منذ أن انفرد اليوم السابع بخبر نقل حديقة الحيوان من مكانها الأصلى بميدان الجيزة إلى مدينة 6 أكتوبر، وردود الفعل تتوالى رفضا وغضبا من الفكرة، خاصة بعد أن أكد عدد من السياسيين احتمال نقل السفارة الإسرائيلية مكان حديقة الحيوان، حيث عرض السفير الإسرائيلى بالقاهرة "شالوم كوهين" فى أكتوبر من عام 2007، طلبا لشراء أرض حديقة الحيوان بالجيزة بشيك مفتوح تحدد الحكومة المصرية قيمته. الجدل الدائر حول عملية نقل الحديقة، انتقل إلى ساحة خبراء الآثار المصريين، خاصة أن حديقة الحيوان بالجيزة من تراث الخديوى إسماعيل، وتعتبر الحديقة الآن "أثرا" مصريا، بسبب مرور أكثر من مائة عام على إنشائها، وذلك بحسب قانون الآثار المصرى. "هذا القرار عشوائى ولا يصدر إلا عن أغبياء لا يقدرون قيمة مكتسبات البلد، لأن حديقة الحيوان تعتبر جزءا من منظومة معمارية متكاملة أضلعها حديقة الأورمان وجامعة القاهرة وحديقة الحيوان"، هكذا عبر د. مختار الكسبانى مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن استيائه الشديد حول ما أثير مؤخرا عن نقل حديقة حيوان الجيزة إلى مدينة 6 أكتوبر وبيع الأرض إلى مجموعة من المستثمرين وإنشاء عقارات مكانها. وأكد الكسبانى أن الحديقة تدخل الآن فى نطاق الأماكن الأثرية بسبب مرور أكثر من مائة عام على إنشائها، حيث أنشئت الحديقة عام 1890 وتعتبر من أقدم ثلاث حدائق فى العالم، وتبلغ مساحتها 80 فدانا. وأضاف أن مجرد التفكير فى إزالة الحديقة جرم لا يغتفر، لأن الحديقة مسجلة فى قائمة "أقدم الحدائق على مستوى العالم" وإزالتها ستسبب لمصر مشاكل دولية. الكسبانى رأى أن إزالة حديقة الحيوان من مكانها الأصلى سيعيق فرص فوز فاروق حسنى بمنصب مدير عام اليونيسكو، لأنه المفترض به حماية التراث التاريخى فى مختلف دول العالم، فكيف يأتى وزير زميل له وهو وزير الزراعة أمين أباظة ويقوم بإزالة أثر مصرى له أهمية تاريخية كبيرة. الكسبانى وصف وزير الزراعة بأنه وزير "مش فاهم" وناشد فاروق حسنى وزاهى حواس بالتدخل لوقف ما سماه ب "المهزلة".