مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    باستثناء الكندوز، انخفاض ملحوظ في أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    إعلان نيويورك، خطوات ملموسة وإجراءات محددة زمنيا لتنفيذ حل الدولتين    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن لعقد لقاءات ثنائية مع مسؤولي إدارة ترامب وأعضاء الكونجرس    فندق إقامة بعثة المصري بتونس يهدي الفريق تورتة اعتذارا عن أحداث لقاء الترجي    مصرع عامل سقط من الطابق الرابع أثناء تركيب «دِش» في شبين القناطر    الجمعة.. عرض «أنتِ السما وأنا الأرض» يشارك في المهرجان القومي للمسرح    رئيس مبيعات الركوب ب"جي بي أوتو": طرح 5 طرازات تؤكد ريادة شيري في السوق المصري    استئناف معسكر منتخب الشباب بمشاركة 33 لاعبا استعدادا لكأس العالم    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أخبار كفر الشيخ اليوم... إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص    انخفاض الحرارة 5 درجات.. "الأرصاد" تزف بشرى سارة بشأن طقس الساعات المقبلة    خالد أبوبكر للحكومة: الكهرباء والمياه الحد الأدنى للحياة.. ولا مجال للصمت عند انقطاعهما    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    التجهيزات النهائية لحفل ريهام عبد الحكيم باستاد الإسكندرية.. صور    الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. كاتب إسرائيلى: تجميل إسرائيل إعلاميا سيفشل ولا تبرير لتجويع غزة.. ودولة الاحتلال تعترض صاروخا أطلق من اليمن وتهاجم لبنان 500 مرة خلال فترة الهدنة    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    حقيقة اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع رودري نجم مانشستر سيتي    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    خبير بيئي: حرائق قرية برخيل ناتجة عن اشتعال ذاتي بسبب تخمر بقايا المحاصيل والقمامة    مدرب إنبي: فلسفة ريبييرو واضحة    مفاجأة ممدوح عباس.. الزمالك يتحرك لضم ديانج.. تقرير يكشف    نجم بيراميدز يطلب الانتقال ل الزمالك وحقيقة «كوبري» وسام أبو علي.. تقرير يكشف    «مهلة لنهاية الشهر».. إعلامي يكشف قرار المحكمة الرياضية في شكوى سحب الدوري من الأهلي    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع وزير الخارجية السعودي تنسيق المواقف المشتركة    الجامعات الأهلية الأقل تكلفة في مصر 2026.. قائمة كاملة بالمصروفات ومؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    أطلقه بالخطأ أثناء تنظيف السلاح.. عامل ينهي حياة ابنه بطلق ناري في كفر الشيخ    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص على «الدولي الساحلي» بكفر الشيخ    التفاصيل الكاملة لسيدة تدعي أنها "ابنة مبارك" واتهمت مشاهير بجرائم خطيرة    مصرع شاب سقط من علو في أكتوبر    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    ماذا جاء في البيان الختامي لمؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    أحمد فؤاد سليم: مدرس سابق عصره أشعل شرارة التمثيل بداخلي منذ المرحلة الابتدائية    مي فاروق تكشف موعد طرح أحدث أغانيها«أنا اللي مشيت»    خبير ل ستوديو إكسترا : مصر مركز المقاومة الحقيقي وهناك محاولة متعمدة لإضعاف الدور المصري    زيلينسكي: سيتم توسيع برنامج تجنيد الشباب في القوات الأوكرانية بالتعاقد    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    خالف توقعات الأطباء ومصاب بعيب في القلب.. طفل مولود قبل أوانه ب133 يومًا يدخل موسوعة «جينيس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    «السياحة والآثار»: المتحف القومي للحضارة شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 28%    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    قبل الصمت الانتخابي.. أضخم مؤتمر لمرشحي مستقبل وطن في استاد القاهرة (20 صورة)    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفعالات اسرة الطفل المريض بالسرطان عند علمهم بمرضه
نشر في البداية الجديدة يوم 08 - 07 - 2013

يقول أحد مرضى الإيدز ( توقف الزمن فعلا حين تم إعلامي بأن طفلي مصاب بالسرطان، مع انه لم يتوقف حين تم إعلامي بأنني أنا مصاب بالإيدز )،
و لعل هذه العبارة اقرب ما تكون إلى الحقيقة، فالزمن يتوقف بالنسبة لكل الآباء و الأمهات حين يتم إعلامهم بسرطان أطفالهم، إذ يعيشون حياتهم اليومية بمشاغلها و متاعبها التي لا تنتهي، و فجأة دون حسبان تنقلب هذه الحياة، و يبرز طبيب غائم المعالم يخبرهم و بصوت واثق بأن مرض طفلهم هو السرطان، مع ما تحمله هذه الكلمة من معان مخيفة و مربكة من أنها كلمة مرادفة للموت، بل لعل إعلامهم بأن الطفل قد توفي فجأة هو اقل وطأة من إعلامهم بإصابته بالسرطان، الذي لا يعرفون عنه شيئا أكثر من كونه مرض خبيث و مميت بقسوة و لا محالة، و تتشابك الأمور و تنتفض الحياة ، و تتدافع الأسئلة المختلفة و بكل إتجاه و لعل أهمها السؤال : كيف حدث ذلك و ماذا نفعل لمعالجته، و يشعر الأهل بالحنق و التوتر و الغضب لأن مرضا خبيثا قد تسلل إلى طفلهم على حين غرة، و ترتبك العائلة و تختلط شؤونها و يجد الجميع أنفسهم في أزمة يحتاجون معها إلى كل الدعم و المؤازرة، و لا تعود بعدها الحياة كما كانت أبدا.
نحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء على مقتضيات التصرف عند تشخيص الطفل بالسرطان، و العوامل النفسية و الاجتماعية و الحياتية سواء للأطفال المرضى أو الأهالي، و جوانب التعايش مع السرطان بوجوده ضمن محيط العائلة.
عند التشخيص
حال تشخيص الطفل بالسرطان يجد الوالدين أنفسهم في دوامة مربكة، إذ ينبغي اتخاذ العديد من القرارات و خلال وقت قصير، فضلا عن استيعاب كل المعلومات الأساسية و التي تنهمر عليهم في وقت واحد، و على سبيل المثال لا الحصر، ينبغي اتخاذ القرار بنوع المعالجات و دراسة الخيارات المتاحة و اختيار المستشفى المتخصص و المناسب و عند أي أطباء، إضافة إلى معرفة ماهية المرض، و هل ثمة معالجات و ما هي أفضلها، و ما هي الخطط العلاجية الممكنة و معدلات الشفاء، و الكثير من المسائل المتشعبة.
و غني عن القول انه من الضروري و المهم جدا أن يصبح الأهل شركاء في العمليات العلاجية، يؤدون دورهم الكامل جنبا إلى جنب مع الفريق الطبي، ( و لا يتخذون دور المتفرج السلبي، فالمرض نفسه لا يسمح بذلك بتاتاً )، و بهذا الصدد من المهم للأهل الاستفسار عن كل ما يتعلق بمرض الطفل و عدم التردد في طرح الأسئلة، و بطبيعة الحال سيقوم الطبيب المعالج و الفريق الطبي بشرح الكثير من المعطيات و المسائل المتعلقة بالمرض و علاجاته و الخيارات المتاحة، و من المعتاد أن يجد الأهل صعوبة في تذكر كل شروحات و إجابات الفريق الطبي، و لعله من المفيد أن يقوموا بتدوين أسئلتهم، و تدوين الإجابات و الشروحات المهمة، و من المفيد أيضا أن يقوموا بإجراء تسجيل صوتي لشروحات الطبيب أو الاستعانة بشخص آخر من خارج إطار العائلة لتدوينها.
و في النقاط التالية ملخص عن المعلومات الضرورية و التي ينبغي للأهل الاستفسار عنها و التأكد من استيعاب الإجابات الواضحة :
معرفة نوع السرطان لدى الطفل و درجته و تصنيفه ضمن نوعه.
معرفة التصنيف المرحلي للمرض، أي مرحلته و مدى انتقاله من موضع نشأته.
معرفة إن كان ثمة المزيد من الفحوصات و التحاليل ينبغي إجراؤها.
مناقشة إمكانية إجراء تشخيص ثان و في مستشفى مختلف، إذ من المعتاد أن يرغب الأهل في إجراء فحوصات و تحاليل أخرى و في مستشفى مختلف للحصول على تشخيص ثان ينفي أو يؤكد التشخيص الأول، و ذلك يُعد من الحقوق الأساسية للأهل.
معرفة خيارات المعالجة المتاحة، و الخيار الذي يخطط الأطباء لإتباعه، و دواعي هذا الاختيار، و فرص نجاحه أو تجاوب المرض تجاهه.
معرفة الخبرات السابقة للمستشفى في معالجة أورام الأطفال، و خصوصا النوع الذي تم تشخيصه لدى الطفل، و نتائج معالجاته.
معرفة الطاقم الطبي المتوفر بالمستشفى و مدى تخصصه في معالجة الأطفال، إذ يلزم أن يتولى المعالجات أطباء متخصصون في علوم الأورام و أمراض الدم، و علوم الأمراض، و الجراحة المتخصصة، و في تطبيقات العلاج الإشعاعي، إضافة إلى أخصائيون في مختلف الفروع الطبية لإدارة العلاجات المساندة، و طاقم تمريض متخصص في إدارة معالجات الأورام.
معرفة الدورات العلاجية بشكل تفصيلي و مواعيدها و جداول تلقيها و مدتها، و الفترات التي ينبغي للطفل أن يقضيها بالمستشفى، و ما يمكن أن يتم تلقيه من علاجات بالبيت، و المعدات اللازمة لذلك.
معرفة المضاعفات المحتملة و التأثيرات الجانبية للعلاجات ( سواء السريعة أو المتأخرة ) الممكن حدوثها، و طرق التعامل معها و إدارتها و ما يمكن عمله للتخفيف منها.
مدى وجود أخصائيين اجتماعيين محترفين في التعامل مع الأطفال، و مدربين لمعايشة الأطفال المرضى بالسرطان، و قادرين على التخفيف من وطأة روتين العلاجات و الإقامة بالمستشفى على الطفل و إدارة شؤونه الاجتماعية ( مثل اللعب و العمل المدرسي و مختلف النشاطات ).
معرفة المسائل التي ينبغي إطلاع مدرسة الطفل عنها، من مثل علاجاته و احتياجاته عند عودته للمدرسة و مدى حاجته للتعليم الخاص.
مدى إمكانية الشرح و التوضيح للطفل عن حالته و توجيهه و إطلاعه على ما هو مطلوب منه بما في ذلك شرح الإجراءات الطبية و العلاجية و خلافه.
و من ناحية أخرى، و عقب انتهاء الفحوصات المختلفة و تأكيد التشخيص و الانتهاء من تصنيف المرض، يقوم الأطباء بوضع الخطة الشاملة للمعالجات، و التي تتضمن تفاصيل العلاجات المختلفة و دوراتها و مدتها مع التحسب لأية تطورات محتملة و خطط متابعتها.
و يقوم الطبيب المختص بمناقشة هذه الخطط مع الأهل و شرحها قبل البدء في أي من خطواتها، بما في ذلك شرح العوائد العلاجية المتوخاة و المتوقعة، و المخاطر الممكنة للمعالجات و المضاعفات و التأثيرات الجانبية، إضافة إلى التحدث مع الطفل نفسه ( حسب مستواه الإدراكي و عمره )، و من المعتاد أن تقوم إدارة المستشفى بالطلب من الأهل التوقيع على سند بموافقتهم على البدء بالعلاجات المزمعة، كإجراء متبع عند كل المصحات.
و قد تبدو الخطط العلاجية و الإجراءات الطبية معقدة و صعبة الفهم في البداية، غير أنه من المعتاد أن يتأقلم الأهل و الأطفال و يعتادون على مجريات العلاج، و من المعتاد أن يقوم الفريق الطبي بتزويد الأهالي بنسخة عن المخطط العلاجي ليتمكنوا من المتابعة و تخطيط برامجهم اليومية تبعا لذلك، و بهذا الصدد من المهم أن لا يخشى الأهل من توجيه الأسئلة أو تكرارها سواء للطبيب المختص أو للفريق الطبي، و أن لا يترددوا في استيضاح أي شيء غامض بالنسبة إليهم، و من ناحية أخرى ينبغي مراعاة الأطباء و مدى انشغالهم و بالتالي التنسيق للحصول على وقت إضافي يمكن للطبيب أن يجيب عن أسئلتهم بتوسع، دون أن يؤثر ذلك على عمله و وقته المخصص للمرضى الآخرين.
التفاعل تجاه التشخيص
على الرغم من أن العديد من الآباء و الأمهات يحملون مخاوف كثيرة مما قد تسفر عنه الاختبارات و التحاليل المبدئية، إلا أنه عند تأكيد التشخيص لهذه المخاوف فإنها تأتي بمثابة صدمة لهم، و تكون الصدمة اشد حين لم يتوقع احد أن الفحوصات قد تسفر عن وجود مرض خطير كالسرطان، و قد لا تكون الشروحات المبدئية للحالة و للمعالجات مجدية حينذاك، حيث لا يزال الوالدان يحاولان استيعاب و تصديق فكرة أن طفلهم مصاب فعلا بالسرطان، و على الرغم من أن نتائج التشخيص تكون نهائية عادة، إلا أن الكثيرين يرغبون في إعادة الاختبارات في مستشفى آخر و استشارة فريق طبي مختلف كتشخيص ثان، و يعتبر التشخيص الثاني مفيدا للأهل كي يتقبلوا الواقع و تأكيدا للتشخيص الأول و للخطط العلاجية، و عموما ما أن يتأكد التشخيص و يتم ترتيب خطط المعالجة، فإن البحث عن تشخيص ثالث لن يفيد الطفل بل يؤثر عليه سلبا، و يؤخر المعالجات التي ينبغي بدئها بأسرع وقت ممكن.
و من الطبيعي أن يمر الأهل بالعديد من المشاعر المتشابكة و المربكة حال معرفتهم بإصابة الطفل بالسرطان، و التفاعلات و ردود الفعل الاعتيادية في مثل هذا الموقف تتضمن غالبا : الرفض و الإنكار و عدم التصديق، و التوتر العصبي و الغضب، و الشعور بالذنب، و الحزن، و الخوف، و الارتباك، و هي مشاعر و تفاعلات قد تساعدهم في تفهم حقيقة الوضع و ضرورة تقبل أمر واقع يلزمهم التعامل معه كما ينبغي، و من المهم أن يتذكر الأهل أن الطفل يحتاج في هذا الوقت إلى دعمهم الكامل أكثر من أي وقت مضى، و هو حساس جدا تجاه ردود الفعل الأولية لوالديه، و قد يؤثر إظهارها بشدّة سلبيا عليه، الأمر الذي سيدفعه إلى عدم إظهار مخاوفه و مشاعره، مما قد يعزله عن أهم مصدر للدعم لديه، و قد تتضخم هذه المخاوف و يتصور أن مرضه ميئوس منه و أسوأ مما هو في الواقع.
و من ناحية أخرى، يصبح الكثير من الآباء و الأمهات مرضى جسديا بشكل أو بآخر خلال الأسابيع التالية للتشخيص، و ذلك ليس مفاجئا، بالنظر إلى أن معظمهم يمتنعون عن الأكل أو يتناولون القليل جدا من الطعام، و تتغير عادات النوم لديهم، و يعرضهم البقاء بالمستشفى طوال الوقت لمختلف أنواع العلل، و كل لحظة مليئة بالضغوطات النفسية مما يزيد من الإجهاد الجسدي، و يُعاني بعض الآباء و الأمهات حين يبدأ علاج أطفالهم من نفس الأعراض الجانبية للعلاجات، مثل الغثيان، عند ظهورها لدى أطفالهم، و يُنصح للتغلب على مثل هذا الوضع بضرورة تناول الكفاية من الغذاء، و محاولة النوم لفترات كافية، و الحذر من تناول أية مهدئات أو ما شابه، و من المعتاد أن تنتهي مثل هذه الحالة عقب مرور فترة من الوقت و التأقلم مع الوضع المستجد.
و بهذا الصدد لعله من المفيد التوقف عند نقطة مهمة و أساسية حال تشخيص الطفل بالسرطان، و هي أنه ينبغي في جميع الأحوال المباشرة بالمعالجات بأسرع وقت ممكن، فالسرطان مرض لا ينتظر، و لا تنبغي معه المهادنة و المماطلة و التسويف، و من الخطأ الفادح التأخر في معالجته، و إفساح المجال أمامه كي يستقر و ينتشر، و يجدر التنويه إلى أن البدء بالمعالجات مبكرا يعطي دائما أفضل الفرص للشفاء و للقضاء عليه، و يتطلب الأمر برمته، منذ البداية و بمجرد التشخيص، موازنة معطيات الحالة بكل دقة و سرعة اتخاذ القرار ببدء المعالجات و الحزم في تنفيذها، و عدم إضاعة الوقت الثمين دون طائل.
و في هذا الإطار تشير السجلات الطبية إلى العديد من أسباب التأخير في البدء بالمعالجات، عند دراسة و تحديد أسباب وفيات الأطفال المرضى بالسرطان، و منها ما يعود إلى الأهل، فقد يترددون لوقت طويل قبل تقرير ما عساهم يفعلون تجاه الوضع، أو ينتظر البعض الحصول على موافقة بعض الهيئات الحكومية لعلاج الطفل في دول أخرى، الأمر الذي قد يستغرق شهورا طويلة، أو يترددون في إتباع توصيات الأطباء حول الخطة العلاجية الخاصة بالطفل، و يستمرون في التنقل من مستشفى لآخر على أمل سماع تشخيص معاكس مع مرور زمن طويل، و قد يرفض البعض الخطط العلاجية أساسا، مثل العلاج الكيماوي، دون وجود بدائل ممكنة و واضحة و واعدة يمكن الاعتماد عليها، أو يرفضون إجراء جراحات ضرورية معينة قبل البدء بالعلاجات القياسية، مثل التي تتطلبها بعض الأورام الصلبة من بتر أو استئصال أعضاء مؤثرة في البدن، على أمل معالجة الورم و إنقاذ العضو المصاب، دون وجود معطيات مؤكدة لإمكانية ذلك، و يتعلق الأمر بطبيعة الحال بإنقاذ حياة الطفل بكل الوسائل المتاحة، مما يستدعي ضرورة اتخاذ قرار المعالجة بسرعة و المباشرة بالعلاجات دون إبطاء، و الوقوف بالمرصاد و بكل الإمكانيات لمجابهة مرض خطر و لا يهادن، و لا يمكن التغلب عليه دون معالجات دقيقة و حازمة و شاملة.
ردود الفعل الأوليه
تفاعل الوالدين
الصدمة و التشوش و الإرتباك
كما سلفت الإشارة، لا يتوقع الوالدين أبدا أو يكونوا جاهزين لحقيقة أن طفلهم مصاب بمرض خطر و مهدد للحياة كالسرطان، و حسب معلوماتهم السابقة أو خبراتهم حول السرطان قد يعتبرون التشخيص بمثابة حكم بالموت على الطفل، و يدركون أن مصيبة داهمة قد حلت بهم و يشعرون بأن العائلة جميعها مقبلة على أيام عصيبة و أن طفلهم سيعاني اشد المعاناة، و في لحظات المحنة الأولى، يتذكر أغلب الآباء و الأمهات و يتفهمون القليل جدا من شروحات الطبيب الأولية عن مرض الطفل، و تنشأ حالة الخدر و شبه الحلم التي يمرون بها عند كل شخص في وضع مماثل، حيث يقوم دماغ الإنسان تلقائيا بوضع حماية ذاتية من الخدر و التشوش لمنع الثقل الشعوري الضاغط عند سماع التشخيص، مما يسمح بتحليل المعلومات و ما يسمعه المرء بجمل صغيرة و غير مخيفة و تدريجيا، و يعرف كل أطباء الأورام هذه الظاهرة، و يتفهمون ردود الفعل هذه، و يعيدون شروحهم عادة و يكررون توصياتهم في أوقات لاحقة، و هنا يُنصح الوالدين بتدوين التعليمات أو طلب المساعدة من شخص أخر، لتدوين و ملاحقة كل المعلومات المعقدة و الجديدة كليا عليهم، و الواقع أن حالة الخدر هذه مفيدة في التخفيف من حدة صدمة النبأ و حدة المشاعر المؤلمة التي تولدها معرفة التشخيص و يعطي الوالدين وقتا للتعاطي تدريجيا مع هذه المشاعر و الانفعالات.
الإنكار و عدم التصديق
خلال الفترة القريبة التالية عقب التشخيص، و في أغلب الأحوال تظهر شكوك لدى الآباء و الأمهات حول دقة التشخيص و ما سمعوه من أنباء، فهم ببساطة لا يستطيعون التصديق، و أحيانا قد لا تظهر أعراض المرض على طفلهم بشكل كبير يبرر إمكانية وجود السرطان، و من المعتاد أن يتشكك الكثيرون من دقة التحاليل و يرغبون بإعادتها أو يتساءلون عما إن كانت التحاليل تخص طفلا آخر، و قد يتحرون عن مصداقية الفريق الطبي و مؤهلاته و خبراته و عما إن كانوا بالمستوى المفترض، خصوصا إن كان السرطان من النوع صعب التصنيف دون إجراء فحوصات متعمقة أكثر، و الواقع أن الرفض و الإنكار يُعد عاملا مساعدا جيدا و درع لحماية الوالدين من الحقيقة المؤلمة للواقع المستجد، و لكسب بعض الوقت للتعامل مع الأزمة و انفعالاتها، و لا يعتبر مشكلة إلا حين يؤدي إلى تأخير المباشرة بالمعالجات و تردد الأهل في اتخاذ القرارات، و من المعتاد أن يبدأ الأهل في التعامل مع الوضع حال تأكدهم من ثبوت حقيقة سرطان الطفل، و تقبلهم لتفاؤل الأطباء و تشجيعهم، و إطلاعهم على المعلومات و الإحصائيات المتعلقة بالمرض.
و مما يساعد بطبيعة الحال في التعامل مع حالة الرفض و عدم التصديق أن يسعى الأهل إلى معرفة الإجابات عن مختلف تساؤلاتهم و شكوكهم و السعي إلى تحصيل المعلومات الكافية حول السرطان و معالجاته و إجراء تشخيص ثان لتأكيد التشخيص الأول إن رغبوا بذلك.
الخوف و القلق
من الطبيعي أن تنتاب المخاوف كل إنسان و يغمره القلق حين يجد نفسه في مواجهة أحداث غير مألوفة أو خارجة عن التحكم و غير معروفة العواقب، و الخوف من السرطان أمر طبيعي لدى جميع الناس و في كل المجتمعات، و قد يسمع الأهل عن المعاناة التي تصاحب معالجات السرطان المختلفة، أو يعتقدون أن المرض بالسرطان هو و دوما حكم مؤكد بالموت، مما يزيد من مخاوفهم التي لا يمكن اعتبارها دون مبرر، حيث لا يستطيع أي احد ضمان نجاح المعالجات أو ضمان شفاء المريض أو مستقبله، كما أنه من الصعب على أي والدين أن يعتمدوا على خبرات و مهارات أناس آخرين لحماية حياة طفلهم و إنقاذه دون الشعور بالخوف و القلق، و من الطبيعي أن يشعر البعض بالقلق من عدم القدرة على مواجهة الأزمة و أداء دورهم كوالدين، أو تنتابهم الهواجس و المخاوف حول مقدرة الطفل على تحمل المعالجات أو تأثيرها على جسمه و نظرته لنفسه، أو حول المستقبل المجهول.
و مما يساعد في التخفيف من المخاوف أن يقوم الأهل بالبحث عن المعرفة و المعلومات الدقيقة حول المرض، و تنمية الثقة بالفريق الطبي المعالج، و التصريح عن دواعي قلقهم و خوفهم للأطباء للحصول على التأكيدات التي قد تزيلها، و من المفيد بشكل كبير التحدث إلى أهالي أطفال آخرين مصابين بنفس المرض و معرفة تجاربهم و كيف تمكنوا من التعاطي مع الوضع.
الشعور بالذنب
يظهر الشعور بالذنب عقب تقبل الأهل لحقيقة سرطان الطفل، و يُعد من ردود الفعل و الأحاسيس الشائعة و العادية، و ينبع من اعتقادهم بأن إصابة طفلهم ناتجة عن أخطائهم أو تقصيرهم، و يشعرون بأنهم فشلوا في حمايته، و يتساءلون عما قد فعلوه أو لم يفعلوه و ساهم في نشوء السرطان، أو تنتابهم الهواجس من أن الأمر برمته يأتي كجزاء على ذنوبهم و خطاياهم، و قد تخشى الأمهات من فرضية أن السرطان نشأ نتيجة شيء فعلنه أو أخطأن به أثناء الحمل، أو أن الأمر ناتج عن وجود مورثات مختلة لدى احد الوالدين، و تبرز العديد من الأسئلة مثل: كيف كان بمقدورنا منع حدوث هذا ؟ ما الخطأ الذي اقترفناه ؟ كيف لم نلاحظ الأعراض ؟ كيف لم نحضره مبكرا إلى الطبيب ؟ كيف فاتنا أن نجري تحاليل الدم مبكرا ؟ هل ورث هذا منا ؟، و يركزّون كثيرا و بقلق على طرق معالجاتهم السابقة للطفل، أو اللقاحات و التطعيمات التي تناولها أو لم يتناولها، و قد يتفاقم الشعور بالذنب حين يلوم الوالدين أنفسهم على التأخر في ملاحظة الأعراض أو عدم الاهتمام بشكل كاف أو عدم استشارة الأطباء المختصين منذ البداية، و يبذلون جهودا كبيرة لفهم سبب إصابة طفلهم بالسرطان، متسائلين خصوصا عن نمط معيشتهم أو موضع السكن أو مصادر المياه أو التلوث البيئي بمنطقتهم، أو أعمالهم و وظائفهم أو عاداتهم الشخصية ( كالتدخين )، و الواقع أن الشعور بالذنب يخامر جميع الأهالي بشكل أو بآخر، و من الطبيعي أن يسعى المرء لمعرفة المسببات وراء أي مشكلة تواجهه، و ربما يكون من الصعب تفهم حقيقة أن الأمر غير قابل للشرح، و المسألة المهمة في هذا الصدد أن يعلم الأهالي، أنه على حد ما وصل إليه العلم الحديث، فإنه لا شيء مما فعلوه أو لم يفعلوه قد سبب السرطان لطفلهم، و لا يستطيع العلماء تأكيد أي سبب محدد لنشوء السرطان لدى الأطفال، كما يلزم للأهالي أن لا يسمحوا للشعور بالذنب أن يشتت جهودهم في معالجة الطفل و يعيق قيامهم بالمهمات الكثيرة التي أمامهم.
و يلوم الوالدين أنفسهم و طبيبهم دائما عن تأخر التشخيص، و يريدون و بشدة معرفة متى بدأ السرطان، غير أنه و بالفعل لا توجد إجابة محددة، و البداية قد تكون سريعة أو تدريجية، و تتشابه الأعراض المبكرة للعديد من الأورام مع أعراض أمراض الأطفال الشائعة، و التشخيص المبكر يكون أحيانا صعبا حتى بالنسبة للأطباء، و تؤكد البراهين الطبية بشكل كبير أنه في معظم حالات سرطان الطفولة، يعتمد نجاح المعالجات على نوع الورم و العلاج الأولى الملائم أكثر من اعتماده على وقت التشخيص.
و مما يساعد في التخفيف من مشاعر الذنب :
التحدث بشكل مفتوح مع الأطباء حول الشعور بالذنب، الذين بدورهم يقدمون إجابات واضحة تزيل مثل هذا الشعور.
البحث عن المعلومات المتعلقة بأسباب نشوء السرطان بشكل عام.
التحدث مع أهالي الأطفال المرضى الآخرين.
تقبل حقيقة أنه قد لا توجد إجابة واضحة و صريحة حول ما تسبب في نشوء السرطان لدى الطفل.

الشعور بالعجز
يسلب التشخيص بالسرطان الأهالي استقرار الحياة اليومية، و يغير بشكل جذري نمط حياة العائلة الروتيني، حيث و فجأة تدخل العائلة دوامة عالم جديد كليا، ملئ بشخوص متعددة من أطباء و معالجين، و بمصطلحات طبية معقدة، و بالإجراءات العلاجية، و الأدوية و التحاليل المختلفة و المُربكة، و القواعد المتشابكة، و لحين التأقلم مع الوضع الجديد، يشعر الأبوين بالعجز التام عن فعل أي شيء، إذ يرون أطباء لا يعرفونهم مسبقا يتخذون قرارات مصيرية ستؤثر على حياة طفلهم ، و هم في مواجهة مرض خطير و مهدد، و لا يجدون المقدرة و لا الوقت الكافي لاستيعاب ما يجرى معهم، و لا لترتيب حياة العائلة أو أعمالهم بما يتلاءم مع الحالة، أو التعامل مع الأزمة، إضافة إلى مخاوفهم و تشككهم مما يحمله المستقبل، و قلقهم حول توفير الموارد المالية، و يجدون أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، و من المعتاد أن تبدأ هذه الوضعية في الانتهاء عقب البدء في المعالجات، و يبدأ الأهل في اتخاذ القرارات، و يتعمقون في معرفة الحقائق المتعلقة بالمرض، و تنمو لديهم الثقة بالفريق الطبي المعالج.
التوتر العصبي و الغضب
يصبح الكثير من الآباء و الأمهات عصبيين جدا و يملؤهم الغضب، و يُعد ذلك من التفاعلات و ردود الفعل الشائعة عند تشخيص سرطان الطفولة، و التي يصعب كبتها أو تفاديها، و من الطبيعي أن تنشا ردود فعل عند أي شخص حين يتعرض طفله للمهاجمة من أي شيء، بما في ذلك المرض، و لعل أكثر ما يزيد من التوتر العصبي هو الشعور بالعجز تجاه مرض كالسرطان، و ما من شيء يُلام على إصابة الطفل، و بطبيعة الحال يختلف محور هذا الغضب لدى الوالدين من شخص لأخر، و من وقت لأخر، فقد يشمل الحياة أو أنفسهم أو الأطباء الذين شخصوا المرض، و الفريق الطبي المعالج الذي يوصي بمعالجات صعبة، أو الطفل المريض نفسه لأنه أصبح مريضا بمثل هذا المرض العضال، الذي يخلق مشاكل كثيرة و يحتاج لجهود ضخمة، أو حين لا يتعاون الطفل مع الفريق الطبي، و قد يمر الأهل بفترات من التوتر و الحنق نتيجة للوضع بمجمله و لضرورة التعامل مع نظام طبي معقد و متشعب، و قد تفاقم خلافاتهم السابقة فيما بينهم من مشاعر الغضب نحو بعضهم و التي ستزيد الوضع تعقيدا، و قد يشمل الحنق أيضا أفراد العائلة و الأقارب أو الأصدقاء الذين لا يقدمون الدعم و المساعدة لانشغالاتهم الخاصة.
و بطبيعة الحال يختلف الناس في تعبيرهم لهذه المشاعر، فالبعض قد يكتمها أو ينكرها باعتبار ذلك تصرفا غير لائق، بينما يظهرها البعض بشكل متفجر و عدائي، و أحيانا لمجرد أن يتفوه احد بملاحظات بسيطة أو سقيمة، مستهدفين أشخاصا بعينهم لصب اللوم عليهم، و إذ لا يمكن توجيه هذا الغضب للسرطان أو إلى الطفل المريض، فإنه سيتحول إلى أطفال و أفراد العائلة الآخرين و الأشخاص القريبين، الذين يصبحون عرضة للمشاعر التي لا حل لها، و من المهم تذكير الوالدين أن أفراد العائلة يعيشون نفس الأزمة، و من المفيد البحث عن الطرق الملائمة للتعبير عن مشاعرهم و تصريفها، كما من المفيد التحدث عن مثل هذه المشاعر و الإفصاح عنها للغير كأفراد العائلة أو الأصدقاء أو الفريق الطبي المعالج.
و في النقاط التالية بعض النصائح التي قدمها بعض الآباء و الأمهات ممن مروا بنفس المرحلة، حول التعاطي مع مشاعر الغضب و التوتر و الشدّ العصبي :
قراءة القرآن الكريم على الدوام و كلما أمكن و دون تأجيل، و الإكثار من الدعاء و تعزيز الإيمان.
اللجوء إلى الصلاة عند الشعور بالتوتر العصبي إن أمكن ذلك في نفس اللحظة، أو مجرد القيام بالوضوء.
التحدث مع شريك الحياة أو الوالدين أو الأصدقاء المقربين.
التحدث مع أهالي الأطفال المرضي الآخرين بالمستشفى.
البكاء في مكان منفرد عند الشعور بالرغبة في ذلك و دون كبت.
التعرف عن قرب على كل الأطباء و الفريق الطبي و التواصل معهم و عدم العزلة عنهم.
القرب من الأبناء الآخرين و العائلة و عدم العزلة عنهم.
الإطلاع و قراءة المزيد عن السرطان و علاجاته و بالتفصيل، و ما كتبه آباء و أمهات آخرون حول تجاربهم، و تعلّم كل ما يتعلق بمرض الطفل.
الحياة يوما بيوم و ترك الغد حتى يأتي.
عدم مقارنة حالة الطفل المريض بحالات أطفال آخرين، فكل طفل يختلف عن غيره سواء في تفاعله مع المرض أو مع العلاجات، و ما يحدث لأحدهم ليس بالضرورة سيحدث لآخر.
بدلاً من توجيه الغضب نحو الآخرين، لم لا يتم توجيهه نحو خلايا السرطان و التركيز على معالجاتها.
معرفة السبب وراء الشعور بالغضب في موقف معين، و إيجاد حل للمشكلة .
القيام بنشاط بدني لتصريف التوتر المتراكم.
ترك الغضب و قبول حقيقة أنه ما من أحد يُلام على ما حدث.
من المهم تذكّر أن الغضب أو التوتر و حدة الأعصاب، أو الجزع أو القلق أمور طبيعية و متوقعة، و لكن يلزم للشخص أن يجد في نفسه ما يهدئ من هذه المشاعر.
الشعور بالحزن و الأسى
يُعاني الوالدين من شعور حاد بالضياع أو الخسارة حين تشخيص الطفل بالسرطان، و يشعرون بعدم المقدرة على مواجهة احتمال موت الطفل، و يُعد الشعور بالأسى على الطفل أمر شائع، حتى حين تكون معطيات التشخيص جيدة، أو حين يتم إحراز نجاحات ملموسة أثناء المعالجات، كما يحزنون لفقدان الطفل للتماثل مع أقرانه، و كذلك عدم عودة الحياة إلى سابق عهدها، إضافة إلى شعورهم بضياع أحلامهم و طموحاتهم المستقبلية لطفلهم، كما أن بعض الآباء يشعرون بالخجل أو الإحراج من مرض الطفل، و نشير إلى أن الخلفية الثقافية و الاجتماعية و الدينية، إضافة إلى مزاج الأشخاص و طبائعهم و حيوية العائلة، كلها عوامل تؤثر في تكوين هذه المشاعر، و هي ردود فعل و مشاعر طبيعية عند حدوث الأزمات، و أغلبية الناس يتخطونها عندما تبدأ الآمال في الظهور و الإزدياد .
الأمل
عقب معاناتهم لصدمة التشخيص، و الشعور بالذنب و الغضب و الحزن و الأسى، و كل المشاعر المتشابكة، ينمو لدى الوالدين الشعور بالأمل و الرجاء في شفاء الطفل و في غد أفضل، و ثمة أسباب قوية للشعور بالأمل؛ فأغلبية الأطفال الذين أصيبوا بالسرطان تغلبوا عليه، و عاشوا حياة طبيعية كالآخرين، كما أنه مرض يمكن قهره و الشفاء منه، فقبل خمس و عشرين سنة، كتبت النجاة للقليل من الأطفال، أما الآن فأغلبيتهم يشفون و بنسب عالية، كما أن الأبحاث لا تزال جارية في كل مكان من العالم، و بعد عشرين سنة قد يُشفى الجميع منه دون استثناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.