سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ماجدة هارون رئيسة "محتملة" للجالية اليهودية بعد رحيل كارمن واينستاين.. حكومة تل أبيب لن تستطيع التدخل فى الاختيار.. "فهمى": كارمن وقفت حائط صد ضد تدويل قضية أملاك اليهود.. ولم تقابل أى مسئول إسرائيلى
كشفت مصادر مطلعة بأحوال "الجالية اليهودية" فى مصر أن زعيمة الطائفة اليهودية الراحلة، السبت الماضى، كارمن واينستاين تعد من الشخصيات اليهودية التى حمت الجالية فى مصر، فضلاً عن حماية تراثها، وما تبقى من ممتلكاتها، كما يشهد لها بموقفها الوطنى بعدم تدويل قضية "أملاك اليهود" فى الخارج، حيث رفضت بشدة تدويل القضية، حينما أثارتها إسرائيل فى المنظمات الدولية وبالأمم المتحدة. الدكتور طارق فهمى، رئيس قسم الإسرائيليات بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، يقول ل"اليوم السابع"، إن كارمن لم تكن لها أى علاقة بإسرائيل، أو بالمنظمات اليهودية الدولية التابعة لها، مضيفا أن علاقتها كانت فقط مع المنظمات اليهودية العالمية، من أجل تلقى الدعم والتمويل لأبناء الجالية اليهودية فى مصر. وأضاف "فهمى" أن كارمن لم تهاجم طوال فترة رئاستها للجالية السياسات المصرية، مشيرا إلى أنها تعرضت لبعض الصراعات حول تولى رئاسة الجالية منذ 8 سنوات تقريبا مع ماريكا سموحة ليفى، حتى فازت بالمنصب بدعم من السلطات المصرية، وتدخل "أمن الدولة" فى ذلك الوقت لإنهاء الصراع. وعن مواقف كارمن الوطنية، قال "فهمى" إنها لم تشارك فى أى مؤتمر للجاليات اليهودية خارج مصر، كما لم تطلب أبدا أى دعم من إسرائيل لتعمير مقابر اليهود فى البساتين، أو المعابد والممتلكات الخاصة بالجالية، مضيفا أنها لم تشارك فى المؤتمرات التى تعدها الحكومة الإسرائيلية حول يهود مصر. وأكد "فهمى" أن كارمن لم تزر إسرائيل مطلقا طوال فترة حياتها، وكانت تتعلل تارة بكبر سنها، وتارة بعدم وجود سبب لزيارة إسرائيل، موضحا أنها كانت شخصية يهودية مصرية لدرجة عالية. وحول من سيتولى أمور الجالية بعد كارمن، قال "فهمى": "إنه ليس من المعلوم من سيتولى قيادة الجالية حتى الآن، حيث إن ترتيبات انتخاب الرئيس الجديد غير معلومة بالنسبة لنا كمصريين"، ولكنه أوضح أن هناك شروطًا تراعى فى تلك المسألة، وهى السن ودعم بعض المنظمات اليهودية الممولة للجالية، ومباركة السلطات المصرية والأجهزة الأمنية، موضحا أنه لن يحدث صراع حول هذا المنصب كما حدث عام 2005، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتدخل فى هذا الأمر. وفى المقابل، قالت المحامية اليهودية ماجدة شحاتة هارون إنه من المرجح أن تتولى بنفسها رئاسة الطائفة اليهودية فى القاهرة خلال الفترة المقبلة، وأضافت فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "سيتم إجراء انتخابات لتحديد الرئيس القادم للطائفة، لكن غالبا سأتولى أنا المنصب بنفسى". وأكدت "ماجدة" أن أولوياتها خلال الفترة القادمة هى الحفاظ على ممتلكات الطائفة اليهودية؛ لأنها ملك لمصر، وجزء من تاريخ البلاد شئنا أم أبينا، بحسب تعبيرها، وأضافت: "شغلى الشاغل هو أن تحيا باقى السيدات اليهوديات المسنات الموجودات فى مصر حياة كريمة، ويجدن الرعاية الصحية الملائمة والمدفن الذى يليق بالإنسان بعد وفاتهن". وقالت "ماجدة"، نجلة شحاتة هارون- المحامى اليهودى المصرى المعروف بمواقفه المعارضة لإسرائيل: "واجبى كابنة لشحاتة هارون المصرى اليهودى الذى كان يعشق وطنه أن أحافظ على ما تبقى من الطائفة اليهودية، وواجبى أن أحافظ على الطراز اليهودى المصرى؛ لأنه حق الأجيال القادمة وحق المصريين كلهم بغض النظر عن ديانتهم". وأوضحت "ماجدة" أن شغلها الشاغل خلال الفترة القادمة هو الإبقاء على ممتلكات الطائفة اليهودية التى اعتبرتها آثارا هامة، وقالت: "أريد أن تتسلم الحكومة مصرية ممتلكات الطائفة من آخر يهودى فى مصر". وأشارت "ماجدة" إلى أن إجمالى عدد المتبقين من أعضاء الطائفة اليهودية فى مصر لا يتجاوز ال15 فردا، كلهم من السيدات المسنات، ولفتت إلى أنها تبلغ من العمر 60 عاما، ومع ذلك فإنها تعد أصغر عضوات الطائفة، كما أوضحت فى الوقت ذاته أن إجمالى عدد أعضاء الطائفة فى الإسكندرية لا يتجاوز ال17 فردا. وعلقت على تصاعد نفوذ التيار الدينى فى مصر بعد ثورة 25 يناير قائلة: "مسيرها تفرج وبلدنا ترجع لينا". وأكدت الرئيسة "المحتملة" للطائفة اليهودية فى مصر أن الطائفة لن تدعو حاخاما من إسرائيل للصلاة على كارمن واينستاين، الرئيسة السابقة للطائفة، والتى من المقرر أن تقام جنازتها يوم الخميس القادم وقالت: "سيأتى حاخام من أمريكا وحاخام آخر من فرنسا للصلاة عليها، ونحن نقدر رجال الدين فى أى مكان بالعالم، لكن الحاخامات الذين سيأتون للصلاة على الرئيسة السابقة للطائفة كانوا يعرفونها بشكل شخصى". وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية، تجاهلت نبأ وفاة كارمن واينستاين زعيمة الطائفة اليهودية فى مصر. وتشير التقديرات إلى أن عدد أفراد الجالية اليهودية فى مصر لا يزيد على 20 من نحو 80 ألفا فى أواخر أربعينيات القرن العشرين، بعد أن رحل معظمهم بعد حرب 1948 بين العرب وإسرائيل، لكن أكبر موجات الرحيل كانت فى خمسينيات القرن الماضى. فيما يقول الكاتب الإسرائيلى إلياهو بيرنبوم، المتخصص فى التاريخ اليهودى، لموقع "دات" الدينى اليهودى، إن الجالية اليهودية فى القاهرة لا يتجاوز عددها 400 فرد كلهم من النساء، مشيرا إلى أن عددًا كبيرًا منهن تزوجن من رجال مسيحيين ومسلمين.