برغم كل الاجراءات الوقائية التي يتم اتخاذها علي الأرض، وتزويد الطائرات بالتقنيات المتطورة لسد الثغرات الأمنية اثناء التحليق، فان حوادث خطف الطائرات المدنية ماتزال تمثل هاجسا للجميع: شركات الطيران، الركاب، أجهزة الأمن في الدول التي تتبعها الطائرة أو تلك التي تحلق في سمائها أو المرشحة للهبوط علي أرضها، فضلا عن سلطات الطيران المعنية، وادارات المطارات، و.. و... وفي المحصلة في احتمال تعرض أي طائرة للاختطاف يظل كابوسا يمكن أن يتحول إلي كارثة، مادام اختراق أنظمة التأمين البشرية والتقنية أمرا واردا! فقط حينما يختفي هذا الاحتمال، وتصبح حوادث اختطاف الطائرات مجرد ذكريات من الماضي، يمكن التطلع إلي طيران آمن بعيدا عن نشاط القراصنة والارهابيين، ولكنه أمر مرهون بنجاح علماء الطيران في صناعة طائرة بمواصفات تجعلها عصية علي الخطف. متي تدخل تلك الطائرة الخدمة؟ لا يعد العلماء بموعد يسبق بدايات العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، ولا يدعون للافراط بالتفاؤل، فرغم كل الجهود المبذولة، فإن الناتج سيكون طائرة ذكية تستطيع التحايل والالتفاف والمناورة لكنها لا تستطيع - في النهاية- الافلات بنسبة 001٪ من احتمال تعرضها للاختطاف! ربما تتخذ الابحاث منحي يفاجئ الجميع خلال السنوات القادمة، غير أن المؤشرات حتي الآن لا تبشر بأكثر من خفض المخاطر إلي أقصي معدل، وليس اختفاء المخاطر تماما! »انف الكتروني«.. »شرائح الكترونية«.. »كاميرات حساسة«.. و.. و.. وتقنيات أخري عديدة من شأنها رفع امكانات الطائرة المأمولة إلي درجة غير مسبوقة من الذكاء والحيطة في التعامل مع العناصر التي تستهدف خطفها. ولاشك أن تزويد طائرة المستقبل بما يرفع درجة تأمينها، بصورة استثنائية، لن يكون بمعزل عن سيل من الافكار الثورية الهادفة لانتاج أجيال جديدة من الطائرات بمواصفات فارقة عما شهدته تلك الصناعة منذ انطلاقها وطوال القرن الماضي، والسنوات المنقضية من القرن ال 12. كما أن جهود العلماء في هذا السياق سوف تتقاطع مع الاستفادة من تطور علوم أخري، وتوظيف ثمارها في التوصل إلي أنظمة تقنية تقود إلي انتاج طائرة ذكية يصعب خطفها، ليس هذا فقط ولكن ايضا تأمين الطائرة ضد مخاطر الاصطدام بمبني أو جبل مثلا إذا كان الخاطف ينوي ذلك، بدلا من الاستعانة بمواد متفجرة مثلا. ثمة استحكامات عدة سوف تعزز أمن الطائرة المضادة للخطف، بعضها يعتمد علي شرائح الكترونية تضاهي بطاقة الراكب وبطاقة متاعه، وأخري تتصل بكاميرات قائمة عند نقاط المراجعة، ومداخل الطائرة باستطاعتها التحقق بيولوجيا واحصائيا من هوية الراكب. وبدخول الأخير الطائرة، فإن ثمة أنظمة أخري تتلقفه لتتحقق من وجود أي أثر لمواد متفجرة بواسطة انف الكتروني، ثم نظاما ثانيا لكشف أي تهديد عبر معالجة المعلومات الواردة من أجهزة استشعار بالصوت والصورة من كابينة القيادة يتصل بنظام ثالث لتقييم التهديد وتحديد الرد المناسب لقائد الطائرة. وأخيرا، يستهدف العلماء سد أخطر الثغرات بتأمين باب كابينة القيادة من خلال نظام يمتلك القدرة علي التعرف علي أفراد الطاقم، ثم يتحقق من كون أحدهم لا يفتح باب القمرة تحت التهديد! إلي اللقاء مع أول رحلة طيران عصية علي الخطف في العقد الثالث من القران ال 12.