قوبل نبأ إلقاء القبض على الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، بالارتياح الحذر من قبل المصريين غير المؤيدين للجماعة، نظرًا لتفاؤلهم بأن يكون مؤشرًا على تهدئة الأوضاع، إلا أن الإعلان عن تولي محمود عزت، نائب المرشد العام، المنصب مؤقتًا، يثير المخاوف؛ نظرًا للخلفية المتشددة التي يتمتع بها. وكان الدكتور محمد بديع، مطلوب قضائيًّا، وصدرت بحقه عدة أوامر بالضبط والإحضار، على الرغم من ذلك فقد ظهر بين معتصمي «رابعة العدوية» قبل أن تنجح قوات الأمن في فض اعتصامهم، حيث ألقى كلمة أججت مشاعرهم وحولت المساجد إلى ساحات قتال، ونشر الرعب الإخواني في مناطق عديدة، حيث اخترق الرصاص المحلات والشوارع، وسالت دماء الضحايا من الجانبين. وتولى «بديع»، منصب مرشد عام جماعة الإخوان في وقت غاب فيه محمد حبيب، النائب الأول للمرشد السابق عن مؤتمر إعلان المرشد، كما أعلن عن اعتراضه على إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد، لمخالفة التصويت القواعد الداخلية للجماعة، مؤكدًا أن اختيار المرشد الجديد «بديع» جاء نتيجة الاختيار بدلًا من الانتخاب، وشهدت هذه الانتخابات أيضًا خروج عضو مكتب الإرشاد عبد المنعم أبو الفتوح، وأزمة بسبب عدم تصعيد عصام العريان. وفي ظل تقارير إعلامية ألمحت سابقًا إلى وجود اعتراضات بين أعضاء التنظيم الدولي على الدكتور محمد بديع، وأن هناك رغبة من جانبهم في تولي الدكتور رشاد البيومي، منصب المرشد العام للجماعة، و«بديع» هو صديق مقرب للمرشد السابق محمد مهدي عاكف، وكلاهما من تلاميذ منظر الجماعة سيد قطب، الذي تم إعدامه في محاكمة عسكرية في مصر عام 1965. ويحتل المرشد العام، في التدرج التنظيمي لجماعة الإخوان، المرتبة الأولى في الجماعة باعتباره رئيسًا لها، طبقًا للمادة 9 في اللائحة الداخلية المعدلة في عام 1948، ويرأس في نفس الوقت جهازي السلطة فيها، وهما مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام. وينتخب المرشد العام، عن طريق مجلس الشورى العام، وهو السلطة التشريعية للجماعة، ويجب أن يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة عاملًا فيها مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة هجرية، وأن لا يقل عمره عن أربعين عامًا، وبعد انتخابه يبايعه أعضاء الجماعة، وعليه التفرغ تمامًا لمهام منصبه للعمل بالجماعة، فلا يصح له المشاركة في أي أعمال أخرى عدا الأعمال العلمية والأدبية، بعد موافقة مكتب الإرشاد عليها. ويظل المرشد، في منصبه لمدة ست سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، ويختار المرشد العام نائبًا له، أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام، وفي حالة وفاته أو عجزه عن تأدية مهامه، يقوم نائبه بعمله إلى أن يجتمع مجلس الشورى العام لانتخاب مرشد جديد، وكذلك يمكن للمجلس أن ينحي المرشد إذا خالف واجبات منصبه، غير أن انتخاب المرشد، بحسب الإخوان، لا يتم حاليًّا إلا بواسطة أعضاء مكتب الإرشاد لأسباب تحول دون اجتماع مجلس الشورى العام، الذي يضم 30 عضوًا على الأقل. ويحتفظ المرشد العام، بعد انتهاء ولايته بعضوية مجلس الشورى العالمي مدى الحياة، إلا إذا كان انتهاء الولاية نتيجة الإخلال بواجباته أو فقد الأهلية. جدير بالذكر أن الدكتور محمد بديع عبد المجيد محمد سامي، ولد في 7 أغسطس 1943، وهو أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان في مصر منذ عام 1993. يشار إلى أن محمد بديع، المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان، بعد انتخابه في 16 يناير 2010 في انتخابات أثارت الكثير من الجدل، وخلف فيها محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق في سابقة هي الأولى على مر تاريخ الجماعة في مصر، باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب في ظل وجود مرشد عام على قيد الحياة، وليصبح محمد مهدي عاكف، صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة.