دربي مانشستر يأتي في توقيت حرج لفريقي المدينة، سيتي ترنح ليتراجع للمركز الرابع ويونايتد يتقدم بقوة ليسبق جاره وغريمه للمرة الأولى هذا الموسم، ولكن للدربي حسابات أخرى. مانشستر يونايتد يستقبل مانشستر سيتي على ملعب أولد ترافورد مساء الأحد في قمة مباريات الجولة ال32 للدوري الانجليزي الممتاز، مباراة بين ثالث ورابع الترتيب بحثاً عن البقاء ضمن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، وقبل ذلك، هي مباراة الدربي. 12 نوفمبر 1881.. وست جورتون يستضيف نيوتن هيث في مباراة حسمها الأخير لصالحه بثلاثية دون رد، فيما بعد أصبح وست جورتون هو مانشستر سيتي بينما تحول نيوتن هيث إلى يونايتد. ولم يكن هناك أي ضغائن ولا عداء بين فريقين ينتميان لنفس المدينة.. بل أن أغلب قاطني مدينة مانشستر كانوا يحضرون مباريات سيتي هذا الأسبوع ويونايتد في الأسبوع التالي. الهدوء بين الفريقين استمر إلى بداية سبعينيات القرن العشرين.، في ديسمبر 1970 كادت جماهير سيتي تفتك بأسطورة يونايتد جورج بست بعد أن تسبب تدخله العنيف على مدافع السيتيزنز جلين باردو في إصابته بكسر مضاعف في الساق. ثم كان الموقف الغريب في دربي 1973 حين طرد الحكم لاعب سيتي مايك دويل ولاعب يونايتد لو ماكاري، لكن اللاعبان رفضا الخروج من الملعب، ليترك الحكم نفسه أرض الملعب ويعود لغرف الملابس حتى اقتنع اللاعبان وخرجا لتستكمل المباراة. في الدور الثاني للموسم ذاته 1973-1974 التقى الفريقان في الجولة قبل الأخيرة للدوري، كان يونايتد بحاجة للفوز حتى يتفادى الهبوط للدرجة الثانية، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق لعب دينيس لو (لاعب سيتي وقتها ونجم يونايتد سابقاً) كرة خلفية بكعبه لتخدع حارس يونايتد أليكس ستيبني وتسكن الشباك. لو انفجر باكياً وطلب تغييره على الفور، في الوقت الذي اشتعلت فيه جماهير مانشستر يونايتد غضباً، ومع مرور الدقائق اقتحمت أرض الملعب لينهي الحكم المباراة قبل موعدها. هبط يونايتد، وأعلن لو إعتزاله الكرة نهائياً.. واشتعل العداء أكثر. العداء قل نسبياً في الثمانينات والتسعينيات، بعد أن قضى سيتي فترة ليست بالقصيرة صعوداً وهبوطاً فيما كان يونايتد يتسيد الكرة الإنجليزية في التسعينيات التي لم يخسر فيها الشياطين الحمر أي دربي على مدار عشر سنوات. الطريف أن حارس يونايتد الدنماركي التاريخي بيتر شمايكل قضى ثمانية مواسم مع فريقه ثم لعب موسماً وحيداً في سيتي.. ولم يخسر أي مباراة دربي سواء باللون الأحمر أو السماوي.. لكن عداء الفريقين لم يمنعهما من التوحد احتراما لذكرى مأساوية.. قبل مباراة الفريقين في فبراير 2008 حلت الذكرى الخمسين لمأساة ميونيخ حين سقطت الطائرة التي أقلت فريق مانشستر يونايتد وقتها ليلقى 8 من لاعبيه حتفهم. واتفق الفريقان على خوض هذه المباراة بأطقم ملابس تذكارية تماثل ما كان يرتيده الفريقان عام 1958 وقت سقوط الطائرة. العقد الثاني من الألفية الثالثة كان شاهداً على صعود سيتي للقمة بفضل الاستثمارات الخليجية، ليزداد العداء بين الطرفين.. عداء بلغ مداه بسبب لافتة. كارلوس تيفيز رفض تجديد تعاقده مع يونايتد في بداية موسم 2009-2010 لينتقل إلى جاره سيتي، الذي رحب بتيفيز بلافتة عملاقة في شوارع المدينة مكتوباً عليها "تيفيز.. أهلاً بك في مانشستر". جمهور سيتي يعتبر نفسه الجمهور الحقيقي في المدينة بينما يشكل جاره وخصمه قاعدته الجماهيرية من الأجانب في اعتقادهم، ولهذا علق النادي هذه اللافتة. "سيتي نادي صغير بعقلية أطفال.. إنهم جيران مزعجون".. هكذا رد سير أليكس فيرجسون على لافتة جيرانه. الجيران المزعجون أصبحوا أكثر إزعاجاً، والمباريات أصبحت أكثر تنافسية.. يونايتد فاز 4-3 بهدف في الدقيقة 96 في 2010 في المباراة التي أختيرت كأفضل مباريات حقبة الدوري الممتاز بعدها بعامين. ثم جاء 23 أكتوبر 2011، حين سحق سيتي جاره بملعبه أولد ترافورد 6-1 في أقسى هزيمة في تاريخ فيرجسون. وكان اليوم الأخير لهذا الموسم شاهداً على النهاية الأكثر درامية في تاريخ الدوري الانجليزي الممتاز.. يونايتد أنهى مباراته مع سندرلاند بالفوز في الوقت الذي تأخر فيه سيتي أمام كوينز بارك رينجرز 2-1، وهو ما يعني أن اللقب ذهب للشياطين الحمر. لكن إيدين دجيكو وسيرجيو أجويرو سجلا هدفين في الوقت بدل الضائع لينقلا الدوري إلى نصف مانشستر الأزرق. يونايتد لم يفز على سيتي منذ ديسمبر 2012.. بعدها تفوق السيتيزنز في 4 مباريات متتالية آخرها بهدف أجويرو في الدور الأول هذا الموسم.. فهل هي فرصة لويس فان جال ولاعبيه للثأر؟