يقوم الجيش النيجيرى الأحد بتمشيط بعض أحياء مايدوغورى التى تعتبر المهد التاريخى لجماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة فى ولاية بورنو (شمال شرق) وفرض حظر على تزويد المناطق التى يسيطر عليها الإسلاميون بالمواد الأولية والوقود، على ما أفاد بعض السكان. وتشن القوات النيجيرية منذ الأربعاء هجوما واسع النطاق على بوكو حرام، وانتشر آلاف الجنود فى ولايات بورنو ويوبى واداماوا فى الشمال الشرقى حيث فرضت حال الطوارئ لاستعادة مناطق يسيطر عليها الإسلاميون. وبعد أن كانت الغارات الجوية والهجمات البرية تستهدف مناطق قليلة السكان، يشكل الهجوم على مايدوغورى منعطفا فى عمليات الجيش النيجيرى الذى يعتبر من أقوى جيوش أفريقيا. وقال إبراهيم يحيى أحد سكان مايدوغورى "هناك طابور شاحنات محملة بالمواد الأولية طويل جدا على طول طريق باغا فى اتجاه الشمال" مؤكدا أن "هناك على الأقل ثلاثين، ويقول بعض سائقيها إنهم منعوا من التوجه إلى الشمال خشية أن تقع بعض المواد بين أيدى بوكو حرام". ودعا الجيش السكان فى بيان السبت إلى الإبلاغ عن "كل مجموعة أو شخص يتنقل بين المجموعات المحلية بكميات كبيرة من الصفائح بحثا عن الوقود". وبدأ النقص فى المواد الأولية والوقود يطاول مدينة غومبورو نغالا النيجيرية عند حدود الكاميرون حيث وصل النازحون خوفا من الغارات الجوية تدفقهم الأحد. وقال أحد السكان غريما باباغونى فى اتصال هاتفى مع فرانس برس عبر خط هاتفى كاميرونى، إذ إن الاتصالات الهاتفية المحلية النيجيرية معلقة منذ بداية الهجوم العسكرى، "لم تصل شاحنات البضائع إلى مايدوغورى منذ الأسبوع الماضى"، مؤكدا أن ندرتها ساهمت فى ارتفاع الأسعار ب25% "وإذا استمر الحصار فان مخزوننا قد ينفد". ويتدفق سكان بلدة مارتى لتى سقطت بين ايدى بوكو حرام قبل بداية الهجوم، بدون انقطاع على غومبورو نغالا. وتفيد شهادات بعض السكان أن هذه المقاطعة تعرضت أيضا إلى غارات جوية. وفرض حظر التجول فى أحياء مايدوغورى ألاثنى عشر التى تعتبر معاقل الحركة الإسلامية التى سيقوم فيها الجيش "بعمليات خاصة". وأعلن الجيش السبت فى بيان مقتل "عشرة إرهابيين مفترضين" فى حى بمايدوغورى "تم تمشيطه للقضاء على كل المتمردين الذين ما زالوا على قيد الحياة" واعتقال 65 آخرين حاولوا التسلل الى المدينة. وقصف الجيش أحياء عدة من المدينة بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة فى عملية واسعة ضد الإسلاميين أسفرت عن سقوط 800 قتيل فى 2009. وقتل قائد بوكو حرام حينها محمد يوسف خلال الهجوم وأوقفت الجماعة نشاطها طيلة سنة. لكن منذ عودتها فى 2010 شنت الحركة الإسلامية هجمات عدة على قوات الأمن ورموز الدولة والكنائس ومقر فرع الأممالمتحدة فى أبوجا. ويخشى العديد من الخبراء ألا يؤدى هذا الهجوم أغلى التغلب على بوكو حرام التى ستزيد حينها العمل فى الخفاء. وارتفعت أصوات تطالب قادة البلاد بتسوية المشاكل الاجتماعية التى تدفع الى التمرد وخصوصا الفقر وفساد النخب. ونيجيريا أكبر منتج للنفط فى أفريقيا لكن غالبية سكانها ال160 مليونا تعيش بأقل من دولارين فى اليوم الأمر الذى يزيد، بحسب الخبراء، فى إحباط شباب ينجر إلى الالتحاق بالتيار الإسلامى المتطرف. وأسفرت حركة التمرد وقمعها من قوات الأمن عن سقوط نحو 3600 قتيل منذ 2009 وفق منظمة هيومن رايتس ووتش.