مدريد 14 ديسمبر كانون الأول (خدمة رويترز الرياضية العربية) - بينما يتعافي ميجيل جارسيا من أزمة قلبية كادت تودي بحياته أثناء مباراة في دوري الدرجة الثانية الاسباني لكرة القدم يمكنه تقديم أن يرجع الفضل في انقاذ حياته لتغييرات في القانون طبقت عقب وفاة لاعب اخر. وجاء سقوط جارسيا خلال مباراة بين فريقه سالامنكا ضد ريال بيتيس في نهاية أكتوبر تشرين الأول الماضي ليمثل أحدث حلقة في سلسلة من الحوادث التي أصابت جمهور كرة القدم الاسبانية بالصدمة. وتوفي انطونيو بويرتا لاعب اشبيلية في المشتشفى بعد ثلاثة أيام من سقوطه خلال مباراة في دوري الدرجة الأولى الاسباني عام 2007 بينما كان عمره 22 عاما وأدت وفاته لسن قانون جديد يلزم جميع أندية دوري الدرجة الأولى والثانية بتوفير أجهزة لعلاج الأزمات القلبية في ملاعبها. ونجا روبن دي لاريد لاعب ريال مدريد بعد سقوطه خلال مباراة في كأس الملك في أكتوبر تشرين الأول 2008 وأعلن الشهر الماضي أنه سيتبع نصيحة أطباء بعدم العودة لكرة القدم كلاعب وسيتجه بدلا من ذلك لمجال التدريب. وتوفي داني خاركي لاعب اسبانيول على نحو مفاجيء في غرفته بفندق أثناء معسكر تدريبي للفريق في 2009 ويحاول سيرجيو سانشيز لاعب اشبيلية العودة بعد خضوعه لجراحة لعلاج مشكلة في القلب اكتشفها الأطباء في يناير كانون الثاني. لكن جارسيا (31 عاما) لن يعود للملاعب بعدما أبلغه أطباء بضرورة الابتعاد عن لعب كرة القدم. ويقول خبراء إن المشكلة لا تقتصر على اسبانيا وحدها لكن رابطة اللاعبين في البلاد تريد تعميم قاعدة توفير أجهزة لتنظيم ضربات القلب وطبيب على جميع الأندية في مسابقات الأندية الأدنى. وقال خيسوس دياز بيراموس نائب رئيس رابطة اللاعبين لرويترز "لا يعتقدون بوجود مزيد من الحالات في اسبانيا ويرون أن المشكلة سببها الشهرة التي تتمتع بها مسابقة الدوري.. لكن الحقيقة هي وجود عدد من الحالات ولا يفصل بينها وقت طويل. نتحدث أيضا عن الدرجتين الثالثة والرابعة من دوري كرة القدم. لا تحظى هذه الحالات بنفس الشهرة لكن حدثت سبع أو ثماني حالات (سقوط في أرض الملعب) هذا العام." وستنفق اسبانيا الفائزة بكأس العالم هذا العام جزءا من إيرادات مباراتها الدولية المقبلة في التاسع من مارس اذار المقبل لتوفير أجهزة لتنظيم ضربات القلب وملاعب تدريب. وقارنت رابطة اللاعبين الاسبان بين وضع اللاعبين في البلاد وفي بلدان أخرى. وقال دياز بيراموس "نحن جميعا بحاجة للبحث معا عن حلول. الأمر صعب لأن التشريع مختلف في كل بلد لكن كرة القدم تدر دخلا كبيرا لذلك ليس بكثير أن نطالب بإنفاق جزء من هذا المال على هذه القضية. ستكون طريقة جيدة لإنفاق المال." وقال اراسيلي بورايتا طبيب أمراض القلب وهو عضو مجلس رياضي تديره الحكومة إن بلدانا أخرى تعاني من مشاكل مماثلة. وقال بورايتا لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "عدد الحالات في اسبانيا لا يزيد عنها في بلدان أخرى. حدث فقط أن وقعت حالات أكثر تسلطت عليها الأضواء. تركز وسائل الاعلام على هذه الحالات لكن ليس حقيقيا أن في اسبانيا حالات أكثر مما هو موجود في بلدان اوروبية أخرى أو في بقية العالم." وأضاف "النسبة متماثلة تقريبا. هناك نحو 20 حالة كل عام وهو عدد منخفض للغاية مقارنة بعدد السكان البالغ 48 مليون نسمة. جميع الدراسات التي أجريت حتى الان تظهر وجود نحو حالة واحدة لكل مليونين و300 ألف من الرياضيين تحت 35 عاما. حالات بويرتا وخاركي وجارسيا ودي لاريد كانت لها أسباب طبية مختلفة. بدأت جميع هذه الحالات بأزمات قلبية (خلل في ضربات القلب) تسبب في توقف عمل القلب والجهاز التنفسي لكن هناك دائما نهاية متشابهة. كانت الأسباب مختلفة." ومنذ وفاة بويرتا وسعت اسبانيا قواعد اختبارات اللياقة البدنية الإجبارية للرياضيين لتطبق في كرة القدم وكرة السلة. وقال بورايتا إن الحكومة كانت تسعى لتوسيع نطاق مثل تلك الاختبارات سريعا لتشمل الرياضيين المتنافسين في مسابقات على المستويين الإقليمي والوطني بحلول عام 2020 ومن ثم تطبق في جميع الأماكن الرياضية مثل صالات التدريب. وقال ستيف فينان لاعب منتخب ايرلندا السابق والذي لعب إلى جوار خاركي وسانشيز في موسم 2008-2009 إن التدريب في اسبانيا مماثل لما هو عليه في انجلترا حيث سبق له اللعب في صفوف أندية فولهام وليفربول وبورتسموث. وقال فينان لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "لا يمكنني القول إن هناك شيئا مختلفا. لقد لعبت في اسبانيا لعام واحد. في انجلترا لعبت تحت قيادة مدربين اسبان ومدربين فرنسيين وكانت التدريبات متشابهة تماما." وأضاف "حين وقعت عقدا مع اسبانيول خضعت لاختبار قاس.. قد يكون أقسى اختبار خضعت له في حياتي. ربما كان السبب هو سني." وتابع "خاركي وسانشيز كانا صغيري السن ولائقين. يمكنني أن أتذكر أنهما كانا من أفضل اللاعبين لياقة في الفريق. يدل هذا على أنه مهما كان مستوى لياقتك فإن هذا قد يحدث لأي شخص." س ب - م ف غ (ريض) arsp