لو سألت مواطنًا عاديًا في الشارع عن موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ، فلن يكون مفاجئًا إن قال لك: يعنى إيه انتخابات؟ لست متجنيًا إن قلت إن ما يجرى الآن حول انتخابات الشيوخ أو النواب لم يحدث له مثيل فى تاريخنا، حتى أيام التنظيم الواحد. قد لا يجرؤ أحد على الخوض فيما يجرى فى الشارع السياسى الآن، وإذا كانت الانتخابات هى العمل الحقيقى للممارسة الديمقراطية فى أى بلد، فإنها فى مصر تُجرى على نحو مغاير تمامًا، حيث ظهر إلى الوجود ما يُسمى بالتبرع للأحزاب السياسية مقابل الترشح.
وتتفاوت التبرعات التى تتلقاها الأحزاب السياسية حسب الحزب الذى يمنحك فرصة الترشح، وما إذا كان الترشح ضمن القائمة أو فرديًا، والفردى أنواع، وأظن أن من يتابعون الأمر عن قرب يعرفون ذلك جيدًا، حيث تصل بورصة التبرعات إلى أرقام فلكية.
والمتبرع هنا ليس من الضرورى أن يكون ذا خبرات سياسية، أو ذا علاقة بالشارع أو بالجماهير، إلا فيما ندر، التبرع هو البوابة التى قد تضمن لك الوصول إلى مقعد البرلمان، وذلك كله يرتبط بقوة الحزب الذى يمنحك فرصة الترشح، وبالطبع، قوة الحزب ليست ببرنامجه أو بقدرته على الوصول إلى الشارع.
الانتخابات فى مصر الآن ليست معملًا لاحتكاك الأحزاب بالناخبين، فالمرشحون فى وادٍ، والناخبون فى وادٍ آخر، ولك أن تسأل أى مواطن عن النائب الذى يمثل دائرته فى مجلس الشيوخ أو فى مجلس النواب، والإجابة لن تكون صادمة إذا جاءت تحت عنوان: معرفش!!
الشارع المصرى على أبواب انتخابات الشيوخ خلال هذا الشهر، ولم تظهر لافتة واحدة فى جميع شوارع المحروسة تشير من قريب أو بعيد إلى مرشح بعينه أو إلى قائمة، حيث لم تظهر القوائم بعد، القوائم تنتظر الفرج، والفرج لا يأتى إلا بأوامر، والأوامر عند الحداد، والحداد عايز نجار!!
على المصاطب تُحاك القصص المثيرة، وعلى نواصى المهتمين تدور أحاديث غريبة قد لا تعبر عن الواقع، الذى تدور وقائعه فى غرف مغلقة ليست متاحة للجمهور العادي، ومن فرط الغموض الذى يكتنف تفاصيل ما يجري، تصبح للشائعات مكانة كبرى فى حجم التداول الجماهيري.
الناس العادية قد لا ترى فيما يحدث انفراجة يمكن أن يأتى بها مجلس الشيوخ أو النواب، الأزمة المعيشية الطاحنة التى تعانى منها الأسر المصرية، وغياب التمثيل المعبر عنها تحت القبتين، دفع الجماهير إلى العزوف الكامل، أو انتظار الأمل فيما لا أمل منهم يُرجى، والماضى القريب أصدق تطبيق.
إذن، الحراك الذى يمكن أن تنتظره مع انتخابات الشيوخ أو النواب لن يكون إلا فى دائرة ضيقة للغاية، دائرة المرشح المتبرع ومتلقى التبرع، وهذا بدوره لا يصنع تجربة يمكن دراستها أو التعويل عليها فى بناء قناعات لدى جمهور الناخبين، الغائب أصلًا عن المشهد.
ولعل العبث بمفردات الأداء الديمقراطى فى أبهى صوره، وهو فترة الانتخابات، هو ما يعزز فكرة العزوف الجماهيري، التى نراها على هذا النحو المفرط فى عدم الاستجابة الجماهيرية بما يجري، أو حتى على مستوى المتبرعين الذين يخوضون انتخابات يعرفون نتائجها مسبقًا!!
أما على مستوى الخسائر الوطنية، فحدّث ولا حرج، عندما تُجرى انتخابات بعيدًا عن المحرك الرئيسى لها، وهى الجماهير، إذن أنت تؤذن فى مالطا، ولن تجد ظهيرًا جماهيريًا لأى معركة وطنية فى محيط هادر بالمعادلات الصعبة على المستوى الإقليمى والدولي.
ونظن أن من يراهن على مجالس مُعَلَّبة أو تمت صياغتها بطريقة صناعية داخل غرف مغلقة، هو رهان يمكنك معرفة نتائجه دون عناء، ومن يتصور أن إكرام البرلمان حياكته، فهو كالمتعامل مع المجالس النيابية باعتبارها موتى، إكرامها فى دفنها، والثمن لا شك باهظ، ولا يدفعه إلا وطن بحجم مصر.
ورغم كل هذا السواد فى المشهد الانتخابي، إلا أنه لا يمكن إغفال بعض النماذج الفردية التى استطاعت فى هذه الأجواء المريضة أن تقدم نفسها كنماذج ذات أداء برلمانى مشرف، ولعل هذه النماذج، رغم ندرتها، هى التى منحت تلك المجالس شرعية، لم يكن من المنطقى وجودها دون وجود تلك النماذج. جمهورية السنترال إنجازات حكومة العلمين العظيمة وخلاصة القول: إن العمل السياسى هو عمل تراكمي، تظهر أبهى صوره فى كل انتخابات، من خلالها تتبارى الأحزاب السياسية فى برامجها وأطروحاتها من أجل الوطن والمواطن، وبها ومن خلالها تعلو الأوطان وتتماسك الجبهة الداخلية، أما ما دون ذلك، فهو تفريط فى الاستقرار الحقيقي، ورهان خابت نتائجه، ودفعنا ثمنًا باهظًا له، وما زلنا ندفع، وسندفع ما هو أقسى وأمرّ من تصورات كل ترزية السياسة!! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا