سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بديع" المرشد الأكثر نحسا على "الإخوان"... بدأ عهده بانتخابات مثيرة للجدل وانتهى بسقوط الجماعة... التنظيم الدولي اعترض على توليه... اختياره تم بمخالفة قواعد التصويت بالجماعة وتنحية "العريان" و"حبيب"
قوبل نبأ إلقاء القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، بالارتياح من قبل جموع المصريين غير المؤيدين للجماعة الإرهابية، نظرا لتفاؤلهم بأن ضبط المرشد العام ربما يكون بمثابة قطع رأس الأفعى، ومؤشرا على تهدئة الأوضاع المحتدمة في مصر، إلا أن إعلان الإخوان عن تولى محمود عزت نائب المرشد المنصب مؤقتا يثير المخاوف نظرا للخلفية المتشددة له بالأوساط السياسية. كان محمد بديع مطلوبا قضائيا وصدرت بحقه عدة أوامر بالضبط والإحضار لاتهامه بالتحريض على القتل في الوقائع التي تلت عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهر بين معتصمي رابعة العدوية قبل أن تنجح قوات الأمن في فض اعتصامهم إذ ألقى كلمة أججت مشاعرهم وحولت المساجد إلى ساحات قتال، ونشرت الرعب الإخواني في مناطق عديدة، حيث اخترق الرصاص المحال والشوارع، وسالت دماء الضحايا من الجانبين. محمد بديع عبدالمجيد محمد سامي، ولد في 7 أغسطس 1943، وهو أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ عام 1993، تولى منصب المرشد العام الثامن للجماعة بعد انتخابه في 16 يناير 2010 في انتخابات أثارت الكثير من الجدل ليخلف فيها المرشد السابق له على رأس الجماعة المحظورة، محمد مهدي عاكف، في سابقة هي الأولى على مر تاريخ الجماعة الإرهابية في مصر باختيار مرشد عام لها بالانتخاب في ظل وجود مرشد على قيد الحياة وليصبح محمد مهدي عاكف صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر حينذاك أنها اختارت تعيين محمد بديع في منصب مرشد عام الجماعة في وقت غاب فيه محمد حبيب النائب الأول للمرشد السابق عن مؤتمر إعلان المرشد، كما أعلن عن اعتراضه على إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد، لمخالفة التصويت القواعد الداخلية للجماعة، مؤكدا أن اختيار المرشد الجديد "محمد بديع" جاء نتيجة الاختيار بدلا من الانتخاب، وشهدت هذه الانتخابات أيضا خروج عضو مكتب الإرشاد عبد المنعم أبو الفتوح، وأزمة بسبب عدم تصعيد عصام العريان. كذلك أتى تولي محمد بديع المنصب في ظل تقارير إعلامية ألمحت سابقا إلى وجود اعتراضات بين أعضاء التنظيم الدولي عليه وأن هناك رغبة من جانبهم في تولى الدكتور رشاد البيومي منصب المرشد العام للجماعة، وبديع هو صديق مقرب للمرشد السابق مهدي عاكف وكلاهما من تلاميذ منظر جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب الذي تم إعدامه في محاكمة عسكرية في مصر عام 1965. ويحتل المرشد العام في التدرج التنظيمى لجماعة الإخوان المرتبة الأولى في الجماعة باعتباره رئيسا لها، وذلك طبقا للمادة 9 في اللائحة الداخلية المعدلة في عام 1948، ويرأس في نفس الوقت جهازي السلطة فيها وهما مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام. وينتخب المرشد العام عن طريق مجلس الشورى العام وهو السلطة التشريعية للجماعة ويجب أن يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة أخا عاملا فيها مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة هلالية (هجرية) وأن لا يقل عمره عن أربعين عاما، وبعد انتخابه يبايعه أعضاء الجماعة، وعليه التفرغ تماما لمهام منصبه للعمل بالجماعة، فلا يصح له المشاركة في أي أعمال أخرى عدا الأعمال العلمية والأدبية بعد موافقة مكتب الإرشاد عليها. ويظل المرشد في منصبه لمدة ست سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، ويختار المرشد العام نائبا له أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام، وفي حالة وفاته أو عجزه عن تأدية مهامه، يقوم نائبه بعمله إلى أن يجتمع مجلس الشورى العام لانتخاب مرشد جديد، وكذلك يمكن للمجلس أن ينحى المرشد إذا خالف واجبات منصبه، غير أن انتخاب المرشد، بحسب الإخوان، لا يتم حاليا إلا بواسطة أعضاء مكتب الإرشاد لأسباب تحول دون اجتماع مجلس الشورى العام الذي يضم 30 عضوا على الأقل. ويحتفظ المرشد العام بعد انتهاء ولايته بعضوية مجلس الشورى العالمي مدى الحياة، إلا إذا كان انتهاء الولاية نتيجة الإخلال بواجباته أو فقد الأهلية. وللمرشد العام صلاحيات ترتبط بقرارات القيادة العامة متمثلة في المرشد العام ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام ويعد الإقليم الذي يقيم فيه المرشد العام واحدا من الأسس التي ترجح انتخاب ثمانية أعضاء في مكتب الإرشاد من بين 13 عضوا ينتخبهم مجلس الشورى الذي يعد القيادة التنفيذية العليا للإخوان.