الوقاحة الإسرائىلية ليس لها حدود.. بعد بضعة أيام من قرار الأممالمتحدة بأغلبية كاسحة (151 صوتًا ضد 10) مد عمل منظمة «الأونروا» لرعاية اللاجئين الفلسطينيين لثلاث سنوات قادمة.. تقوم إسرائيل فجر أمس باقتحام مقر المنظمة الدولية فى القدس العربية المحتلة فى تحدٍ صارخ للإرادة الدولية، وعدوان فاجر على منظمة تابعة للأمم المتحدة، وانتهاك لكل القوانين الدولية. تواصل إسرائيل جرائمها ضد المنظمة الدولية التى ترعى ستة ملايين لاجئ فلسطينى فى الأرض المحتلة وفى مخيمات اللجوء بدول الجوار. تصدر قوانين فاشية وعنصرية لا شرعية لها، لكنها تطبقها بالقوة الغاشمة وحدها.. فتحاصر عمل المنظمة الدولية فى غزة وتمنعها من تقديم خدماتها التى لا غنى عنها، وتقطع المياه والكهرباء عن منشآت «أونروا» فى القدس والضفة الغربية وتحاول السيطرة على مقراتها لتعطيل عملها فى تقديم الخدمات التعليمية والصحية والمساعدات الضرورية لملايين اللاجئين بمقتضى قرارات الأممالمتحدة التى أنشأت هذه المنظمة فى مثل هذا اليوم (8 ديسمبر) بعد عام واحد من نكبة 48 لتكون عونًا للاجئىن حتى يتم الحل العادل الذى يعيد الحقوق ويقر السلام. هذه الوقاحة فى التعامل مع الشرعية الدولية، وهذا الإصرار على تحدى إرادة العالم وانتهاك كل القوانين والقرارات الدولية لا معنى لهما إلا أن الدولة المارقة ما زالت تتصور أنها آمنة من العقاب إلى الأبد(!!) وأنها ما زالت تتمتع بالحماية التى تمنع إرادة الغالبية الساحقة من دول العالم أن تُترجم إلى عقوبات رادعة من مجلس الأمن ومحاكمات عاجلة أمام العدالة الدولية(!!) دون إدراك حقيقى أن العالم يتغير، والعصر الذى كانت فيه إسرائيل فوق القانون وخارج المحاسبة لا يمكن أن يستمر. بالأمس فقط - ورغم كل الضغوط والتهديدات- كانت المحكمة الجنائىة الدولية تعلن عن إمكانية محاكمة مجرم الحرب نتنياهو غيابياً حتى لا يستفيد من تهربه من العدالة. وبالأمس كانت شركة «لوفتهانزا» الألمانية تعلن حظر نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل على طائراتها، علماً بأن ألمانيا هى المورد الثانى للسلاح إلى الكيان الصهيونى(!!) لم تعد معركة إسرائيل مع الفلسطينيين أو العرب وحدهم، بل مع عالم أدرك حقيقة جرائمها، ولم يعد يراها إلا دولة مارقة تنتهك القانون وتهدد أمن العالم وسلامته، وتتوهم أنها ستظل فوق القانون وخارج الحساب!!