خطة ممنهجة تقودها جماعة الإخوان المسلمين الآن مع القوى السياسية المعارضة لها تحديدا شباب الثورة الذين ينتمون لأحزاب وحركات سياسية لإدخالهم في النهاية في صراع مع القوات المسلحة فتتوحد المصالح بينهما لمواجهة الجيش. الأمر يشبه نفس سيناريو ما بعد ثورة 25 يناير حينما شاركت جماعة الإخوان المسلمين شباب الثورة في إسقاط نظام مبارك ثم هتفت بعدها هتاف «يسقط حكم العسكر» لتصديره للشباب كي تستخدمهم في الوقوف في وجه القوات المسلحة من أجل الضغط عليها ومطالبتها بتسليم السلطة لرئيس مدني، فاستغلت جماعة الإخوان هؤلاء الشباب كي تتخلص من الحكم العسكري ويتسلمون هم السلطة. الآن تنتهج جماعة الإخوان المسلمين نفس الطريق لاستقطاب شباب الحركات والأحزاب المعارضة بعد ثورة 30 يونيو للوقوف مرة أخرى ضد القوات المسلحة لكن هذه المرة باسم رفض عودة الدولة البوليسية وأمن الدولة ونظام مبارك زيادة على رفض الحكم العسكري. فبدأت جماعة الإخوان العمل في هذا الطريق بعد إصدار مجموعة من الحركات السياسية مثل حركة شباب 6 إبريل وحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية وحركة الاشتراكيين الثوريين وأيضا بعض الأحزاب مثل حزب الدستور وحزب مصر القوية وحزب المصري الديمقراطي والتيار الشعبي وغيرها عدة بيانات أدانت فيها استخدام القوات المسلحة للعنف ضد الإخوان في اعتصاماتهم تحت شعار «كل الدم المصري حرام»، فاستغل الإخوان هذا الشعار وتلك البيانات وقامت بإرسالها لوسائل الإعلام كافة في الدول الخارجية مثل أمريكا والدول الأوربية التي قالت: إن 30 يونيو ليست ثورة وإنما انقلاب عسكري من أجل التوضيح لهم أن شباب الثورة والقوى السياسية المعارضة تقف جانب الإخوان ضد ما فعله الجيش في 30 يونيو فتقوم هذه الدول بالضغط على الجيش من أجل إرجاع السلطة مرة أخرى لمحمد مرسي. ووصل الأمر عند جماعة الإخوان أن عرضت مبالغ طائلة على جميع الأحزاب والحركات التي وقفت مع القوات المسلحة وأيدت فض اعتصامات الإخوان بالقوة واستخدام العنف ضدهم على اعتبار أنها وكر للإرهاب وقتل المواطنين من أجل إصدار بيان واحد من هذه الأحزاب والحركات يدينون فيه عنف الداخلية والجيش ويطالبون فيه بحق الإخوان في الاعتصام والتظاهر، فتم عرض مبلغ مليون جنيه على رئيس الحزب الحر الدكتور محمد مصطفى من أجل الوقوف مرة واحدة فقط على منصة اعتصامهم برابعة العدوية كي يقول: إن الدم المصري كله حرام وأن الجيش استخدم العنف ضد الإخوان إلا أنه رفض هذا الأمر، وتم عرض أيضا مبالغ مالية كبيرة على تحالف ثوار مصر أن يفعل هذا الشيء ولما رفض قامت اللجان الإلكترونية للإخوان بعمل صفحات للتحالف على ال»فيس بوك» تقول: إن 30 يونيو انقلاب عسكري وليست ثورة شعبية ووضعوا على الصفحة صورا لضحاياهم وكتبوا عليها بعض الشتائم لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، نفس الأمر تم عرضه على بعض الأشخاص في تكتل القوى الثورية الوطنية إلا أنهم رفضوا. بدأت زيارات الوفود الخارجية تكثر إلى مصر بعدما أرسل الإخوان تلك البيانات إليهم ليؤكدوا أن المعارضة معهم ضد الجيش، والتي كانت سببا كبيرا في زيارة كاترين آشتون ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كي تتعرف على الأوضاع الحقيقية في مصر وهل ما يقوله الإخوان صحيح أم لا. وبالرغم من منع حركة شباب 6 إبريل من لقاء آشتون إلا أنها طلبت لقاءهم على وجه التحديد مع حركة تمرد؛ لأنها كانت إحدى الحركات التي أدانت عنف الجيش ضد الإخوان، ومثل الحركة في تلك المقابلة كل من أحمد ماهر المنسق العام وأمل شرف عضو الحركة وأكدا لها أنهم يؤيدون خارطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة وأن البيانات التي أصدرتها الحركة استغلها الإخوان بشكل سيء لاستعطاف الدول الخارجية. الأمر نفسه تكرر مع اتحاد شباب الثورة حينما طلب وفد بريطاني مقابلة ممثلين عنه للتعرف على الأوضاع الحقيقية في مصر، ومثل الاتحاد في هذه المقابلة تامر القاضي المتحدث الرسمي له، وميرنا عبد العظيم عضو الاتحاد، وأكد للوفد أن هناك عدة مؤتمرات مسجلة بالصوت والصورة تبين تأكيد كل الحركات والأحزاب المعارضة على دعم خارطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة وتأييدها بعزل الإخوان عن الحكم. من جانبه أكد أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل أن وقوف الحركة ضد استخدام العنف مع الإخوان أضر بسمعة الحركة خلال الفترة السابقة وسيخسرها أيضا في الفترة المقبلة. وأكد أن الحركة لن تتنازل عن مبادئها مهما كلفها الأمر ولن تتخلى عن حق كل مواطن مصري في التظاهر والاعتصام طالما أنه سلمى، وأنها لن تتنازل عن الوقوف ضد أي عنف تجاه أي مواطن مهما كانت انتماءاته.