عقل المباراة : بدون تشنجات .. أسباب الستة

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
القدرة علي الفصل بين أسباب الهزيمة وبين خلاف شخصي مع المدرب كالمسافة تماما بين امريكا والصومال ..تستطيع أن تجد ألف سبب للهزيمة وتستطيع أن تبرر أيضا بألف مبرر هذا إن كنت تريد أن تري الأمور بمنظورك فقط وتنسي أن ما كان علي أرض الملعب شىء أخر.
برادلي أخطأ ولكن ليس في التشكيلة أو في الإختيارات أو عدم تهيئة اللاعبين أو كل هذه المبررات التي يتناولها البعض في محاولة لإلصاق كل التهم في برادلي فقط ولكن كانت له أخطاء أخري سنتناولها في التحليل وسنحاول التعرف علي أسباب الهزيمة الكارثية بكل جوانبها.
إختار برادلي التكتيك الصحيح لمواجهة غانا والكثيرين فقط إختلفوا علي ضرورة وجود معوض بدلا من شديد قناوي وأنا معهم ولكن شديد لم يكن متحمل مسئولية الهزيمة.
لعب برادلي بثلاثي إرتكاز في وسط الملعب ( نادي به الكثيرين ومنهم كاتب هذه السطور ) ودخل في مرماه هدفين ..ولعب بليبرو ( نادي به الكثير أيضا ) ودخل في مرماه أربعة أهداف .. إذن طريقتي اللعب لم تكونا السبب.
حتي من كان يفضل اللعب بشيكابالا أو بالمحمدي أو بفتحي في خط الوسط كل هذه الخيارات لم تجدي صدي علي أرض الملعب ..لماذا لإن التكتيك الأخير لم يكن هو الأفضل بل ما تم البدء به والسؤال لماذا إذن كان الأداء سىء ..أسف بل مذري.
انت وضعت الخطة والتكتيك يا برادلي ولكن اللاعبين لم يستطيعون أن يجاروا سرعة لاعبي غانا بمعني أنه كان في أرجلهم ( أكياس من الرمل ) دفاعيا .. عندما تلعب بثلاثي إرتكاز تكلمنا عن ضرورة أن تلعب في نصف ملعبك لا أن تهاجم الخصم مبكرا وان تنتظر ليخرج المنافس ثم تباغته.
لا يمكن أن يكون برادلي سببا في إهتزاز الدفاع في أربعة دقائق لدرجة تهديد مرماك بفرصتين وتسجيل أخر فاللاعبين ( ذهنيا ) كانوا خارج نطاق الخدمة ( تماما ) .. وفتحي تسبب بكرة أرجعها لإكرامي في إصابته ..أم نجيب فلم يكن موجودا علي أرض الملعب لدرجة جعلت برادلي يقوم بتغيير مكان وائل جمعة ويلعب كمساك ناحية اليسار لأول مرة في تاريخه.؟
هل تتذكرون لقطات في بداية اللقاء كان يتناقل فيها لاعبي مصر الكرة أمام مرمي غانا ؟ .. تلك اللقطات التي تحدثنا عنها وقلنا أنه في حالة خروجك من مناطقك الدفاعية ستمرح في مناطق وسط غانا وجعلتك قريبا جدا من إحراز التعادل بعد ضربة الجزاء ولكن للأسف عاد كل شىء كما كان بسبب خطأ غبي للاعب ظهره للملعب وتم إرتكاب معه خطأ في منطقة تمثل ( صداع للكرة المصرية ) قديما وحديثا ومع التحذير ( بالفيديو قبل المباراة ) أن لاعبي غانا يدخلون داخل منطقة الستة ياردات بكثافة ولكن ..لا حياة لمن تنادي.

التراجع لليبرو في ظل مواجهة غانا كان إنتحارا ففي الشوط الثاني ومع ضغط لاعبي غانا مبكرا علي دفاع مصر فقدت مصر الدفاع والوسط والهجوم ومع كل دقيقة تمر كان تفكير لاعبي مصر ينخفض مثل درجة الحرارة التي يلعبون فيها وإنهالت الأهداف من ركنية ومن خطأ دفاعي ومن تسديد ( وكل هذا أوضحته بالفيديو قبل المباراة )
ربما كان خطأ برادلي الأكبر في هذه المباراة التغيير بشكل عشوائي ففي الوقت الذي خرج فيه شديد ولعب شيكا أضعت الجانب الأيسر هجوميا ( بالرغم من أن سليمان لم يكن سيئا ) والهجوم الأيمن ..وعمق الهجوم الذي تواجد فيه صلاح والأفضل له أن يلعب جناحا ..هذا ما دمت تريد أن تهاجم وتغيير من إستراتيجيتك.
لست في محل إنتقاد برادلي فقط فنفس الأسباب التي جعلتنا نخرج في 2010 هي نفسها في 2014 وهي نفسها ستتكرر في 2018 و 2022 مادام الفكر واحد ..اللاعب فوق النادي ..والنادي فوق المنتخب ..والألتراس فوق الجميع.
ما تحقق كان أفضل ما كان ولا تستطيع أن تصعد لكأس العالم بدون نشاط .. ولا تستطيع كمنتخب ألا تلعب مباراة ودية بتشكيلك الأساسي قبل مواجهة مثل هذه والمصيبة أن نشاطك متوقف أي أن النادي لا يريد أن يترك لاعبيه للمنتخب بسبب بطولته القارية.
كلنا أفرطنا في التفاؤل وغانا لعبت كما لم تلعب من قبل ربما لإنهم يعرفون أن كأس العالم أهم من بطولات أفريقيا أو لإن كأس العالم للأندية لن تصنع تاريخا حقيقيا وأن الجميع يتسابق للإحتراف في أوربا حتي لو كان ناد صغير ..ولكن أباطرة الأندية يظنون فقط أن أي لاعب تربي علي أرض المحروسة هو ( ميسي ورونالدو في لاعب واحد ) ميكس يعني ..لذلك يطلبون فيه الملايين ويجددون له بالملايين في مسابقة عائدها المادي للبطل لا يتجاوز ثمن لاعبين ( بأسعار السوق المحلية )
لا تحزن أيها القارىء الأهلاوي فبعد قليل ستنشغل في أفريقيا وتقول أن الأهلي هو أحسن نادي في العالم وسترجع لمقاراناتك بين جوزيه والبدري ويوسف .. وشجع الكيان.
ولا تغضب يا صديقي الزملكاوي فبعد قليل ستقول أن عباس ومنصور والحكام والحظ هم سبب تفوق الأهلي حتي لو لم يشترك معك في نفس البطولة التي تلعب فيها . وقل ان الزمالك هو بطل القرن الحقيقي.
أما أنت أخي الإسماعلاوي فزيد في حنقك علي إدارة الأهلي التي تريد خطف لاعبيك وصدق ما كان يتردد من أن الأهلي رفض إستضافتك بعد 1967 والزمالك وافق ( لم يحدث هذا )
أما أنا فسأحمد الله أني رأيت كأس العالم 1990 وأفكر في زيارة شخص في جمعيته الشهيرة في المهندسين لأقول له ..إحنا أسفين يا مجدي.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك