاءة الفرد فى انجاز عمل جيد هو التفكير المستمر فى الحسرة على الماضى والقلق على المستقبل وإذا نجح الإنسان فى التركيز على حاضره لزاد إنتاجه وهذا القلق والحسرة يحدثان خللا جسيما بالحاضر فلايستطيع الانطلاق.
= ما مدى تطابق ما تقول على حال المصريين الآن؟
- معظم المصريين فى حسرة بسبب عدم هجرتهم فى سن صغيرة وتكوين ثروات مادية معقولة كانت تكفيهم تقلبات الأحوال لكنهم الآن قد كبروا وفقدا الأمل فى المستقبل بعد أن أصبح الحاضر غير موجود.
موضوعات متعلقة..
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الأولى)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثانية)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثالثة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الرابعة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السادسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السابعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثامنة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة التاسعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة العاشرة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الحادية عشر)
محمد على خير يكتب: مفاجأة: الأسهم التى سيمتلكها المصريون ليست مجانية
محمد على خير يكتب: ملاحظات مهمة حول بيان النائب العام فى قضية سوزان تميم..
محمد على خير يكتب: فى حريق الشورى حضر رئيس الجمهورية والوزراء وفى كارثة المقطم حضر محافظ القاهرة فقط
محمد على خير يكتب: لماذا رفعت الحكومة يدها عن دعم أكبر رجل أعمال فى مصر؟
محمد على خير يكتب: لماذا يمسك رشيد منتصف العصا فى قضية احتكار الحديد؟
محمد على خير يكتب: دولة جمال مبارك التى رحل عنها (عز)
محمد على خير يكتب: 3 سيناريوهات تحدد مصير مجموعة طلعت مصطفى إذا تمت إدانة هشام
محمد على خير يكتب: عمليات شراء واسعة لأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.