جاء نجاحه بالتزكية في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم ضربة موجعة لكل من حاربه أو حاول النيل منه في الفترة الأخيرة، خاصة أن الدول الأفريقية عن بكرة أبيها رفضت الترشيح ضده في الانتخابات بإجماع غير مسبوق، كشف عن فضيحة إعلان الحرب علي الرجل من بين أبناء بلده في محاولة لهدمه وخسارة مصر لمنصبه الرفيع والمهم في الاتحادين الأفريقي والدولي. المهندس هاني أبوريدة، عضو اللجنة التنفيذية للاتحادين الدولي والأفريقي حتي 2017 التقيناه في حوار صريح جداً، فكشف العديد من الأمور التي فجرتها انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة، كما كشف حقيقة خلافاته مع العامري فاروق وزير الرياضة، وعلي عكس ما توقعناه كان الرد هادئاً واثقاً غير صادم، ولكنه لم يستطع إبداء حزنه علي موقف أبناء وطنه منه ومحاولة النيل منه رغم ما تكبده من مجهودات علي جميع المستويات للفوز بمقعديه الدولي والأفريقي وإعادة مصر بقوة للاتحاد الدولي «الفيفا». *سألته: هل كانت الخلافات الشخصية سبب الحرب علي «أبوريدة» في انتخابات الجبلاية.. أم الرأي العام الكروي وتحديداً الألتراس الأهلاوي؟ - حتي أكون دقيقاً وبعيداً عن الدبلوماسية التي ينتهجها البعض لإخفاء حقيقة أفعالهم فإن الحرب التي تعرضت لها كانت حرباً شخصية بحتة هدفها الأول هو إبعاد «أبوريدة» عن اتحاد الكرة بأي طريقة.. وللأسف هؤلاء نجحوا في تشويه الصورة بتسريب أخبار كاذبة ومغلوطة عن دوري في قرار الاتحاد الدولي ثم المحكمة الرياضية لتخفيف عقوبة المصري البورسعيدي وهؤلاء يعرفون جيداً أن هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة ولكنهم كانوا يهدفون من ورائه لإثارة جماهير الألتراس الأهلاوي ضدي وإيهام المسئولين في الدولة أن ترشحي سيفجر ثورة غضب في الشارع. * ولكنك لم تتراجع في البداية واستمر ترشيحك حتي تم استبعادك من الانتخابات بقرار لجنة التظلمات؟ - نعم.. رفضت التراجع لأنه يعني أن ما يثار كلام صحيح، وأنني أخشي أحداً، خاصة أن الشرعية الحقيقية كانت في صفي من خلال أكثر من خمسة ملايين شخص يمثلون ما يقرب من 200 ناد، هم أعضاء الجمعية العمومية، وكان من الطبيعي أن استمر للحفاظ علي حقوق الأندية التي ساندتني بقوة، ويكفي أن أقول لك إنه لأول مرة في تاريخ «الفيفا» يحدث مع أحد أعضائه ما حدث معي من تأييد غير مسبوق من أعضاء الجمعية وكان أعضاء الاتحاد الدولي في حالة ذهول بوصول 171 خطاب تأييد لي من الأندية المصرية خلال 24 ساعة. * ولكنك تراجعت وانسحبت وهو ما وصفه العامري فاروق وزير الرياضة بأنه محاولة منك لارتداء ثوب البطولة وأنه لم يمنعك من التقدم بدعوي قضائية؟ - أولاً.. لا تعليق علي كلام «العامري».. ولكن تعال نراجع الموقف من البداية إلي النهاية الأندية المصرية أيدت موقفي من البداية، وعندما تم استبعادي رفضت الجمعية العمومية الأمر، وأرسلت 171 خطاباً للاتحاد الدولي أكدت مخالفة القرار للوائح وأنه انتهاك للشرعية، ومن خلال دراسة الاتحاد الدولي للأمر تأكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة موقفي وبطلان موقف لجنة الطعون والجهة الإدارية، وهنا لو تمسكت بحقي وأرسلت شكوي الجبلاية فإن القرار الوحيد هو إيقاف مصر لأن المرة الثالثة التي تخالف فيها الدولة اللوائح وبالتالي فلا يوجد مجال للإنذار أو التحذير بل إن الإيقاف هو سيد الموقف. أما بخصوص الدعوي القضائية وثوب البطولة فإنه علي ما يبدو أن الوزير لا يعرف أنني عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي الذي ترفض لوائحه اللجوء إلي القضاء بل ويرفض الاعتراف بأحكام القضاء ويتمسك باللوائح المنظمة للاتحاد المعتمدة من الجمعية العمومية للاتحادات الأهلية وأقرها «الفيفا» وأني يجب أن أكون الأحرص علي الالتزام بالأمر والحفاظ علي لوائح الفيفا وأيضاً دون تعريض بلدي لأي مشاكل أو مواجهات فاشلة وغير محسوبة. * أين الحقيقة في إدارة «أبوريدة» لاتحاد الكرة الجديد، وما يقال عن أن جمال علام الرئيس الحالي مجرد ديكور؟ - أنا زهقت من هذا الكلام لأنه بصراحة محاولة جديدة لإسقاط هذا الاتحاد، خاصة بعد أن اكتسحت قائمتي الانتخابات، والحقيقة أنني لم أمارس أي ضغوط علي الاتحاد الحالي في أي قرار والدليل ببساطة أن علاء عبدالعزيز صديق عزيز عملت معه سنوات طويلة ومع ذلك لم يتم اختياره لمنصب المدير التنفيذي، علماً بأنني ليست مبالغاً في كلامي هذا أنني لو تدخلت وأوضحت لزملائي في الاتحاد إمكانيات «عبدالعزيز» كان اختياره سيكون مؤكداً لكنني رفضت والتزمت الصمت أمام كل الاتهامات التي كانت تستعمل ضدي في هذا الأمر. * ولماذا لا تحضر اجتماعات مجلس الإدارة بصفتك الدولية؟ - هناك فهم خاطئ لدور العضوية الدولي في الاتحادات المحلية لأن الصفة الدولية تعني أنني أكون حاضراً لما يكون في المجلس في حاجة لي لأن الارتباطات الدولية في «الفيفا» و«الكاف» تجعلني متغيباً لفترات طويلة لأنني لو كنت ممثل مصر فقط في الاتحاد الأفريقي فإنني مندوب عن كل الدول الأفريقية في الاتحاد الدولي، وهذا يجعل المهمة صعبة للغاية، وسط ارتباطات عديدة لا تجعلني متواجداً بصفة مستمرة، بصراحة الموضوع كبير جداً ولكن يبدو أن البعض لا يفهم أو لا يقدر الأمر. * البعض يتهمك بأنك عملت ضد الأهلي مؤخراً.. أين الحقيقة؟ - هذا الكلام يؤكد النوايا السيئة ضد «أبوريدة» لأن أصحاب القرار من أبناء الأهلي المحترمين يعرفون جيداً حجم ما قدمته للأهلي في الفترة الأخيرة ولن أكون مبالغاً إن قلت إن الأهلي ادلع كثيراً سواء في «الكاف» أو «الفيفا» وسط دعم قوي من «أبوريدة»، حتي إن العقوبة الأخيرة التي تم توقيعها من «الكاف» علي الأهلي بتغريمه 20 ألف جنيه لوضع صور شهداء مذبحة بورسعيد في مدرجات ملعب برج العرب بالإسكندرية خلال لقاء الأهلي والترجي كانت محددة ب 200 ألف جنيه، وكان هناك إصرار علي دفع الأهلي للغرامة إلا أنني أجريت العديد من الاتصالات لشرح حقيقة الأمر وأهميته للنادي وجماهيره حتي تم تخفيض المبلغ بنسبة 90٪. وأحب أن أقول لمن يدعي أنني حاربت الأهلي وعملت ضد شهداء بورسعيد، ماذا قدمتم أنتم لهؤلاء الشهداء وأسرهم في الوقت الذي نجحت في الحصول علي مبلغ 400 ألف دولار لصالح أسر الشهداء بواقع 250 ألف دولار من الفيفا و150 ألف دولار من الكاف، هذا هو هاني أبوريدة وحربه مع الشهداء، فماذا قدمتم أنتم بكل مواقفهم المغلوطة. * ما حقيقة دعوة المصالحة بينك وبين العامري فاروق؟ - لا أنكر أنه كانت هناك محاولات عديدة لإنهاء الخلافات وتقريب وجهات النظر من بعض أبناء المنظومة الكروية في مصر ولكنها باءت بالفشل تماماً ولم تنجح المحاولات في تقريب وجهات النظر. * ولكن أثير مؤخراً كلام عن عقد جلسة صلح بين العامري واتحاد الكرة بمباركة أبوريدة.. فما صحة هذا الكلام؟ - كالعادة.. كلام ولكن الحقيقة أنني لا أعرف أي شيء عن وجود مصالحات بين الاتحاد والعامري، بل إنني أرفض التدخل في الأمر، لأنه يخص الاتحاد وحده وهو صاحب الحق الأصيل في إدارة أموره بالطريقة التي يتفق عليها أعضاؤه. * هناك اتهامات عديدة إلي هاني أبوريدة بسبب اختياره ودعمه لمجموعة العمل الحالية للاتحاد وسط تأكيدات بفشلها في إدارة الأمور وخلافاتها المستمرة.. كيف تري الأمر؟ - والله حرام هذا الكلام.. المجموعة الحالية يعمل معظم أعضائها للمرة الأولي في الاتحاد ومن الطبيعي أن تكون الخبرة شبه معدومة، وبالتالي فإنهم في حاجة إلي وقت وعمل، بالإضافة إلي الظروف الحالية للبلاد والتخبط في مواعيد عودة الدوري وسط تأكيدات بإلغائه وهجوم مكثف علي الاتحاد وكأنه المسئول عن الأمر مع أن الحقيقة واضحة تماماً بأن القرار ليس في يد الاتحاد أو حتي وزير الرياضة وأن الأمر أكبر من ذلك كثيراً.. وأنا علي مسئوليتي أؤكد أن المجموعة الحالية تمتلك مقومات علي أعلي درجة لإدارة شئون الكرة المصرية وسوف يظهر هذا واضحاً مع استقرار حال البلاد. * كيف تري مستقبل الكرة المصرية؟ - رغم كل الأحداث التي تمر بها البلاد حالياً إلا إنني متفائل من التأهل لنهائيات المونديال، وده مش كلام للاستهلاك ولكن هناك شواهد كثيرة أهمها أننا نملك مجموعة متميزة من اللاعبين حالياً قادرة علي التأهل، الأمر الثاني هو وجود الرجل الشجاع بوب برادلي علي رأس الجهاز الفني وهو مدرب محترم فاهم يعشق عمله ويسعي لتحقيق إنجاز مع الفراعنة لأنه مؤمن جداً بقدرات هذا الشعب العظيم. ولكن أحب أن أشير إلي أمر مهم جداً وهو ضرورة الفصل بين العمل السياسي والرياضة، لأن الرياضة لن تستقيم أبداً بتدخل السياسة فيها، وهذا الأمر أيضاً لن تسمح به الاتحادات الدولية ولا اللجنة الأوليمبية الدولية. * وعلي المستوي العام.. كيف تري أبوريدة الصورة؟ - لا أخفي عليك سراً أنني كنت أبتعد تماماً عن متابعة أي أخبار سياسية حتي بدأت معركة الدستور وبدأت أتابع الأمور وللأسف أن الصورة سواء قبل أو أثناء أو بعد التصويت لا تبشر بالخير وجعلتني أشعر بالغربة والإحباط.