لا يرتبط فصل الصيف فى أذهان المصريين بالبحر والإجازات والمصايف فقط، فمن لوازم هذا الموسم لديهم أيضا عدد من الأمراض التى لا يحلو الصيف بدونها، بعضها ناتج عن سوء التغذية وبعضها ناتج عن حشرات الصيف وكثير منها ناتج عن الإهمال أو الزحام أو عدم النظافة. وأشهر الأمراض «الصيفية» كما يقول الدكتور أحمد أبومدين أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بقصر العينى.. هى الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى -فيروس A-، وهو منتشر فى مصر بشكل كبير وساعد على ذلك «انتشار الذباب والناموس والقمامة وارتفاع معدلات التلوث بجميع أشكاله». يليه مرض «المالطية».. وهى تنتشر فى المناطق الريفية لأنها تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان يصاب بها المتعاملون مع الحيوانات المصابة أو من يتناول لحومها، بالإضافة إلى الالتهاب المعوى والنزلات المعوية والدوسنتاريا، وتحدث الإصابة بها بسبب تناول الأطعمة من الباعة الجائلين حيث تكون أطعمتهم معرضة لنمو الجراثيم والبكتيريا عليها. أما أخطر أمراض الصيف فهو التيفود أو «الحمى التيفودية» الذى يؤدى لحدوث إسهال حاد وقىء مع ارتفاع فى درجة حرارة الجسم، كما يؤدى لتضخم الكبد والطحال، وقد يصل إلى الوفاة. والتيفود فى مصر يحظى بشهرة عالمية حيث وجه مكتب السفر فى البيت الأبيض مذكرة للصحفيين -الذين صاحبوا الرئيس الأمريكى فى زيارته إلى القاهرة أوائل الشهر الجارى- بعنوان «احتياطات طبية خاصة بمصر»، طالبهم فيها بتلقى التطعيم ضد التهاب الكبد الوبائى فيروس A- والتيفود لانتشارهما فى مصر. «لكن هناك أمورا بسيطة اتباعها يقى من الإصابة بأمراض الصيف» كما ينصح الدكتور أحمد الشامى استشارى أمراض الجهاز الهضمى والكبد الذى قال إنه على المصريين تجنب تناول الأطعمة خارج المنزل لأنها تكون أكثر عرضة للتلوث وتكاثر البكتريا، وفى حالة الاضطرار لتناول أطعمة من محال الوجبات السريعة يجب تناول الأطعمة جيدة الطهى وتجنب تناول الخضراوات والسلطات والأطعمة النيئة والمكشوفة، والحرص على التأكد من نظافة المحال التى يتم الشراء منها والعاملين فيها. وأشار إلى أن تلك مسئولية وزارة الصحة والجهات التابعة لها المسئولة عن مراقبة أماكن بيع الطعام والعاملين بها للتأكد من خلوهم من الإصابة بأى أمراض والتزامهم بالنظافة الشخصية التى تفرضها عليهم عملهم، كما نصح بتجنب العادات السيئة خلال الصيف مثل الانتقال المفاجئ من الحر إلى جو بارد مكيف، حيث يمكن أن يتسبب فى الإصابة بالتهاب الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز التنفسى فى الأنف والحلق، بالإضافة إلى أنها قد تصبح مصدرا للميكروبات إذا لم يتم تنظيف فلترها بشكل دورى، وأيضا تناول المشروبات الغازية للتخلص من الحر وهى تتسبب فى رفع مستوى السكر فى الدم. بالإضافة إلى ذلك شدد على أهمية تجنب التواجد بالأماكن المزدحمة، والبقاء تحت أشعة الشمس فى أوقات الظهيرة لتجنب الإصابة بضربة الشمس والالتهابات الجلدية. كما شدد على أهمية الحفاظ على «النظافة الشخصية، خاصة للأطفال». حيث قال إن أيديهم التى تتلوث أثناء لعبهم ثم يضعون أصابعهم غير النظيفة فى أفواههم قد تصيبهم بنزلات معوية حادة والإسهال، الذى يحذر من يقللون من خطورة الإصابة به، رغم خطورته الشديدة خاصة على الأطفال، الذين يموت العديد منهم سنويا بسبب فقد الجسم للسوائل.
