شهدت جميع المحافظات الأسبوع الماضي انقطاعا فى التيار الكهربائي ، وخيم الظلام على المدن السياحية خاصة فى البحر الأحمر والغردقة ومرسى علم ، ما تسبب فى انخفاض نسبة الإشغال بالفنادق إلى 30% بعد أن كانت تتراوح ما بين 70 و80% لاعتمادها على السياحة الشاطئية الرائجة فى تلك المناطق، كما تسبب الظلام فى عزوف السياح عن زيارة هذه المناطق ، الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على نسبة الإشغال بالفنادق وتشريد أكثر من 7 آلاف عامل وتهديد أكثر من 400 فندق بالإغلاق . مصدر مسئول بمركز التحكم القومي أرجع الأزمة - كالعادة - الى زيادة الأحمال، لافتا إلى أن القدرات التوليدية لم تتعد 23 ألف ميجا وات , مما تسبب في عجز نحو 4 آلاف ميجا وات مع ارتفاع درجات الحرارة التى تفقد 25% من قدرات توليد الوحدات الغازية والمركبة، و10% للوحدات البخارية, مما أدى إلى خروج وحدات من الخدمة ، منها الكريمات المركبة، وفقدان 375 ميجا وات من محطة كهرباء العطف، ووحدات توليد خزان أسوان بالكامل، ووحدتين بالوليدية، وخروج 5 وحدات بالسد العالي، وخروج نحو 500 ميجا وات بمحطة الشباب، مما أدى إلى انقطاع التيار بعدد من محافظات الجمهورية لساعات متعددة، حصل الصعيد على النصيب الأكبر منها . من جانبه قال هشام زعزوع - وزير السياحة- إن ظاهرة انقطاع الكهرباء تشوه سمعه مصر سياحيا أمام دول العالم، مؤكدا أنه أصدر قرارا بإلزام الفنادق بتوفير مولد كهرباء داخل كل فندق للتغلب علي ظاهرة انقطاع الكهرباء، لافتا إلى إنه جارى التفاوض مع وزارة الكهرباء لرفع المناطق السياحية من قائمة تخفيف الأحمال ولكنها أكدت أن السولار الموجود لا يكفى لتشغيل محطات توليد الكهرباء، ومن الصعب استثناء المناطق السياحية من قائمة تخفيف الأحمال . وحذر وجدى الكردانى، عضو غرفة المنشآت السياحية، من ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى بالقرى السياحية وفنادق البحر البحر الأحمر والغردقة باعتبارها تضرب السياحة فى مقتل ، مشيرا إلى إن السياحة الشاطئية هي الأمل الوحيد المتبقى الذى تعيش عليه السياحة فى مصر . وقال إن أكثر من 400 فندق و7 آلاف عامل مهددون بالتشرد بسبب استمرار قطع الكهرباء المتكرر. من جهته قال الدكتور أكثم أبو العلا، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة، إن الأزمة نتجت عن نقص الغاز الذي تسبب في فقدان ألف ميجا وات، بجانب قيام المواطنين بالتعدي على خطوط الربط الكهربائي, ما أدى إلى خروج وحدات من الخدمة , منها التعدي على محولات الصالحية «جهد 66 كيلو فولت»، وخطوط ربط محطتى جرجا ونجع حمادى »جهد 220 كيلو فولت» التي تعرضت للفصل بسبب تعدى أحد الأهالي على هذه الخطوط, مما أدى إلى وفاته وخروج هذه الدوائر من الخدمة. وفي السياق ذاته، قدم الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، مجموعة من الحلول العاجلة للخروج من أزمة انقطاع التيار الكهربائي, وتتمثل في سرعة استيراد الغاز الطبيعي بصورة عاجلة من الخارج أو استيراده من الداخل. وطالب بتخفيض نسبة الدعم الحكومي على الطاقة ، وإلغاء الدعم الكامل على الاستهلاك المنزلي من الكهرباء, مع تعويض الطبقات محدودة الدخل, خاصة مع ارتفاعه بعد الثورة إلى 45% بزيادة 10% عما كان عليه قبل الثورة، على عكس الاستهلاك الصناعي الذي هبط من 34% قبل الثورة إلى 24% بعدها .