كل مصر محسوبة على النظام القديم.. والعبرة لأى شخص ماذا قدمت واستفدت المهندس هانى حسن أبوريدة.. علامة مهمة فى كرة القدم المصرية والأفريقية والعالمية.. لم يهبط بالباراشوت إنما بدأها، من رئيس منطقة بورسعيد مرورًا بكل المواقع داخل اتحاد الكرة المصرى من عضو مجلس إدارة لأمين صندوق لنائب رئيس الاتحاد ثم رئيس للاتحاد، يهوى العمل فى صمت ويكره الضوضاء ويعزف عن الظهور فى وسائل الإعلام، نجح فى قيادة تنظيم أكبر بطولتين فى تاريخ الرياضة المصرية سواء بطولة الأمم الأفريقية عام 2006 أو مونديال الشباب عام 2009.. لم يشفع له كل ذلك وتعرض مؤخرًا لعملية تشويه تاريخه الرياضى بهدف إبعاده عن الساحة الكروية.. واللقاء مع المهندس هانى أبوريدة جاء شاملًا ليرد على جميع التساؤلات والاستفسارات ويضع النقاط فوق الحروف..
قرار انسحابك من انتخابات اتحاد الكرة على منصب الرئيس برغبة شخصية منك أم نتيجة إجبار من أحد؟ - بالطبع هو رغبة شخصية بعد أن فضلت الصالح العام على مصلحتى الشخصية؛ لأنه كان أمامى طريقان للسير فى أحدهما، إما الاستمرار فى الانتخابات والشرعية أو تعريض الكرة المصرية لما لا يحمد عقباه. نريد توضيحًا أكثر لهذا الموضوع؟ - قانون الهيئات الرياضية الموجود فى مصر، قانون بالٍ مر عليه أكثر من 53 سنة، ومازلنا نتمسك به، رغم أن لوائح اتحاد الكرة تتبع الفيفا التى تعتبر الجهة الشرعية الوحيدة التى تدير الكرة فى العالم، والحقيقة أن لوائح الفيفا تسمح لى بالترشيح، فى حين أن اللوائح الداخلية تتفنن فى إبعادى وكان هذا يعنى إما الاستمرار فى مشوارى وليحدث ما يحدث أو تجنيب اتحاد الكرة عملية توقيع عقوبات من قبل الفيفا؛ لأن استبعادى معناه تدخل الدولة فى شئون الاتحاد، وهو ما جعلنى أفكر فى الانسحاب، وما يثير فخرى أن هناك 171 خطابًا رسميًا من الجمعية العمومية وصل للفيفا ليؤيدوا استمرارى فى الانتخابات، وهو وسام على صدرى، وأرى أن زملائى فى اتحاد الكرة تولوا قيادة الكرة المصرية فى ظروف غاية فى الصعوبة، وأتمنى لهم التوفيق. معنى هذا أن وزارة الرياضة تتدخل فى عمل اتحاد الكرة.. فماذا يعنى هذا؟ - نعم مازلنا متمسكين بالمركزية فى إدارة الأمور، رغم أن العالم المتقدم سبقنا كثيرًا فماذا يعنى أن وزير الرياضة يراجع ملف البث الفضائى أو كراسة شروط مناقصة ملابس المنتخب.. بصراحة أمر يدعو لإثارة الدهشة وكيف يقبل اتحاد الكرة هذا الأمر، والمفروض أنه سيد قراره وحق أصيل له.. لكن هناك من يقول إنك تدير اتحاد الكرة من الباطن تمرر كل القرارات التى تريدها هناك بسهولة.. فما رأيك؟ - لا أقبل على نفسى ذلك، ولا أقبل على الزملاء باتحاد الكرة هذا الأمر ولم أتدخل من قريب أو بعيد فى اتحاد الكرة وأسمع وأشاهد مثل أى مواطن عادى، فهناك تشكيلات المناطق وتعيينات حدثت لم أعرف بها إلا من وسائل الإعلام. صفتك الدولية تمنحك الحق فى حضور اجتماعات مجلس الإدارة وعضوية مجلس الإدارة.. فلماذا لا تحضر؟ - ليس لدى وقت للحضور والجميع يعلم أن أى قرار أريده أنفذه بالأغلبية؛ لأن كل أعضاء مجلس الإدارة أصدقائى، وأفراد قائمتى ولكن أفضل أن أمنحهم الحرية فى اتخاذ القرار المناسب. كلامك هذا يلمح إلى شىء معين خاص بمجلس إدارة اتحاد الكرة.. هل توقعى صحيح؟ - رغم احترامى الكامل مجلس الإدارة الحالى، فإنهم شباب يفتقدون الخبرة المناسبة، ولكن مع الوقت يكتسبونها، ولابد أن يكون عضو مجلس الإدارة ملمًا بكل اللوائح، وعلى مسئوليتى فإن زمن الموهوبين إداريًا انتهى. إلى أين تذهب الكرة المصرية فى ظل الأوضاع الحالية؟ - أرى أن هناك صعوبات كثيرة ودائمًا بالمنطق تتراجع الرياضة بعد الأحداث المهمة سواء الثورات أو الحروب، وهذا حدث بعد نكسة 67 وفى الكويت بعد غزو العراق عام 09 والكرة الإيرانية بعد الحرب العراقية ودائمًا تحتاج إلى قرابة 5 سنوات حتى تسترد عافيتها ورغم ذلك فلدى تفاؤل كبير بالوصول للمونديال. البعض يتحدث عن ضرورة تطهير الساحة الرياضية واستبعاد الوجوه القديمة وأنت منها.. فما تعليقك؟ - ألم يأت الرئيس محمد مرسى بالانتخابات فلماذا نتمسك بالديمقراطية فى مكان ونتجاهلها فى مكان آخر.. ألم تكن الديمقراطية مطبقة فقط فى الرياضة طوال عقود ماضية، وهى المساحة والمتنفس للجميع طوال الحقب الماضية.. هل يقول أحد إن رئيس ناد وصل مكانه بغير طريق الديمقراطية. هناك اتهام موجه للمهندس هانى أبوريدة بأنه تدخل لصالح المصرى البورسعيدى فى قضية الفيفا ولهذا أنت عدو دائم للألتراس من وجهة نظرهم.. فما ردك؟ - لابد أن أركز على جزئية مهمة فى البداية، وهى أننى أفتخر بانتمائى لبورسعيد التى هى جزء غال من مصر وعروقى تجرى فيها دماء البورسعيدية وهو مصدر فخر لى ولكن لابد أن يعلم الجميع حقائق لا تقبل الشك ومثبتة فى دفاتر النادى الأهلى وترد على المزايدين، وهى أن أكبر مبلغ تعويضات لشهداء مذبحة بورسعيد كانت عن طريقى وبمبلغ 4.2 ملايين جنيه وبناءً على الطلب الذى تقدمت به للفيفا. وهى ملف الأمم الأفريقية 2006 ومونديال 2009 اللتان أشرفت عليهما وكنت رئيسًا للجنة المنظمة.. من حين لآخر بصدور بيان من وزارة الرياضة بإحالة ملف المخالفات إلى النائب العام وهناك من يؤكد وجود مخالفات.. فما رأيك؟ - أولًا ملف تنظيم الأمم الأفريقية 2006 ومونديال 2009 هو وسام على صدر كل مصرى فبطولة 2006 حققت أرباحًا بلغت 18 مليون جنيه ومونديال 2009 حقق أرباحًا 23 مليون جنيه. البعض يتهمك بأنك محسوب على النظام السابق.. ولهذا وصلت إلى ما وصلت إليه.. فما ردك؟ - كل مصر محسوبة على النظام القديم، ولكن العبرة لأى شخص ماذا قدمت؟ وماذا استفدت؟ الأكثر من ذلك أن المحترم فى كل العهود والأنظمة ومن يريد أن يعرف، فعليه أن يسأل عن جذورى وعائلة أبوريدة التى أفخر بالانتماء إليها.. الأهم هل يشك أحد فى نجاح هانى أبوريدة لو أقيمت انتخابات مجلس الشعب غدًا؟ أقولها بصراحة، مع احترامى للجميع: إن هانى أبوريدة لو رشح نفسه فى أى دائرة ببورسعيد، ينجح دون أن يذهب إلى بورسعيد، وهذا ليس غرورًا، ولكنه ثقة وعلاقات متينة مع أهلى فى بورسعيد، مهما كان حجم المنافس الذى يواجهنى.