الخبراء السياسيون أكدوا على دوره الكبير في انتقال السلطة ل«مبارك».. وبرنامج تطوير الصواريخ أغضب «البيت الأبيض» الرجل الذي تربع في قلوب الملايين فكافأه مبارك ب«شلوت لفوق» حصل على اجازة القادة للتشغيلات المدفعية رفض الانقلاب على مبارك المصادر.. تقارير صحفية في حالات ليست كثيرة، يحصل الرجل الثانى على فرصة ذهبية بإمكانية وصوله لمنصب الرجل الأول بترحيب شعبي، هذا هو ما جرى في حياة الراحل المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، آخر وزير للدفاع في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأولهم في عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فالرجل زادت شعبيته للدرجة التي جعلت مبارك يخشاه ويخرجه من منصبه لمنصب أعلى دون صلاحيات فيما أبدع المصريون في وصفه بأنه «شلوت لفوق». ولد المشير أبوغزالة في مركز الدلنجات بالدقهلية عام 1930، وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949، حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية «ستالين» بالاتحاد السوفيتى سنة 1961، وهو أيضًا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة، وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، وكان أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار. ويرى أغلب المحللين أن أبوغزالة كان له الأثر الأكبر في انتقال السلطة إلى مبارك، وأحد الدعائم التي استقر عليها النظام حتى عام 1989، وطبقًا لرواية اللواء محمد فريد حجاج، أحد الأصدقاء المقربين للمشير، فإن الحزب الوطنى أراد بعد أحداث المنصة استطلاع رأى القوات المسلحة في ترشح مبارك الذي كان نائبًا للرئيس السادات، كان رد المشير أبوغزالة هو أن القوات المسلحة ليس لها رأي، ومن يختاره الشعب سيكون القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورفض أبوغزالة أن يكون هناك أي تدخل للقوات المسلحة. كانت الفرصة متاحة ل»أبوغزالة» أثناء تمرد قوات الأمن المركزى في 1986 للانقلاب على مبارك، ويصبح بذلك الرجل الأول، حيث قام مبارك بإصدار أوامره للجيش بالسيطرة على العصيان، وانتشرت الدبابات داخل القاهرة، وكل ما كان يتطلبه الأمر للانقلاب هو ضابط يلقى بيانًا باسم أبوغزالة في التليفزيون الذي وتتولى القوات المسلحة تأمينه، وطبقًا لرواية حجاج فقد قام 4 وزراء بمقابلة أبوغزالة أثناء هذا التمرد، مطالبينه بتولى السلطة والإطاحة بمبارك إلا أنه رفض وصرفهم من مكتبه بهدوء، حيث قال لهم أنا لا أطمع في أن أكون رئيس جمهورية، وليس لديّ هذا الطموح، كل طموحى أن تكون قواتنا المسلحة أقوى قوة بالشرق الأوسط». تخوف مبارك من أبوغزالة زاده تخوف الولاياتالمتحدة منه، إذ كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ طويلة المدى بين الأرجنتينوالعراق ومصر باسم كوندور-2، وتحدثت هذه التقارير عن محاولات لحصول المسئولين عن البرنامج على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير مشروعة وعن صلة ما ل»أبوغزالة» بهذا الملف، ويرجح محللون أن الولاياتالمتحدة أملت على مبارك إقالة أبوغزالة، مستدلين على ذلك بما أعلنه مسئولون أمريكيون بعد 6 أشهر من الإقالة أن القاهرة أنهت تعاونها مع العراقوالأرجنتين في مجال تكنولوجيا الصواريخ. وفى كتاب «مبارك زمانه ورجاله من المنصة إلى الميدان» للكاتب محمد حسنين هيكل قال هيكل إنه حين سأل مبارك بعد حادث تمرد الأمن المركزى ماذا إذا تمردت القوات المسلحة؟ فرد عليه بأن زمن الانقلابات العسكرية انتهى، وأن المشير قال له بعدها تحدَّث إلى أبوغزالة، وأن من ضمن ما قال: «إن هناك من يتآمر عليه عند الرئيس «مبارك»، يصورون للرئيس أنه يرى نفسه أجدر بالرئاسة منه». لم يكتف مبارك بخروج أبوغزالة من منصبه، فجاءت الحرب الإعلامية ضد الرجل بقضية «لوسى آرتين» وهى سيدة أرمينية كان بينها وبين زوجها العديد من القضايا، وكانت ابنة رجل أعمال يقوم بتنفيذ أعمال بناء للقوات المسلحة، وتجمع بين أبوغزالة وأبيها علاقة صداقة، وقد اتهمها والد زوجها بأنها تستغل علاقاتها وتقوم بتقديم الرشاوى الجنسية لعدد من الشخصيات العامة للحصول على حكم ضد زوجها، وتم ترويج شائعة مفادها أن علاقة جمعت بين المشير وبين لوسى مقابل استغلال نفوذه لصالحها كانت السبب في الإطاحة أبوغزالة من منصبه. ورغم رحيل أبوغزالة عن أي منصب في فبراير عام 1993 لكنه ظل في منصب مستشار رئيس الجمهورية الذي تم تعيينه فيه بعد إقالته من منصب وزير الدفاع حتى ذلك التاريخ، فإنه وقبل انتخابات 2005 بعد وصول خبر نية أبوغزالة للترشح لرئاسة الجمهورية اتصل به مبارك لسؤاله عن نيته للترشح من عدمه، وبعد تلك المكالمة حاولت جماعة الإخوان الاتصال به عن طريق اللواء الراحل منير شاش، وكان من أقرب أصدقاء المشير أبوغزالة، وتم ذلك عن طريق أحد الصحفيين الذي اتصل باللواء شاش ونقل له رغبة الإخوان أن يترشح أبوغزالة وعزمهم مساندته لهم في تلك الحالة.