سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التجنيس "شراء البطل ولا تربيته".. رئيس اللجنة الأولمبية: سرطان ينهش جسد الرياضة المصرية.. والمدير الفنى السابق لمنتخب رفع الأثقال: الفلوس كلمة السر توفير المطالب المادية أبرز الحلول
تحولت قضية التجنيس إلى سرطان ينهش جسد الرياضة المصرية، خاصة فى ظل سعى العديد من الدول للبحث عن اللاعبين والعناصر المميزة فى مختلف الرياضات الفردية وأحيانا الجماعية، من أجل إقناعهم بالسفر والحصول على جنسيات مختلفة مقابل العديد من الإغراءات المالية والاجتماعية، وهو أمر بات معروفا فى كل أنحاء العالم. فى مصر، شهدت السنوات الماضية هروب عدد كبير من اللاعبين إلى الخارج وحصولهم على جنسيات مختلفة، من أجل البحث عن فرص تبدو من وجهة نظرهم مستحقة، وسط مبررات تتعلق بالإهمال الفنى والمادي، وكانت تنتهى تلك المغامرات فى أغلب الأحوال بالفشل، والإحباط، خاصة وأن الانتماء هو أحد العناصر والمتطلبات الأساسية للتفوق وتحقيق الإنجازات. ويبقى التخلى عن تمثيل الوطن فى جميع الأحوال بمثابة خيانة، فلا مبررات للهروب والدخول فى دوامة التجنيس مهما اختلفت الأهداف سواء كانت مالية أو اجتماعية أو حتى هربا من إهمال متعمد أو ناتج عن ظروف صعبة، ولكن لا يجب أن يكون هذا بمثابة شماعة تستغلها الاتحادات والهيئات الرياضية، التى تعد سببا أساسيا فى تسلل اليأس إلى نفوس اللاعبين خاصة فى المراحل العمرية الصغيرة. ويرى مسئولون رياضيون، أن الرياضة المصرية تعانى عددا كبيرا جدا من الأزمات، خاصة فى الألعاب الفردية، يتمحور معظمها حول الظروف المالية الصعبة للاعبين، والظروف المعيشية التى تدفع البعض إلى البحث عن وظيفة على حساب ممارسته للرياضة، ويجد البعض الآخر نفسه ضعيفا أمام عرض مغرى من أجل التخلى عن جنسيته المصرية والحصول على جنسية دولة أخرى تقدم له الاستقرار المالى ولو كان مؤقتا. فيتو فتحت ملف التجنيس وتوجهت إلى عدد من رؤساء الاتحادات ومسئولى الألعاب الجماعية والفردية فى مصر للوقوف على أسباب انتشار ظاهرة التجنيس والبحث عن حلول جذرية لمواجهة هذه الأزمة. الهروب خيانة ولا توجد آلية للسيطرة على التجنيس فى البداية يقول محمد عبد المقصود رئيس اتحاد رفع الأثقال، إنه لا توجد آلية واضحة أمام الاتحادات المصرية من أجل السيطرة على قضية التجنيس، أو للحد من هروب اللاعبين، خاصة وأن الاتحادات الدولية تسمح بتغيير الجنسيات الرياضية للاعبين، بمعايير يسهل تحقيقها فى أغلب الأحوال. وأوضح "عبد المقصود"، أن رفع الأثقال واحدة من الرياضات التى تكثر بها حالات الهروب والتجنيس فى جميع دول العالم، وأن المبررات والإغراءات دائما تكون مالية، وأن الرغبة فى الثراء والحصول على المال بات دافعا أساسيا للعديد من اللاعبين نحو الحصول على جنسيات مختلفة. وتابع: "لدينا نماذج وطنية عديدة تمسكت بتمثيل منتخب مصر ورفضت جميع الإغراءات أبرزها سارة سمير صاحبة برونزية أولمبياد طوكيو 2020 وفضية أولمبياد باريس 2024، وهى تعلم جيدا قيمة مصر وتمثيل المنتخب الوطني، ولم تفكر يوما فى التخلى عن جنسيتها من أجل المال، رغم الصعوبات التى مرت بها فى مسيرتها الرياضية. وأكمل "عبد المقصود": "قوانين الاتحاد الدولى لرفع الأثقال تساهم بشكل كبير فى تسهيل الحصول على جنسيات مختلفة، حيث لا يحتاج اللاعب سوى إعلان الاعتزال لمدة عام واحد فقط من أجل التخلى عن تمثيل وطنه، وأن هناك اعتراضات كبيرة من دول عديدة على الضوابط التى تحكم عمليات التجنيس فى رياضة رفع الأثقال". وقال رئيس اتحاد رفع الأثقال، إنه يجهز مقترحا من أجل تقديمه للاتحاد الدولي، الهدف منه وضع المزيد من القيود على عمليات تجنيس اللاعبين والرياضيين، وأبرز بنود المقترح هو أن تصل فترة اعتزال اللاعب إلى 3 أعوام بدلا من عام واحد، بالإضافة إلى وضع حد أقصى لعدد اللاعبين المجنسين فى كل دولة. وكشف عبد المقصود أن الدولة لا تدخر جهدا من أجل دعم الأبطال واللاعبين فى مختلف اللعبات، فهناك مليارات تنفق من أجل تجهيز المنتخبات ومعسكرات اللاعبين وتكاليف السفر والإقامة فى البطولات، فضلا عن مكافآت ضخمة لأصحاب الإنجازات والميداليات الأولمبية والعالمية والقارية أيضا، فضلا عن الملابس وكافة أشكال الدعم، وبالتالى لم يعد هناك مبرر للهروب والتخلى عن تمثيل الوطن. وفى المصارعة يبدو الأمر أكثر تعقيدا، حيث شهدت السنوات الماضية هروب عدد كبير من اللاعبين لأسباب مختلفة، منها الحصول على جنسيات مختلفة، ولعل أشهر هؤلاء اللاعبين هما طارق عبد السلام وإبراهيم غانم، ورغم ذلك لم يحقق أى من هؤلاء إنجازا ضخما على المستوى الأولمبى أو العالمي، ولكن يبقى لهروبهما تأثير سلبى كبير على معنويات اللاعبين صغار السن فى المنتخبات الوطنية. توفير المطالب المادية أبرز الحلول ويرى إبراهيم عادل مصطفى سكرتير عام اتحاد المصارعة، أن السبب الأساسى فى هروب اللاعبين هو الجانب المادي، وأن دائما مبررات اللاعبين هو ضعف العائد المالى وعدم وجود مصدر دخل يوفر حياة كريمة لهم ولأسرهم، وأن بعضهم قد يكون محقا، فى ظل الظروف الحالية، وأن الاتحاد لا يستطيع توفير كافة مطالب اللاعبين المالية لأسباب مختلفة. وأوضح سكرتير اتحاد المصارعة، أن هناك حلولا ومقترحات من شأنها الحد من حالات الهروب والتجنيس، منها توفير وظيفة حكومية للاعبى المنتخبات مع مصدر دخل مناسب وتفرغ لممارسة الرياضة، بالإضافة إلى منح اللاعبين شققا فى مشاريع الدولة، وهما المطلبان الأساسيان لمعظم اللاعبين، فى مختلف اللعبات الفردية. وأكمل إبراهيم عادل: "يجب أن يكون هناك اهتمام بالتعامل النفسى مع اللاعبين، ومحاضرات تعمل على تعزيز روح الانتماء للوطن، والتركيز دائما على النماذج الوطنية التى نجحت فى صنع تاريخ وطنى مميز، فى مختلف اللعبات وفى القلب منها المصارعة". وأكد إبراهيم عادل، أن الاتحاد الدولى انتبه مؤخرا لخطورة عمليات التجنيس وتأثيرها على استقرار اللعبة والمنتخبات، ووضع معايير صارمة تحكم القضية، أبرزها ضرورة مرور 3 سنوات على اعتزال اللاعب، ووضع حد أقصى لكل دولة بتجنيس لاعبين فقط فى فرعين مختلفين كل عام، فضلا عن فرض رسوم ضخمة تصل إلى 200 ألف فرانك سويسري، يحصل الاتحاد صاحب اللاعب على جزء منها. التجنيس خطر يؤرق الرياضة المصرية ومن جانبه أكد المهندس ياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، أن قضية التجنيس باتت خطرا يهدد الرياضة بشكل عام، خاصة اللعبات الفردية والنزالية التى تكثر بها حالات الهروب فى العديد من دول العالم وليست مصر فقط، وأن هناك العديد من الحلول التى يمكنها الحد والتقليل من تلك الحالات. وقال "إدريس"، إن الاتحادات عليها مسئولية كبيرة فى الحفاظ على لاعبيها ومتابعة كافة العناصر بشكل دقيق من أجل التدخل فى وقت مبكر إن تطلب الأمر، وأن التعامل النفسى مع اللاعبين أمر هام جدا فى جميع الأحوال، خاصة وأن معظم حالات الهروب للاعببين صغار لم تكتمل عندهم الصورة بشكل كامل، ولا يدركون قيمة تمثيل الوطن ورفع علم مصر فى المحافل الدولية والأولمبية والقارية. وأوضح أن الرياضة المصرية مليئة بالنماذج الوطنية أصحاب الإنجازات والنجاحات فى مختلف العصور والأوقات، وأن هؤلاء الأبطال من المؤكد أن تعرضوا لمحاولات من أجل التجنيس، ولكن الانتماء وحب الوطن والرغبة فى رفع علم مصر كان دافعا مهما لغلق الباب أمام كل تلك المحاولات، والنتيجة هى تحولهم إلى نماذج وطنية مشرفة ومثل أعلى لكل اللاعبين الصغار والكبار أيضا.
وشدد ياسر إدريس، على أن الدولة المصرية تقدم كل الدعم المادى والنفسى للاعبين وللمنتخبات المصرية، وهناك حجم إنفاق ضخم جدا تخصصه الدولة المصرية للرياضة من خلال تجهيز المنتخبات وسفر البعثات التى تمثل مصر، بالإضافة لإنشاءات الملاعب والبنية التحتية، وكافة أشكال الدعم المادى والمعنوى تحت مظلة قيادة سياسية تضع مصلحة الشباب المصرى فى مقدمة الأولويات. وتمتلك مصر عددا كبيرا من اللاعبين المصريين المجنسين فى الخارج فى مختلف اللعبات، أكثرهم فى المصارعة، وأبرزهم إبراهيم غانم لاعب منتخب بلغاريا وطارق عبد السلام لاعب منتخب فرنسا، بالإضافة لمحمد عبد الفتاح بوجى والذى لعب لمنتخب البحرين لفترة قصيرة، وفى ألعاب القوى نجد معاذ محمد لاعب القرص المجنس فى قطر، وفارس حسونة لاعب رفع الأثقال المجنس فى قطر. كل هؤلاء كان البحث عن المال الهدف الأساسى والرئيسى لهم، ولكن هناك حالات أخرى لم يكن المال هو الهدف من بحثهم عن فرصة للتجنيس والتخلى عن اللعب باسم منتخب مصر، وخير مثال على ذلك هما الأخوان محمد ومروان الشوربجى لاعبا منتخب مصر للإسكواش سابقا، ومنتخب إنجلترا حاليا، وأحدث خبر تجنيسهما ضجة كبيرة فى الأوساط الرياضية المصرية، خاصة وأن العائد المادى من المشاركة فى بطولات الإسكواش للمحترفين أكبر بمراحل مما يتحصل عليه لاعبو الألعاب الفردية الأخرى مثل المصارعة ورفع الأثقال وألعاب القوى. الأخوان الشوربجى أكدا فى تصريحات أن الهدف من التجنيس ليس المال، وإنما الرغبة فى الاستقرار وإكمال حياتهما العملية فى إنجلترا، وأن فرصهما فى العمل هناك ستكون أكبر خاصة بعد إعلان الاعتزال. كما أن هناك لاعبين أيضا سافروا إلى الخارج وتركوا تمثيل منتخب مصر فى عز تألقهم لأهداف أخرى لا تتعلق بالتجنيس، وأبرزهم محمد إبراهيم كيشو لاعب منتخب المصارعة الذى سافر مؤخرا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسبقه زميله محمد مصطفى لاعب منتخب المصارعة أيضا صاحب التاريخ الكبير من النجاحات والإنجازات. ومن جانبه أيضا كشف خالد قرنى المدير الفنى السابق لمنتخب رفع الأثقال، أن هناك أسبابا مختلفة لهروب اللاعبين وحصولهم على جنسيات مختلفة، أهمها الرغبة فى تحقيق استقرار مالى ومعيشي، حيث يعانى بعض اللاعبين من أزمات مادية سببها عدم الحصول على راتب شهرى ثابت وأيضا عدم وجود عقود احترافية للاعبى الألعاب الفردية، وهو ما يتسبب فى إصابة اللاعبين بحالة من الإحياط واليأس. وأكمل: "هناك أيضا أسباب تتعلق بغياب المنظومة الاحترافية فى بعض الاتحادات، حيث يقوم بعض اللاعبين بالإنفاق من مالهم الشخصى على التدريبات والمكملات الغذائية، بالإضافة لغياب الخطط الواضحة التى تضعها الاتحادات للتطوير والنهوض بالمستوى الفنى للمنتخبات واللاعبين. وأوضح أن هناك حلولا للأزمة تتمثل فى ضرورة وجود مشروع قومى لرعاية المواهب الرياضية فى كافة اللعبات خاصة الفردية، وتوفير الرعاية المادية المناسبة للأبطال الرياضيين من خلال رواتب شهرية ثابتة وعقود رعاية كبيرة، ومحاسبة "سماسرة" التجنيس، وهم الأشخاص الذين يسهلون سفر وحصول اللاعبين على جنسيات دول أخرى. "قرني" طالب أيضا بضرورة خلق الكوادر الإدارية المميزة التى تجيد التعامل مع اللاعبين، والقضاء على الواسطة داخل الاتحادات الرياضية والتدخل فى اختيارات اللاعبين لتمثيل المنتخبات، بالإضافة لوجود تنسيق كامل بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية، لحل أى مشكلات قد تؤثر على معنويات اللاعبين والأبطال. وفى النهاية تبقى أزمات تجنيس اللاعبين خطرا كبيرا يهدد استقرار الرياضة المصرية والمنتخبات القومية، وبات التدخل للحد من الظاهرة أمرا ضروريا ومهمة قومية من أجل الحفاظ على مكتسبات الرياضة ومواصلة النهوض والطفرة التى تحققت خلال الفترة الأخيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا