تجرى كوسوفو انتخابات بلدية غدا الأحد، ستكون بمثابة اختبار لعلاقاتها التى تحسنت مؤخرا مع صربيا، فقد توصلت الجارتان فى أبريل الماضى إلى اتفاق بوساطة الاتحاد الأوروبى، من أجل تطبيع العلاقات، بعدما أعلن إقليم كوسوفو ذو الأغلبية الألبانية استقلاله عن صربيا فى عام 2008، وبموجب الاتفاق، وافقت صربيا على تقليص نفوذها فى المناطق ذات الأغلبية الصربية فى شمال كوسوفو. وقررت كوسوفو الشهر الماضى رفع الحظر الذى فرضته على زيارة مسئولين من بلجراد، ومن بينهم رئيس الوزراء الصربى إيفيكا داسيتش، إلى المناطق الشمالية قبل الانتخابات، لتنهى بذلك نزاعا كان يهدد تنفيذ اتفاق أبريل، وقد كشف هذا النزاع عن هشاشة العلاقات بين صربيا وإقليمها السابق. ومن مصلحة الجانبين أن يضمنا إجراء الانتخابات بسلاسة، حيث ترغب صربيا فى بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى كما تسعى كوسوفو إلى تسريع مفاوضات التعاون مع الاتحاد الذى يتألف من 28 دولة والذى تأمل أيضا فى الانضمام إليه، وقاوم الصرب فى شمال كوسوفو، فى كثير من الأحيان بالعنف، سلطة بريشتينا وحكموا مناطقهم بدعم سياسى ومالى من بلجراد. وستكون الانتخابات البلدية بمثابة اختبار لقدرة كوسوفو بشكل كامل على إدماج المناطق التى يسيطر عليها الصرب، لتجنب عدم الاستقرار فى المستقبل، وحث داسيتش الصرب خلال زيارته لكوسوفو مؤخرا على الإقبال بكثافة على الانتخابات. وحذر وزير شؤون كوسوفو فى صربيا ألكسندر فولين، صرب كوسوفو من أنهم إذا قاطعوا الانتخابات، سيكون لديهم رؤساء بلديات ألبان فى بلداتهم، وقالت كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى، إن "انتخابات 3 نوفمبر هى لحظة حاسمة فى مستقبل كوسوفو وتشكل عنصرا مهما فى تنفيذ اتفاقية أبريل وعملية تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا"، وحثت أشتون داسيتش ورئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشى على إظهار "الرؤية والشجاعة.. لضمان انتخابات نزيهة وشاملة". وقد اعترفت دول غربية، ومن بينها 23 دولة من الأعضاء بالاتحاد الأوروبى، باستقلال كوسوفو، الذى أعلنته بعد تسعة أعوام من قيام حلف شمال الأطلسى (ناتو) بشن عملية عسكرية ضد القوات الصربية لوقف حملة التطهير العرقى ضد ألبان كوسوفو. إلا أن هناك خمس دول أعضاء فى الاتحاد الأوروبى لا تعترف باستقلال كوسوفو، الأمر الذى يجعل حصولها على عضويته أمرا بعيد المنال، وتعارض روسيا حليفة صربيا طموح كوسوفو فى الحصول على العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة.