تحوّل التجنيس إلى شبح يطارد الألعاب الفردية فى ظل انشغال المسئولين للترتيب لخوضهم للانتخابات المقبلة، التى ستقام فى ديسمبر المقبل، متجاهلين أن هناك عددًا كبيرًا من اللاعبين يحققون ميداليات متنوعة على المستوى الدولى، ما فتح باب الاهتمام بهم من خلال الدول الأوروبية والعربية لتجنيسهم واللعب باسمهم فى البطولات والمحافل الدولية المقبلة. فى اتحاد السلاح، برئاسة تامر زين العابدين، تجاهل الاتحاد تصريحات اللاعب الأوليمبى علاء أبوالقاسم، الذى يعانى حاليًا من إهمال المسئولين، كاشفًا أن هناك أكثر من دولة تسعى لتجنيسه واللعب باسمها فى الدورة الأولمبية بطوكيو 2020، وكذلك لاعب الجودو كريم طارق، الذى لم يلتفت اتحاد الجودو إلى رغبة اللاعب فى التجنيس، التى أعلنها مسبقًا، والحصول على الجنسية الأمريكية، حيث سافر اللاعب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإنهاء إجراءات حصوله على الجنسية، وتمثيل منتخبها فى البطولات الدولية والقارية، وكذلك هناك عدد كبير من لاعبى السلة والطائرة واليد الذين يدرسون فى الجامعات الأمريكية حاليًا ويوجد تخوف كبير من تجنيس هؤلاء اللاعبين. فى الوقت الذى ينشغل فيه مسئولو الاتحادات الرياضية بالانتخابات الرياضية بعيدًا عن الاهتمام باللاعبين والمنتخبات الذين يسعون للسفر إلى الدول الأوروبية للبحث عن فرصة للتجنيس، وهذا ما حدث مع لاعب المصارعة طارق عبدالسلام، الذى تجنس فى بلغاريا وحصل على الميدالية الذهبية فى بطولة أوروبا، وكذلك معاذ محمد، لاعب رمى القرص فى ألعاب القوى، الذى تجنس فى قطر، إضافة إلى محمد عبدالفتاح بوجى، لاعب المصارعة، الذى تجنس ولعب باسم البحرين. أما كرة اليد فكان لها نصيب فى التجنيس، حيث تجنس كل من خالد أسامة من الأهلى، وإبراهيم شبل ونور أشرف وأحمد مجدى من الترسانة فى قطر. من ناحيته، أكد المستشار خالد زين الدين، رئيس اتحاد التجديف، أن لجوء اللاعبين إلى التجنيس يأتى لفشل مسئولي الرياضة في توفير سبل الدعم للأبطال مقابل الاهتمام بهم فى الخارج وعدم تقديرهم ماديًا، إضافة إلى الامتيازات التى يحصلون عليها بعد حصولهم على جنسيات أخرى والشهرة العالمية والإشادة الدولية بهم مقابل عدم الاهتمام بهم فى مصر وتوفير أقل الإمكانات. وقال إنه يجب على وزارة الرياضة، واللجنة الأوليمبية، ومسئولى الاتحادات، التعاون فى تشكيل لجنة مشتركة لبحث الأزمات والمشاكل التى تواجه اللاعبين مع عمل جواز سفر رياضى يمنع هروب اللاعبين، ويتم تجديده بالقرارات الوزارية، أو عمل جواز سفر مجمع للاعبى المنتخب، على أن يكون له مدة محددة بامتيازات تسهل استخراج التأشيرات داخل السفارات ويكون للاتحاد حق الاحتفاظ به. حذر هادى فهمى، رئيس اتحاد كرة اليد السابق، من هجرة وتجنيس عدد كبير من الرياضيين فى مختلف الألعاب الفردية والجماعية بسبب الإهمال الشديد من اللجنة الأولمبية، التى تفرغت لوضع اللائحة الاسترشادية التفصيلية من أجل استمرارهم على الكراسى، ولم تضع اللاعبين المميزين الموهوبين فى حساباتهم، خصوصًا فى ظل تجنيس لاعب مصرى كل 6 أشهر بإحدى الدول العربية، أو الأوروبية، فلابد من تدخل المسئولين فى الدولة لإيقاف هذه المهازل التى تشهدها الرياضة المصرية حاليًا. قال محمود محجوب، رئيس اتحاد رفع الأثقال، إنه يخشى البطل العالمى محمد إحسان، الذى يعانى حاليًا من حالة نفسية سيئة بسبب عدم موافقة وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية على سفره إلى ألمانيا لتشخيص الإصابة التى يشكو منها منذ أبريل 2016، على رغم قيامى بإرسال مذكرة إلى الوزارة والأوليمبية للمطالبة بتحمل تكاليف سفره للخارج، خصوصًا أن إصابته تسببت فى غيابه عن المشاركات الدولية والأولمبية.