كلمة معونة دي بتضايقني من زمان من وأنا صغيرة أوي.. وأنا في المدرسة الابتدائي الحكومية.. اللى كانوا بيلبسونا فيها "مريلة" آه كان اسمها كدة.. ما حدش ساعتها كان بيقول يونيفورم غير ولاد البهوات.. كانوا بيلموا مننا فلوس يعني عشرة قروش.. أو 20 قرش من كل طالب على حساب حاجة اسمها "معونة الشتا" ولا أنا عمري عرفت إيه هي معونة الشتا دي، ولا فكرت يوم أسألهم بتعملوا بيها إيه.. وخيالي الطفولي "الحكومي" وقتها كان بيقولي أن أكيد "مصر" عايزة تساعد الناس الغلابة في أنهم يتدفوا في البرد في الشتا فبتشتري ليهم بطاطين.. ولما كبرت شوية حضرت وأنا في آخر إعدادي وأول ثانوي "أصل أنا لسة صغنونة أوي" جمع التبرعات لمستشفي 57 3 57 وكان كل همي فعلا إن المستشفي دي أصلا تتبني.. شوف دلوقتي اتبنت إزاي ولسه برضه بيلمولها تبرعات "شكلها بقت مشروع قومي زي السد العالي كده"، ومع ذلك الأطفال بيتعالجوا من السرطان.. لكن المواد المسرطنة نفسها والميه الملوثة اللي فيها مشاكل الدنيا والآخرة والتأمين الصحي اللي ما بيعالجش حد.. كل دول لسه موجودين.. والتبرعات بتاعة مستشفى واحدة.. حلت أعراض المشكلة.. لكن ما حلتش المشكلة وطلع كل اللي بيتبرعوا من أول ما اتولدوا زي حالاتي.. لحد دلوقتي بيتبرعوا في الهوا وبيساعدوا صحيح.. لكن المشكلة والمصيبة بتفضل موجودة أما بقى حدث ولا حرج عن المعونة الأمريكية.. اللي مصر موعودة بيها من زمان.. لما تيجي النهاردة تقولي لم تبرعات عشان نسد اللي هيحصلنا بعد عجز المعونة أقولك وماله.. نعتبرها معونة الشتا بتاعة ابتدائي ونعمل تذاكر الواحدة ب20 جنيه أي ما يعادل 20 قرش بتوع ابتدائي واهه مش هنخسر حاجة وكله لمصر.. بس يا سيدي ويا سيدتي لما تعرفوا بنود صرف المعونة الأمريكية في مصر إيه؟؟ أعتقد هتفكروا كتير قبل ما تتبرعوا عشان تكونوا إنتوا بديل المعونة.. واللي أقدر أأكدهولكم إن البنود دي ما فيهاش ولا تعليم ولا صحة ولا أكل.. لوعونا بقي ولموا المعونة.. يمكن تنفع اللي بتروحلهم.. واللي أنا وإنتوا مش منهم!