فقدت الساحة الثقافية العربية علامة بارزة فى تاريخ الأدب العربى برحيل الدكتور محمد صالح الجابرى القصاص والروائى التونسى ومدير موسوعة إعلام العرب والمسلمين التى تشرف على إصدارها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وللفقيد مجموعة قصصية متميزة تعبر فى أغلبها عن هموم الوطن والإنسان العربى، ولقد اختار الكاتب الجنوب التونسى، مسقط رأسه، كصورة نمطية للمكان الرمزى بقيمه الأصيلة خاصة أثناء الاحتلال الفرنسى له، حتى أن صورة هذا الجنوب لازمت حياة هذا الثائر المفعم بالحماسة والأمل. يذكر أن محمد الصالح الجابرى باحث وأديب تونسى ولد بتوزر عام 1940، وعمل معلما وأستاذا ومسئولا إداريا، ثم التحق بالألكسو، حيث أشرف على إدارة الثقافة، وكان المسئول الأول عن مشروع موسوعة أعلام وعلماء العرب والمسلمين التى صدر منها حتى الآن 19 مجلدا، وتنوعت أعماله تتراوح ما بين فن القصة والرواية والشعر، ومن أهم رواياته "يوم من أيام زمرا" وهى رواية صدرت منها ست طبعات، أولها عام 1968، ثم على التوالى أعوام: 1983، 1988، 1999، 2001، 2004، وقد تحولت إلى عمل سينمائى بعنوان "رديف 54"، و كذلك "البحر ينشر ألواحه" 1971 و"ليلة السنوات العشر" 1982 ومن قصصه التى اكتسبت شهرة واسعة "إنه الخريف يا حبيبتى" 1971.