خطايا الحزب الوطني بالمنصورة استيلاؤه علي ثلاثة أرباع مبني دار الكتب لتكون مقرا له مما أدي إلي تكدس الكتب في الجزء المتبقي من المبني لتصبح الدار مخزنا لكتب لا مكانا للقراءة. وقد كتب أنيس منصور منددا بمن قام بهذا العمل داعيا إلي ضربه ب "القباقيب" - وهو جزاء شجرة الدر - جزاء هذه الفعلة الشنعاء وإعادة الدار لمهمتها وهي مكان للقراءة خاصة أن بها الكثير من المخطوطات التي تنفرد بها. أما قصة هذه الدار فيرجع إلي عصر الخديو إسماعيل. فقد بني قصرين كبيرين متقابلين بالقرب من البحر الصغير.. وهو الذي دارت فيه معركة المنصورة مع لويس التاسع.. وكان يربطهما كوبري علوي. ثم بني أمامهما استراحة علي نيل المنصورة تقف أمامها دهبية للتنزه في النيل. وشغلت هذه الدار والدة الخديو. عندما أنشئت المحاكم المختلطة. وهي المحاكم المختصة بمحاكمة الأجانب. شغلت المحكمة المختلطة بالمنصورة هذين القصرين وذلك لكثرة الأجانب بالمنصورة وسمي الحي الذي يقع فيه القصران حي المغتلط. وكانت هذه المحاكم في القاهرة والإسكندرية والمنصورة فقط. وأعطيت الاستراحة التي تقع علي ضفة النيل إلي بلدية المنصورة فتم شغلها بدار الكتب. وكان مكانا رائعا للقراءة.. وعندما ألغيت المحاكم المختلطة شغلت محكمة الاستئناف القصرين دون الاستراحة.. الموجود علي ضفة النيل والذي خصص لدار الكتب. وفي عهد الحزب الوطني وحكوماته المتعاقبة - لا رجعة له - تم الاستيلاء علي الجزء الأكبر من المبني ليشغله الحزب وضاعت صرخات المثقفين في الهواء وكتب أنيس منصور داعيا إلي ضرب الذي أخذ قرار الاستيلاء علي معظم المبني للحزب بالقباقيب. ثم لزم الصمت عندما أنشأ له المحافظ تمثالا ليوضع في نهاية شارع مدرسة المنصورة الثانوية والتي كان طالبا بها. متجاهلين كثيرا من مفكري وأدباء وشعراء المنصورة أمثال هيكل والزيات وإبراهيم ناجي وعلي محمود طه!! وبقيام ثورة الشعب المباركة تم حرق مقر الحزب - لتدمير ما به من وثائق - وتخاذل رجال المطافئ في الإطفاء فاحترقت معه دار الكتب بما فيها من نفائس.