هيصة.. لم يكن كل ماحدث أكثر من هيصة في بر مصر المحروسة والمنحوسة، هذه الهيصة تكررت عشرات المرات في التاريخ المصري، أن يأتي بعض الكهان وبكثير من الحلفان والكذب والبهتان، يحتلون كرسي السلطان و"طبعا لازقة بغرة أصلية"، والغلابة والفقراء ليس أمامهم إلا التصديق، وإلا في جحيم الكفر سيتم التعليق ووضع الخوازيق. هذا هو حال مصر المحروسة والمنحوسة خلال عام ونصف من حكم أهل الفاشوش، ضلال وإفك وسفك. زمن أقرب لأزمنة المجاعات والشدة، وتتحرق انت والسرير والمخدة، ولا يكون لك إلا فرش حصير، ولا نوق ولا بعير، بل تتضور جوعا وتحفر مكانك بين محطات البنزين، منتظرا أن يحن عليك بلتر أو لترين، تحت الشمس الحارقة، وحيث لايعرف أهل المحروسة المنحوسة ماذا يصدقون، ويقع في شرك التضليل الكثيرون، ويجدون أنفسهم مجبرين على اتباع الشيوخ والكهان الذين عفّى عليهم الزمان، لأنهم يتكلمون باسم الإله، وهم يرتدون البدل التركية، بعد أن ألقوا ببدل المحلة في أقرب سلة مهملات، وأبوك السقا مات!. تنقطع الكهرباء وتتكاثر الطوابير ويتحول استاد القاهرة إلى مجلس حرب على الكفار، يتقافز فيه الكهان والعيارون والشطار، الذين أصبحوا نجوما في تليفزيونات التكفير، للبحث عن الجميلات بين المطربات والممثلات، حيث تتم عمليات التحرش والسب واللعان، لغرض خفي اسمه الزواج بإحسان! في تلك اللحظات السوداء، حيث تتكاثف الظلمة والفئران والصراصير وأم أربعة واربعين، يخرج من قلب الوطن فارس، يعيد للمحروسة وجهها الحقيقي، السيسي لم يتبع هواه، بل اتبع أمر الشعب، الشعب هو القائد والمعلم، كلمة ناصر الشهيرة، والسيسي ابن هذا القائد والمعلم، لم يتأخر، لم يتأخر عن تلبية نداء الوطن الذي كان يصرخ، طالبا الرحمة من هؤلاء الذين، كفروه، وأذلوه، وقطعوا عنه شريان الحياة، ولوثوا الجباه، فأصبحت مصر في لحظة فالتة من الزمن ملطشة العالم، وأصبح ينظر إليها على أنها مجموعة من الغوغاء والمتنطعين وشيوخ الكفر والحلنجية، واختلط الحابل بالنابل وضاعت هيبة الوطن، وأصبح مرتعا للجرذان، القادمين من أفغانستان وباكستان، وتحول الوطن إلى جحيم كامل! السيسي ليس متفردا عن المصريين، فله مالهم وعليه ماعليهم، إن مقارنة بسيطة بينه وبين قادة مصر العسكريين العظام أمثال أحمد إسماعيل والمشير أبو غزاله والمشير الجمسي، وأولهم بالطبع الراحل جمال عبد الناصر، كلهم أبناء العسكرية المصرية التي تربت في أحضان القومية المصرية التي حملت جينات عربية وإسلامية وقبطية وفرعونية، المصريون أمة وليسوا مجرد شعب في سلسلة من الشعوب، المصريون صانعو أول حضارة في التاريخ، المصريون رغم كل متاعبهم الحضارية الآن، يبحثون عن دور جديد لم يكتب في التاريخ، هذا الدور القائم على أكتاف الطبقة المتوسطة والطبقة الأقل فقرا، هاتان الطبقتان هما حملة مشاعر التنوير في مصر، وجل أبناء العسكرية المصرية من هاتين الطبقتين، والسيسي أحد أبناء هذه الطبقة التي أطلقت عنان الحرية للمصريين. هل كان مطلوبا من السيسي وهو يرى ويسمع ذلك أن يتوقف مشاهدا مايحدث دون أي بادرة اهتمام، وحين خرج الشعب في 30 يونيو، كان ذلك إيذانا بتلك الحركة الهائلة التي قام بها الجيش، بأن مصر للمصريين ، وليس للارهابيين والقتلة ومدعي الدين! ليس لديّ في النهاية سوى أن أقول له تسلم إيدك يا أبو زيد.. قصدي يا أبو زيد الهلالي سلامة "السيسي"! [email protected]