مصر أقوى من أمريكا.. والإخوان "شراذم" انقسمت الدول بين مؤيدٍى لمصر عقب ثورة 30 يونيو، واعتبرت تركيا سقوط جماعة الإخوان في مصر ضربة موجعة لها، ورأت قطر في سقوط مرسي وجماعته سقوطًا للمشروع الأمريكي الذي تسعى لتنفيذه بالنيابة عن واشنطن، وأمام ذلك وفى المقابل تجمعت عدد من الدول وأيدت الموقف المصري ومنها الإمارات والبحرين والأردن وأيضًا السعودية التي دخلت في تحالف قوي مع مصر لمساندتها في أزمتها، وحول هذه الأحداث ومواقف الدول العربية والغربية تحدث الكاتب نبيل زكي، المتحدث الرسمي لحزب التجمع ل "فيتو".. ما تقييمك لموقف الدول العربية الداعم لمصر في حربها على الإرهاب وفي مقدمتها السعودية والإمارات ؟ - أعتقد أنه موقف مشرف بكل ما تحمله الكلمة من معني، خاصة أنه موقف يؤكد أن هذه الدول مقتنعة تماما بأن مصر حامية المصالح القومية والعربية في المنطقة وفي العالم كله، كما أنه يؤكد أن الدور المصري لا غني عنه أمام العالم باعتبارها صمام أمام العرب مما أوصلهم إلى قناعة أن دعم مصر هو دعم العالم العربي، كما أن هناك دلالة أخرى أكثر روعة وهي أن هذه الدول اكتشفت أن موقف الغرب من مصر عدائي ومغرض ولا يرتكز إلا إلى الأكاذيب والادعاء بالوقوف في وجه الحق.. وماذا عن الدول العربية التي تعادي ما يجري في مصر منذ يوم 30 يونيو مثل قطر؟ - نحن ندرك جيدا أن هذه الدول تريد تحقيق مصالح أخرى ليس من ضمنها مصلحة مصر، وبمعني أدق مصالح إسرائيل وأمريكا من خلال العمل على تدمير وتفكيك الدول العربية، وأعتقد أن علينا ألا نعطي الأهمية لهذه الدول، فمثلا قطر هي قاعدة أمريكية وموقفها معروف، وعلينا أن نتعامل بمبدا فلتذهب قطر إلى ما تريد ولتقل ما تشاء، في حين أننا سائرون في طريقنا نحو القضاء على بؤر الإرهاب والتي ستعتبر صفعة قوية على وجه قطر، خاصة أنه عمل من شأنه تقوية الدولة المصرية كما أنها معركة وجود بالنسبة للمصريين.. فالثورة تسيد .. والاعداء ينبحون. وهل تعتقد أن التحالف العربي وخاصة المصري السعودي قادر على مواجهة نفوذ الولاياتالمتحدة ؟ - بالطبع قادر على هذه المواجهة خاصة أن الغرب يحتاج إلى الدول العربية في الحصول على النفط، وبالتالي فالولاياتالمتحدة تخشي عدم الحصول على هذه السلعة الأساسية من الدول العربية وهو الأمر الذي يجعلها لا تتخذ مواقف معادية من دول عربية مهمة وخاصة مثل مصر أو السعودية. وكيف يمكن ترتيب اولويات الأمن القومي العربي في مواجهة محاولات الاختراق الدولية على ضوء ذلك التحالف ؟ - في البداية الأمر برمته يتوقف على صمود مصر وإصرارها على موقفها في أن تمضي قدما في سبيل القضاء على أوكار الإرهاب وأن تبذل الجهود لتثبت للعالم سلامة موقفها، ولا يتوقف على مسالة من اقتنع ومن لم يقتنع خاصة أن التمسك بالدفاع عن الأمن القومي المصري ضد الإرهاب سيؤكد لأي دولة تحاول التدخل في الشأن المصري أننا أقوياء وأننا لا نحمي مصر فقط من الإرهاب وإنما نحمي العالم كله، وكأننا نقول للولايات المتحدة إننا نعاقب من قام بأعمال إرهابية ضدها في 11 سبتمبر لأننا في الحقيقة في موقف القوى. وهل تعتقد أن هناك خطرًا خارجيًا يهدد مصر؟ - لا يوجد أي خطر خارجي على مصر، فالخوف من التدخل المسلح على سبيل المثال ليس له وجود خاصة أننا الآن لسنا في زمن دبلوماسية البوارج الحربية، كما أن الخوف من الولاياتالمتحدة ليس له مبرر؛ لأن هذه الدولة فشلت في أفغانستان ووصلت إلى مرحلة تترجي فيها حركة طالبان عدوتها السابقة للمشاركة في الحكم هناك كما أنها فشلت في فيتنام والعراق، وهو ما يؤكد أن الولاياتالمتحدة لم تعد القوة الجبارة في العالم، بل على العكس فالإدارة الأمريكية لا تحترم إلا الدول التي تقول لها "لا"، أما الدول المضمون ولاؤها وسيرها في الفلك الأمريكي فلا قيمة لها عندهم، وبشكل عام أعتقد أن العالم كله في وقت لاحق سيعترف بأنه أخطأ في حق مصر حينما يعرف أنه اتخذ موقفًا داعمًا الإرهاب ومعاديًا لمصر. وفي رأيك كيف سيكون تصرف التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين خاصة مع توالي سقوط قياداته في قبضة الأجهزة الأمنية؟ - التنظيم الدولى للإخوان ما هو إلا مجموعة من ممثلي أجهزة المخابرات الغربية لأنه في الحقيقة لا يوجد ما يسمي فعليا "تنظيم الإخوان الدولي" وشخصياته مجرد أدوات تنفذ فقط ما يطلب منها فعلي سبيل المثال حينما اجتمع ممثلو المخابرات الغربية في إسطنبول لمناقشة الأوضاع في مصر خرجوا إلى محاولات لتقسيم الجيش المصري وهم لا يدركون أن ذلك أمراً مستحيلاً يظهر أنهم في الحقيقة يعيشون في أوهام، وشخصيًا أعتقد أنهم ليسوا بالوزن والقوة التي يدعونها فهم مجرد شراذم لا قيمة لهم وفشلوا في أي مكان في العالم. وهل تثق ألا يقدم الإخوان على أي مؤامرة دولية للنيل من مصر بعدما أطاح الشعب بحكمهم؟ - الإخوان استنفدوا كل أدواتهم المحلية والدولية وسيعودون كما كانوا سابقًا مجرد خلايا موجودة في الجحور، كما أن أكبر حلفائهم سيتخلون عنهم قريبًا وبشكل تدريجي، فتركيا التي تريد أن تتزعم الخلافة الإسلامية انكشفت أمام المصريين الذين لفظوها كما لفظوا الإخوان وأيضا الولاياتالمتحدة التي حاولوا تضخيم قدراتها أدرك الجميع أنها ليست بهذه القوى بدليل أنها تخشى دولة في حجم إيران، كما أنها أيضا تواجه حاليا شبح الأزمة في سوريا رغم استخدامها مرتزقة ومأجورين من أوربا ومن تنظيم القاعدة ،ورغم ذلك لن يستطيعوا السيطرة على سوريا، فكيف لنا أن نصدق أن بإمكانهم السيطرة على دولة مثل مصر، وعمومًا فمثل هذه التخوفات سببها أننا لا نثق في قوتنا وننخدع بقدرات الغرب.