الجزائر من البلدان التي يتميز فيها رمضان بطابع خاص، فقبل قدوم الشهر الكريم ترى الأهالي يبدءون بإعادة طلاء المنازل ترحيبا به. وتقام بالجزائر احتفالات خاصة بالأطفال الذين يصومون لأول مرة تشجيعا لهم على الصوم، وترغيبا في الشهر الكريم ويحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة على أداء فريضة الصيام، فالبنات يلبسنهن أفضل ما لديهن من ملابس ويجلسن كملكات، وسط احتفال بهيج بصيامهن، وتختلف مناطق الوطن في القيام بهذه العادة، وسط جو أسري يحفزهم على المحافظة على فريضة الصوم. كذلك تشهد حمامات الجزائر إقبالا كبيرا من قبل العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان من أجل التطهر واستقبال هذا الشهر الكريم للصيام والقيام بالشعائر الدينية في أحسن الأحوال. رمضان في الجزائر مثله كمعظم الدول العربية، تلقى فيه المائدة اهتماما خاصا، ولكن تخلف الآكلات الجزائرية الرمضانية باختلاف المناطق، ففي الشرق الجزائري، تختلف عنها في الغرب أو الوسط أو الجنوب الصحراوي. فتجد أن الشرق الجزائري يمتاز بطبق أساسي في رمضان وهو "الشوربة" ويطلق عليها "الحريرة" في غرب الوطن، ولا يغيب هذا الطبق عن مائدة رمضان خلال الشهر كله. تتميز منطقة الشرق الجزائري أيضا بطبق اللحم الحلو في اليوم الأول من رمضان، ويصنع من الزبيب والبرقوق المجفف واللحم وماء الورد والقرفة، وهو تقليد قديم للمنطقة حتى يستمر الشهر كله بحلاوة اليوم الأول. بالإضافة إلى الحلويات التي تصنعها السيدات في رمضان وتعج بها المحال في هذا الشهر مثل "الزلابية" و"قلب اللوز" والقطايف وغيرها.. وهذه الوجبات لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم تُتبع بشرب الشاي أو القهوة التركية.