فتح نادي الهلال اليوم صفحة جديدة من صفحات تاريخه الكبير بعد أن طوى أمس صفحة ختمها رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعبارة (انتهى زمن التبرعات المالية)، وبدأ صفحة اليوم بعبارة إنه زمن الهلال، وبالفعل "الزعيم" بدأ يخطو خطوات سريعة نحو المقدمة مبتعداً عن جميع الأندية بتوقيعه عقوداً استثمارية مع عدد من الشركات التي ستدفع الملايين تتلوها الملايين ثمناً للشراكة مع واحد من أعرق أندية القارة. الهلال هو رائد الاستثمار في الرياضة السعودية من خلال تفرده عن باقي الأندية بشراكات ضخمة في أوقات كانت باقي الأندية توقع بقيمة أقل من المأمول وترضى بالعروض التي لا توازي سمعتها وجماهيريتها، وفي أوقات كانت الأندية تستجدي الشركات لتوقيع عقود رعاية معها، كان يفسخ عقداً ضخماً ليعوضه بعقد أضخم. هذا النجاح المبهر يحسب أولاً لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي عملت جاهدة لنقل النادي من مرحلة الأمتياز إلى مرحلة التفوق، ومن مرحلة الاستجداء لمرحلة الاكتفاء وقريباً مرحلة الأرباح، وعند وصول الهلال إلى هذه المرحلة حتماً سيكون هناك فرق كبير بينه وبين باقي الأندية التي ستعاني وتعاني حتى تصل إلى ما وصل إليه الهلال. الرقم الصعب في هذه العقود هو جمهور الهلال الذي جعل الشركات تطمع في الحصول على شراكة مع "الزعيم" تفتح لها باباً تسويقياً ربحياً لا مثيل له، من خلال تسويق منتجاتها للشريحة الأكبر في الوسط الرياضي الذي يمثل جزء كبيراً من المجتمع. الأندية الأخرى لها تجارب استثمارية ناجحة لكنها لم تكتمل، فتجربة الشباب الموسم الماضي بتوقيعه مع أكثر من راعي كانت تجربة رائعة إلا أنها لم تستمر على الأقل مع بداية الموسم، واستثمارات الفتح من الرعاية كانت تنبؤ بمستقبل زاهر للنادي الأحسائي، إلا أن كل الاستثمارات أصبحت في طي النسيان بعد "الثورة الهلالية" الكبيرة في المجال الاستثماري. من مصلحة الأندية السعودية أن تحذو حذو الهلال، بل يجب عليها أن تبحث عن عقود الرعاية المتعددة حتى لو كانت بمبالغ أقل من المأمول لكنها على الأقل تضمن دخلاً جيداً للنادي ربما يكون كبيراً مستقبلاً كما حصل في الهلال اليوم. وفي الختام أشير إلى أن توقيع الهلال مع عدد من الشركات بمبالغ كبيرة هو الحدث الأبرز مطلع الموسم الجديد وربما يكون الحدث الأهم هذا الموسم، والأهم من ذلك أنها جعلت من الأمير عبدالرحمن بن ساعد رجل المرحلة في الفترة الحالية.