زاوية عكسية هى نوع من التحليل للمباريات والأحداث الرياضية من منظور مختلف وزاوية مواجهة للأراء والتحليلات المشابهة. وزاويتنا اليوم ستكون من مباراة الأهلى والترجي بذهاب نهائى دورى أبطال إفريقيا. البدرى ربما يرى معظم النقاد والجماهير أن البدرى قدم مباراة سيئة على الصعيد التكتيكي وحرم الاهلى من فوز مستحق بالتغييرات والتشكيل الخاطىء وعدم وضوح معالم لطريقة لعب للفريق الأحمر وهو ما اراه مبالغة خاصة فى ظل الفرص التى خلقها الفريق الأحمر فى مباراة النهائى. اعتمد الأهلى على طريقة لعب 4-2-3-1 بوجود جمعة ونجيب فى خط الدفاع وفتحي فى الجانب الأيمن وعبد الفضيل فى الجانب الأيسر ثم ثنائى الأرتكاز حسام عاشور لاعب الوسط المدافع الثابت وحسام غالي صاحب المهام الهجومية أمامهم الثلاثى وليد سليمان الجناح المتنقل وأبو تريكة وعبد الله السعيد المتحركان خلف جدو المهاجم المتقدم. حاول البدرى تنفيذ جملة فنية بوضوح خلال المباراة وهي الكرة العميقة فى دفاع الترجي وكاد الأهلى أن يسجل من هذا الجملة فى أكثر من مرة إلا أن استطاع السيد حمدي أن يحرز هدف التعادل عن طريق كرة من العمق أيضاً . البدرى لم يكتفى بهذه الجملة فقط بل كانت التعليمات بالتسديد من بعيد واضحة وخاصة لعبد الله السعيد الذى سدد أكثر من 5 كرات بمفرده على معز بن شريفية هذا بالإضافة إلى اختراقين لأحمد فتحي من مركز الجناح الأيمن فى الشوط الأول ووليد سليمان من مركز الجناح الأيسر فى الشوط الثاني شكلا أخطر فرصتين فى اللقاء أهدرهما ابو تريكة. تغييرات البدرى كانت علامة استفهام ، فماذا لو كان استطاع أبو تريكة التسجيل من عرضية الظهير الأيسر وليد سليمان فى الشوط الثاني وفاز الأهلي بهدفى تريكة والبديل السيد حمدي؟ .. أخبركم أنا " البدرى ثعلب ومحنك ورائع". نعم النتيجة لا تشير إلى نجاح البدرى إلا أن الفرص التى خلقها الأهلى فى مباراة بحجم نهائى دورى الأبطال تؤكد أن البدرى اجتهد ولم يكن متواضعاً ولعب على عيب الترجي الواضح ولكن المهاجمين لم يترجموا الفرص التى لاحت للفريق. محصلة هذه النقطة أن الاهلى قدم مباراة جيدة فنياً وخلق فرص عديدة و"حجم" الترجي الذى لعب واحدة من اسوأ مبارياته خلال العامين الأخيرين وانقذه حارسه معز بن شريفية من هزيمه مستحقة. أبو تريكة المنتهي يبدو أننا فى مصر لم نتعلم من سرعة الحكم على اللاعبين وخاصة من نشهد لهم بالكفاءة والمهارة ، فكم من مرة نطالب لاعب بالإعتزال أو نادي بالإستغناء عن لاعب بسبب إهداره لفرصة أو تعرضه للمراوغة ثم نجد هذا اللاعب يتألق ويحقق بطولات وإنجازات؟. بشير التابعى لو كان فى الخليج عقب مباراة ال 6-1 لكان حكم عليه بالإعدام لكن اللاعب عاد وتألق مع الزمالك وما زال يلعب كرة القدم حتي الأن ، حسام حسن قبل بطولة كاس الأمم الأفريقية 1998 كان يطالبوه بالإعتزال وبعدها كان هداف وبطل أفريقيا ، فلافيو كان مثار للسخرية وفى النهاية سخر هو من الجميع ، ابو تريكة يقود الأهلى لدور المجموعات بهاتريك فى الملعب المالي وفى نفس البطولة وبعد أقل من 4 أشهر يطالبوه بالإعتزال. أبو تريكة أضاع فرصتين ثمينتين ولكنه قادر على التسجيل فى أى وقت وأى مكان ولم ينتهي بعد ، بل هو هداف الأهلى فى افريقيا ، ربما كان غير موفق فى مباراة الترجي ولكن أمثال ابو تريكة قادرون على صنع الفارق ولذلك ابو تريكة لم ينتهي وما زال أمامه فرصة للتعويض فى النهائى. الأهلي الطيب آفة كرة القدم المصرية الكرات الثابتة بالنسبة للأهلى أو الزمالك أو المنتخب المصرى ولا أعلم لماذا يحمل شخص بعينه هذه الأخطاء؟. اتحدث هنا عن الكرات الثابتة والأخطاء البدائية القاتلة التى يرتكبها اللاعبين كباراً وصغاراً على جميع الاصعدة . مباراة أفريكا سبورت والزمالك فى النسخة الحالية كانت خير دليل على هذا القصور الواضح ومباريات الأهلى فى أفريقيا والدورى أيضاً تشهد على ذلك فنحن نعانى من ضعف واضح فى التعامل مع الألعاب الهوائية وخاصة مع فرق ومنتخبات الشمال الأفريقي. ويزيد الطين بلة " الطيبة " الواضحة فى التعامل مع الخصوم داخل منطقة الجزاء وهذا ما ظهر فى مباراة الترجي ، فالكل يشاهد ولا يفكر ولو مرة فى مضايقة مهاجمى الترجي . الشد والجذب داخل منطقة الجزاء بين المدافعين والمهاجين شىء متعارف عليه فى ملاعب الكرة ، ومضايقة مهاجمي الترجي ودفعهم وجذبهم بصورة غير لافتة للنظر كان سيساعد الأهلى فى التغلب على نقطة ضعفه وخاصة مع حكم مثل جمال حيمودى الذى اتبع اسلوب الخروج بالمباراة إلى بر الأمان. إكرامي وبن شريفية هذه هي امكانات شريف إكرامي فليس فى الأمكان أبدع مما كان ، أما بن شريفية فكان فى يومه وأؤكد أنه ليس بهذا المستوى المبهر بل خدمه الحظ كثيراً على طريقة رمزى صالح فى أولى مبارياته مع الأهلى امام بترول أسيوط ومحمود أبو السعود فى اولى مبارياته مع الأهلى والتى كانت أمام الجونة. النهاية المغرب الفاسي تعادل مع الترجي فى تونس 1-1 وفاز بكأس السوبر الأفريقي مطلع العام الجارى ، أولمبي الشلف الجزائرى سجل هدفين فى الترجي فى تونس بدور المجموعات ، الترجي ليس بالفريق المرعب ، الترجي يفقد جبهة كاملة ، البطولة لم تنتهي بعد.