تتجه جميع الأنظار إلى موقف القوى الدولية في حالة سقوط حكم الإخوان أو عند مكابرتهم أمام إرادة الشعب وإسالة الدماء وموقف القوات المسلحة منها، وهى معادلة معقدة للغاية سيكون للطرف الدولى فيها دوره كما كان أيام مبارك، والذي عجل بسقوطه تخلى الولاياتالمتحدة عن دعمه في آخر الأيام.. «فيتو» ترسم سيناريوهات إدارة الأزمة وأهم القوى الفاعلة فيها من خلال خبراء السياسة. السفير إبراهيم شاكر - رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية - يرى أن الموقف الدولى في 30 يونيو لن يكون الدور الأبرز في معادلة سقوط الإخوان المسلمين أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك لعدة أسباب؛ في مقدمتها عدم وجود ظهير قوى للإخوان المسلمين في المحيط العربى يمكن الاعتماد عليه في الموقف الدولى، فجميع الدول ذات الثقل السياسي والدبلوماسى حددت موقفها مبكرا، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، وهما على خلاف دائم مع الإخوان، خاصة بعد تصريحات الدكتور عصام العريان مؤخرا ضد الأخيرة، أما الكويت فهى كارهة لهذا النظام بسبب تودده إلى إيران وتوطيد العلاقة معها، مما يعنى أنه لن يبقى للجماعة حليف في المنطقة سوى حماس وما تمثله من ورقة ضغط على السياسة الأمريكية. ولفت شاكر إلى أن الموقف الدولى انحاز إلى الصف العربى في التخلى عن الجماعة، مدللا بتصريحات الرئيس الروسى بوتين، كما أن الصين أيضا لا تدعم نظام الإخوان المسلمين، الذي لن يجد داعما قويا سوى الولاياتالمتحدةالأمريكية لما بينهما من علاقات قوية خاصة بأمن إسرائيل عن طريق حماس وغيرها. ورغم تصريح السفيرة الأمريكية آن باترسون بأن الدكتور مرسى رئيس منتخب ويختلف عن سلفه مبارك، إلا أن الإدارة الأمريكية ستتراجع عن موقفها حال نزول ملايين المصريين في 30 يونيو وستبحث عن حليف جديد - بحسب رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية - مستدركا أنها لن تتخلى عنه بالسرعة التي تخلت بها عن مبارك. «الأمر سيمر دون تأثير قوى، خاصة أن مطالب المعارضة تنحصر في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وليست الإطاحة بالحكم، ولن يكون هناك موقف دولى إلا إذا حدثت اشتباكات».. هذا ما أكد عليه السفير إبراهيم يسرى - رئيس جبهة الضمير الوطنى، مضيفا: العالم كله لم يعد يعترف بأى انقلاب عسكري، وبالتالى من يفكرون في ذلك واهمون، ونحن دولة مؤثرة في العالم، والقوات المسلحة أذكى من أن ترتكب مثل تلك الأفعال ولن تضع نفسها في هذا الموضع. وبرر يسرى اعتقاده بأن الموقف الحقيقى سيكون دوليا أكثر منه عربيا، بأن كل الدول العربية حاليا منشغلة بشأنها الداخلى، حيت تعانى سوريا وليبيا وحتى قطر والإمارات وغيرها من المشكلات الداخلية، مما يجنبها الدخول في صراع دولى لن يكون لها نصيب فيه، مشيرا إلى أن الأمر كله سيخضع للولايات المتحدةالأمريكية، وهى الآن غير قادرة على اتخاذ قرار يغير من خريطة السياسة المصرية لأن من سيثور في تلك المرة هو الشعب وأقصى ما يمكن فعله في تلك الأوقات هو الترقب فقط. غير أن السفير أحمد حجاج - مساعد وزير الخارجية الأسبق - يرى أن الولاياتالمتحدة ستكون هي المساند الدولى القوى لنظام الإخوان المسلمين، بسبب العديد من الأمور أهمها ملف أمن إسرائيل. حجاج نبه إلى أن قطر سيكون لها دور قوى أيضا من خلال إملاءات أمريكية ستطرح عليها في حالة سقوط الإخوان المسلمين، ومن الممكن أن يكون دعما ماديا أو دعما للمشروعات الاقتصادية كنوع من حل الأزمة المصرية. فيما اعتبر الدكتور عماد جاد - أستاذ العلاقات الدولية والخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية - أن الظهير الدولى للإخوان المسلمين سيكون عبر مسلكين ليس أكثر؛ الدعم السياسي كما أعلنت السفيرة الأمريكية، والثانى عبر حركة حماس وميليشياتها وإثارة الرعب في سيناء كورقة ضغط من أجل بقاء النظام الحالى. وفى كل الأحوال لن يكون هناك ما يمنع إرادة الشعب المصرى - بحسب الدكتور جاد - وبالتالى لن يستقوى الرئيس مرسى إلا بالأمريكان، ومن يستقوى بهم خاسر في النهاية.