أصبح ديربي مانشستر بين يونايتد وسيتي معركة تنال الكثير من المتابعة حول العالم باعتبار أن الثنائي ينافس بقوة على البطولات المحلية في انجلترا خلال السنوات الخمس الأخيرة، لكن ديربي الشياطين الحمر والسيتيزينز أكبر بكثير من مجرد 5 سنوات، فهو مواجهة ساخنة عمرها 134 عاما منذ أول مواجهة أقيمت عام 1881. لماذا يحظى الديربي باهتمام أبناء المدينة؟ كانت اللحظة الأولى لاشتعال الصراع بين سيتي يونايتد حين قرر نادي يدعى نيوتاون هيث ان يغيير اسمه عام 1902 إلى مانشستر يونايتد من أجل الاستفاد باسم المدينة ليرفع جماهيريته بعدما كان يقع على الحدود. واستطاع يونايتد أن يقدم مستوى طيب وحصل بعد سنوات قليلة على لقب الدوري المحلي وهو ما جعل الكثير من أبناء المدينة يفضلون تشيجع الفريق الجديد الذي اختار لنفسه اللون الأحمر، ويتراجعون عن دعم السيتيزينز الذي لم يتمكن من تحقيق بطولة الدوري حتى ذلك الموعد. واستمر أبناء مدينة مانشستر في الاتجاه لتشجيع يونايتد الذي يمتلك سجل أكثر نجاحا. الصراعات الجماهيرية دخلت جماهير الفريقين في صراعات كبيرة وبات هناك مسمسيات يطلقها كل منهما على الأخر وكانت البداية من جماهير مانشستر سيتي اللذين اعتبروا انفسهم أوفياء للنادي ابن المدينة الحقيقي ولم يذهبوا لتشجيع فريق دخيل عليهم. واشتهرت جماهير سيتي بهتاف "لا يوجد فريق أحمر في مانشستر" و"مانشستر زرقاء" و "اين جدك الذي كان يشجع مانشستر سيتي". وترد جماهير يونايتد على سيتي "مدرجكم الخالي عار عليكم"، حيث اتهموا جماهر السيتيزينز بأنهم كانوا يتجاهلون فريقهم حين كان يعاني في الدرجة الثانية ولا يذهبون لتشجيع الفريق ، وأيضا "مواجهتكم نزهة لنا.. لا نستطيع أن نسمع أصواتكم". هدف كاد يُسقط يونايتد إلى الدرجة الثانية إلتقى مانشستر يونايتد بجاره اللدود في 1973-1974 ضمن منافسات الدور الثاني من المسابقة وكان يونايتد بحاجة إلى الفوز لتفادي الهبوط للدرجة الثانية. وبقت المباراة بدون أهداف حتى الدقيقة 80 من عمرها، ثم أتت تمريرة من لاعب السيتي فرانسيس لي إلى اللاعب السابق لمانشستر يونايتد دينس لو الذي انتقل إلى سيتي في بداية الموسم. ولعب دينس لو الكرة بالكعب في مرمى يونايتد ثم أدرك أنه يهدد فريقه السابق بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، واقتحمت جماهير مانشستر يونايتد المباراة بعد ذلك الهدف وحاولت الهجوم على اللاعبين. وكانت تلك اللمسة الأخيرة لدينس لو في عالم كرة القدم وتم استبداله واعتزل كرة القدم بعد ذلك. ووقف الحظ بجانب مانشستر يونايتد في ذلك الموسم بالرغم من خسارته اللقاء إلى أن مباريات الفرق الأخرى وخسارة المنافسين جعلته يبقى في الدرجة الأولى ولم يهبط. موعد للأخذ بالثأر كان يحتاج روي كين لاعب مانشستر يونايتد لأخذ تأر عمره 3 سنوات من ألف انج هالاند الذي تسبب في إصابته مواجهة مانشستر يونايتد أمام لييدز يونايتد عام 1998. وإلتقى الثنائي مجدد في 2001 بديربي مانشستر بعدما انتقل هالاند إلى صفوف فريق مانشستر سيتي، ليقوم كابتن الشياطين الحمر بتدخل مؤلم للغاية مع اللاعب النرويجي. وحصل رونالدو على كارت أحمر في تلك المباراة، وأعلن بنفسه في سيرته الذاتية أنه تعمد ضربه من أجل الأخذ بالثأر. مزدوجة خلفية لروني تحبط سيتي استطاع اللاعب الانجليزي واين روني من خلال مزدجة خلفية رائعة أن يدخل ضمن أفضل الأهداف في تاريخ البريميير ليج على الإطلاق. وأتي الهدف في فبراير 2011 ليحقق الشياطين الحمر الفوز على سيتي بنتيجة 2-1 على استاد أولد ترافولد. اعتبر جماهير مانشستر يونايتد هدف رومي أنه رسالة إلى سيتي الذي ينفق الكثير من المال أن الفوز على الشياطين الحمر لن يكون بالأمر السهل. الجار المزعج يؤلم الشياطين الحمر قبل بداية موسم 2011-2012 كان الدرع الخيرية يجمع مانشستر يونايتد بطل الدوري ومانشستر سيتي بطل كأس الاتحاد، فكان للسير أليكس فيرجسون تصريح شهير عن اللقاء :"المباراة لا تهمنا على الإطلاق لكن يجب أن نحقق الفوز لنتخلص من الصداع الذي يحدثه لنا الجار المزعج إذا حقق الفوز." وحقق الشياطين الحمر الفوز في الدرع الخيرية، لكن القصة في ذلك الموسم لم تنتهي عند هذا الحد. واستطاع مانشستر سيتي أن يحقق الفوز على حساب الشياطين الحمر في مباراة الدور الأول بالدوري بنتيجة 6-1، المباراة التي قال عنها فيرجسون بعد ذلك "سأظل اتذكرها كأسوأ نتيجة في حياتي". الكل يدفع المال عقب رحيل أليكس فيرجسون عن تدريب مانشستر بونايتد بدأ النادي في اعتماد سياسة جاره السيتي بانفاق المال من أجل البحث عن الفوز بالبطولات. وبالنظر إلى انفاق الناديين في أخر موسمين تجد أن الثنائي أنفق أموال طائلة ففي الصيف الماضي قام مانشستر يونايتد بدفع 98 مليون إسترليني من أجل التعاقد مع لاعبيه الجدد، فيما دفع مانشستر ستيي 142 مليون. وقام مانشستر يونايتد بانفاق مبلغ 136 مليون إسترليني الموسم الماضي بينما أنفق سيتي 78 مليون.