ثق تماماً أن الحالة الشعورية أو المزاجية التى تنتابك، والتى قد تسيطر عليك لفترة معينة، والتى قد تستمر معك تنعكس تلك الحالة بدون أن تشعر على الآخرين، لذلك عندما يتملكك الشعور بالحزن والهم والكآبة يظهر ذلك على ملامح وجهك وفى تعبيراتك واختيار كلماتك، كل ذلك بداخلك وجهته الحزن مما يعطى انطباعا لدى الآخرين بحالة من اليأس تتملكهم وينعكس ذلك عليهم. يقول تيودور جاريسون: "لم أدخل دارك أبداً حاملاً الأحزان وإنما دخلتها بعد أن تخليت عنها". وعلى العكس هناك من تجد فى تعبيراته التفاؤل والأمل والتحفيز والإقبال على الحياة بحب ويقين بأن الآتى أفضل، رغم ما يمر به من صعوبات وصدمات فتجد الكثير ينجذبون إليه كونه مصدر للعطاء والثقة والثبات، ولا يستطيعون الاستغناء عنه ويصعب على البعض مفارقته. يقول فريدرك لانجبردج: "مسجونان تطلعا من خلف أسوار السجن، أحدهما رأى الطين، والآخر رأى النجوم". وهناك من يسيطر على سلوكه الطابع التنافسى فتجد الكثيرين يحاولون تصيد الخطأ له، كونه لا يهدأ من التحدث عن إنجازاته ومعاركه المختلفة وكيف كان ند فى مجال عمله، هذا يعطى انطباعا لدى الآخرين كونهم ضعفاء أمام ما تتحدث عنه، وهذا يقلل بدون أن تشعر من شأنهم، مما قد ينتابهم حالة عدائية تجاهك. يقول جون واتسون: " كُن رفيقا، فكل من تقابله يخوض معركة شرسة". وعندما يستشعر من حولك الخوف والرعب فى كلماتك وحواراتك ومواقفك، فهذا يؤثر بلا شك عليهم وينتابهم الشعور بأنك تعيش فى عالم مخيف وكهف مظلم كونك مكبل ومقيد بمخاوف مهلكة لا أساس لها من الواقع ولا تستند إلى حقائق ملموسة، مما قد يؤثر بالطبع عليهم بل وقد يحاولون البعد عنك كونك تجلب لهم ذلك الإحساس المخيف. يقول جيمس وليام فولبرايت: " تكبلنا سياسات تقوم على أساطير قديمة بدلاً من الاستناد للحقائق الراهنة". وهناك كثيرو الشكوى والسخط والتذمر من كل شىء، ومن يرى العالم على وشك الانهيار، كونه متشائما يرى الصورة سوداء دائماً، وأنه مضطهد فى عمله، ولا يفهمه من حوله ويسىء البعض له كثيراً حتى داخل أسرته، بالفعل بدون أن تشعر ينعكس ذلك على حالتك كون تلك الشخصية غير مريحة بالمرة كونه سوداوية. تقول هلين كيلر: "المتشائم لا يكشف أبداً أسرار النجوم، ولا يستطيع الإبحار فى أرض مجهولة، ولا يستطيع أن يفتح سماء جديدة لروح الإنسان". الأمثلة كثيرة ويبقى السؤال بالفعل اتجاه وجهتك فى الحديث واتجاهاتك وتوجهاتك ومواقفك وسلوكياتك وأفعالك إلى أين؟. لا شك أن ذلك يؤثر على الآخرين، وأحياناً تهيمن عليهم بفرض آرائك دون أن تشعر، والناس بطبعهم يعشقون الحرية فى أفعالهم، فكن حذر فيما تقول وفيما تقوم به من أداء عملك دون أن يستشعر من حولك اتجاهك بل كن وَهَج لك ولمن حولك فى الحياة. يقول سير توماس برون: "الحياة وَهَج فنحن نحيا بفعل شمس متوهجة داخلنا وإن كنا لا نراها".