بدأت الدول الكبرى في العالم عزل روسيا بسبب اقتلاع إقليم القرم وضمه إليها، فيما بدأت موسكو رسميًا الاستعداد لهروب أكثر من 70 مليار دولار من البلاد بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي، وخوفًا من الانزلاق لحرب في أوكرانيا. وذكرت "العربية. نت" عبر موقعها أن مجموعة الثماني أعلنت أنها ستعقد مؤتمرها المقرر في حزيران/ يونيو المقبل في مدينة بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوربي، بدلًا من مدينة سوتشي الروسية التي كان مقررًا أن تستضيف القمة، لتنعقد القمة بسبع دول بدلًا من ثمانية مع غياب روسيا عن القمة، فيما ستستمر العقوبات المالية التي أقرتها الدول الغربية احتجاجًا على ضم إقليم القرم إلى روسيا. وقال نائب وزير الاقتصاد الروسي أندرو كليباتشي إن التوقعات تشير إلى أن الربع الأول من العام الحالي 2014 سينتهي بهروب ما بين 65 إلى 70 مليار دولار، وذلك مع تنامي المخاوف من تشديد العقوبات الغربية على روسيا. وكان العام الماضي 2013 قد شهد خروج نحو 63 مليار دولار من روسيا، فيما كانت الحكومة الروسية تجري مشاورات قبل أيام لضخ 50 مليار دولار في الأسواق لمواجهة العقوبات الغربية، وهو ما يعني أنه في حال ضخ هذا المبلغ فلن يغطي ما خسره الاقتصاد الروسي من رءوس أموال خلال العام الماضي وحده، وليس فقط ما غادر خلال الربع الأول من العام الجاري. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لن تشارك في قمة مجموعة الثماني المقرر أن تنعقد في حزيران/ يونيو المقبل، لكنه أشار إلى أن "مجموعة الثماني تمثل ناديًا غير رسمي، والعضوية فيه أيضًا غير رسمية، ولذلك فمن غير الممكن طرد أحد منه". وقلل لافروف من أهمية مجموعة الثماني، مشيرًا إلى أن لا معنى لها في ظل وجود مجموعة العشرين التي تمثل الاقتصاد العالمي في مجملها. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت فرض عقوبات على مسؤولين وشركات ومؤسسات روسية، من بينها "بنك روسيا" الذي قالت واشنطن إنه المصرف الشخصي للمسؤولين في موسكو. وتشهد أسواق الأسهم والسلع والسندات في العالم اضطرابًا وحالة من الترقب منذ إعلان العقوبات الأمريكية على روسيا، كما تسود الأسواق حالة من القلق بسبب انعكاسات العقوبات الاقتصادية على روسيا. وقال وسيط عقاري في لندن ل"العربية نت" إن المستثمرين الروس هم أكثر المشترين في السوق العقاري ببريطانيا، كما أنهم أكثر المستثمرين من حيث العدد، مشيرًا إلى أن "العقوبات أشاعت أجواء من القلق في الأسواق ببريطانيا خصوصًا وأوربا عمومًا". وبحسب الوسيط فإن الخشية هو أن يواجه المستثمرون الروس قيودًا في نقل أموالهم أو التحكم فيها، أو يقوم بعضهم بسحبها خوفًا من أن يتم تجميدها، وهذا كله من الممكن أن يؤثر سلبًا على أسواق أوربا، كما يؤثر على الأسواق الروسية بالضبط. يشار إلى أن سوق الأسهم الروسية مني بخسائر كبيرة منذ فرض العقوبات الأمريكية، كما مني الروبل الروسي بخسائر كبيرة نسبيًا أمام العملات الأجنبية في أسواق التداول بالعالم.