لم تسلم آثار الدقهلية من سرقة ودمار على مدار العصور، مروراً بالحزب الوطنى ووصولاً لحكم الإخوان. وكانت استراحة الخديوى توفيق أكبر دليل على ذلك، بعدما استولى الحزب الوطنى عليها ليقيم مقراً لأمانة الدقهلية، ثم انتهى المشهد بحريق هائل نشب فى مقاره، وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن عامين على سقوط الحزب، بفضل الثورة لكن آثار الخراب التى تركها مازالت تخيم داخل القصر؛ بعدما قرر المحافظ جعله متحفاً مغلقاً للأشباح وليس للأعلام كما جاء بالقرار. تأتى حكاية المبنى الجميل، الذى توسط النيل مباشرة بمرساه الداخلية، وكتب عليه الأمانة العامة للحزب الوطنى بالدقهلية؛ والواقع فى شارع الجمهورية على كورنيش النيل، عندما قام الخديوى إسماعيل ببناء قصرين مرتبطين ببعضها؛ وربط بهما استراحة على النيل لوالدته ذهبية 1909 م لتقف على النيل للتنزه . وشغلت هذه الاستراحة والدة الخديوى واهتمت بها وبتطويرها بعدها؛ اتخذت مكاناً مهماً لاستقبال أكبر الشخصيات الحكومية الزائرة للمنصورة؛ ولكن عندما أنشئت المحاكم المختلطة، وهى المختصة بمحاكمة الأجانب، شغلت المحكمة المختلطة بالمنصورة هذين القصرين؛ وذلك لكثرة الأجانب بالمنصورة وسمى الحى الذى يقع فيه القصران حى "المختلط"؛ كما كانت هذه الاستراحة محكمة الإسماعيلية نسبة للخديوى إسماعيل. واتخذتها شجرة الدر مكاناً لها للتنزه وإعادة رونقها من جديد وكانت تستريح بها عندما تأتى المنصورة؛ ومنها كانت قرارات مقاومة حملة الفرنسيين والنصر بمعركة المنصورة، وأسر لويس التاسع وظل الحال حتى أعطيت الاستراحة التى تقع على ضفة النيل إلى بلدية المنصورة، فتم شغلها بدار الكتب وكان مكاناً رائعاً للقراءة تخرج منه الأدباء والعلماء منهم أنيس منصور. ثم تحولت إلى مقر للمجلس الشعبى المحلى لمركز ومدينة المنصورة؛ ثم إلى مقر الحزب الوطنى بالدقهلية؛ بالإضافة لغرفة صغيرة خصصت لدار الكتب واحتوت على مخطوطات أثرية ضم أعظم وأعرق الكتب التاريخية؛ والتى لا تقدر بثمن حتى التهمت النيران المبنى ودمرته مع ثورة 25 يناير؛ وقضت على ما احتواه من تاريخ وذكريات وكتب ليتخذه شباب الثورة مقراً دائماً لثورة الشعب المصرى بالمنصورة. حتى أصدر اللواء سمير سلام القرار رقم157 لسنة2011 ؛ والذى ينص على استرداد كل العقارات المملوكة للدولة بنطاق المدن والمراكز؛ وعاد المبنى لحى شرق المنصورة، وبعدها بعدة شهور صدر قرار اللواء محسن حفظى؛ بتحويل الاستراحة لمتحف أعلام الدقهلية بعد ترميم الوجهة ورفع اللافتة؛ ولكن ترك الخراب كما هو بالداخل وأغلقت أبواب الاستراحة الأثرية منذ أكثر من عامين حتى أصبحت متحفاً وظلت خرابة بدعوى أنها تحتاج إمكانيات مالية غير متوفرة حالياً وظل الجميع يبكى على الأطلال.