بعد سقوط أقنعة السلمية التي ارتداها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أجل خداع الشعب المصرى، لم يكن أمام مختلف قطاعات الدولة غير التعامل بحذر مع العاملين بها من المنتمين للإخوان في ظل أعمال الإرهاب التي مارستها الجماعة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الشارع المصرى، لا سيما الأماكن الحيوية وفى مقدمتها قطاع الطيران المدنى الذي يعج بخلايا إخوانية تهدد أمن الركاب. مصادر مسئولة كشفت ل«فيتو» أن وزير الطيران المدنى المهندس عبدالعزيز فاضل أصدر تعليماته لقيادات الوزارة بحصر العاملين الذين لهم انتماءات سياسية متشددة بكافة قطاعات الطيران، وخاصة المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، تمهيدا لنقلهم من الوظائف الحساسة إلى وظائف إدارية. وأوضحت أنه تم بالفعل حصر ومتابعة عدد ليس بالقليل في مختلف الشركات، وكانت شركة مصر للطيران أول من قامت باستبعاد 13 ضابط أمن - ينتمون لجماعة الإخوان - من العمل على الطائرات، خاصة بعد أن وردت معلومات أمنية تفيد أن عدد 13 ضابط أمن كانوا من العناصر الفعالة في الإعداد والتنظيم لاعتصام رابعة العدوية. التقارير الأمنية حذرت - بحسب المصادر - قيادات شركة مصر للطيران من هذه العناصر، لا سيما أن وظيفتهم ذات طبيعة حساسة على الطائرة ما قد يؤدي إلى تسهيل عمليات تفجير أو اختطاف طائرات الشركة، والقيام بأعمال إرهابية على غرار تفجيرات برجى مركز التجارة العالمى الأمريكى في أحداث 11 سبتمبر. وأضافت المصادر: إن وزير الطيران طلب من الجهات الأمنية العاملة بمطار القاهرة مده بقائمة أسماء جميع العناصر التي تنتمي إلى جماعة الإخوان من العاملين بالطيران المدني، بالإضافة إلى متابعة هذه العناصر أمنيا وإعداد تقارير دورية عنها ترفع إلى مكتب الوزير مباشرة، مشيرة إلى أن عددا من الأجهزة الأمنية قامت بالفعل بتتبع حركة بعض هذه العناصر الإخوانية ووضعها تحت الملاحظة الأمنية من خلال معرفة خط سيرهم اليومي ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية على مدى اليوم. ولفتت إلى أنه تم رصد محاولة عدد من القيادات - الذين تم استبعادهم خلال الفترة الماضية على خلفية انتمائهم لجماعة للإخوان - تجنيد بعض الموظفين لتشكيل عدد من التكتلات من أجل استخدامها سياسيا عند الحاجة، مثل استخدامها في تعطيل حركة الطيران إذا تطلب الأمر أو إقالة أحد القيادات بالوزارة. أحد خبراء أمن الطيران قال: إن الجماعات الإرهابية قامت بتنفيذ عدد من عمليات اختطاف الطائرات خلال السنوات الأخيرة جميعها كانت بالتعاون مع عناصر داخل شركات الطيران، وذلك بسبب المقابل المادي أو لارتباط هذه العناصر فكريا بالجماعات الإرهابية، مضيفا أن عمليات خطف طائرات مصرية كانت على يد جماعات تتبع نفس ما تنادي به بعض الجماعات الموجودة الآن على أرض مصر، وخير دليل على ذلك ما قامت به منظمة أبو نضال في 23 نوفمبر 1985 عندما اختطف أعضاؤها طائرة شركة مصر للطيران بوينغ 737-266 أثناء رحلتها رقم 648 القادمة من أثينا إلى مطار القاهرة الدولي، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بمطار لوكا الدولي بمالطا، وقاموا بقتل راكب كل ربع ساعة للضغط على الحكومة المصرية لتنفيذ مطالب سياسية إلى أن تمكنت قوة من الصاعقة المصرية من اقتحام الطائرة، والتعامل مع الخاطفين. وأضاف الخبير الأمني أنه تم اتباع عدد من الأساليب الأمنية الحديثة خلال السنوات الماضية كانت سببا في الحد من مثل هذه الحوادث، أهمها تكثيف الإجراءات الأمنية بالمطارات، والاستعانة بأجهزة تفتيش حديثة لمنع صعود أي راكب يحمل أسلحة على ظهر الطائرة، بالإضافة إلى تدريب طاقم الطائرة على التعامل مع مثل هذه الحالات.