سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر على وشك الظلام الكامل بسبب "النهضة".. تحويل المحطات للعمل بالسولار يدمِّر محطتَى شبرا الخيمة وشمال القاهرة.. 6 ملايين جنيه خسائر يومية بسبب عيوب فى محطة النوبارية وحدها
بعد الفشل الواضح فى الحد من سلسلة الكوارث المتلاحقة من حرائق وتأمين المنشآت العامة والخاصة وحركة المرور وحوداث القطارات، كان للكهرباء نصيب الأسد فى إثبات فشل الرئيس وحكومته فى توفير طاقة جديدة لتوليد كهرباء يعوّض النقص الحاد فى السولار والبنزين اللذين تعتمد عليهما محطات توليد الكهرباء فى مصر. كارثة انقطاع الكهرباء عن 8 من محافظات الصعيد نهاية الأسبوع الماضى تركت وراءها تساؤلات عديدة، فرغم التحذيرات عن وجود مخطط مسبق عن إحداث أزمات داخل عدد من منشآت الدولة الحيوية وعلى رأسها قطاع الكهرباء، والتى حملت اسم "إظلام القاهرة" والتى اعتمدت على قطع الكهرباء بعدد من المناطق وتم نسبها إلى مجموعات "بلاك بلوك" تارة وإلى بعض القوى الثورية تارة أخرى، فإن الحكومة ومن ورائها الوزارة لم تتحركا، وحدثت بالفعل مشكلات عديدة فى الإنارة وآخرها انقطاعها عن محافظات الصعيد، والتى شهدت موجة انقطاع التيار الكهربائى عنها، وأعقبتها حالة ارتباك شديدة لمسئولى الوزارة على مستوى الجمهورية، وأرجعت المصادر التى خرجت من وزارة الكهرباء أن الانقطاع جاء لشدة التيار بسبب حدوث تذبذب شديد أعقبه انقطاع فى الكهرباء بشكل مفاجئ، وحدث عطل بمحطة كهرباء مصر الوسطى، الأمر الذى أدَّى إلى التأثير على الشبكة الموحّدة بمحطة نجع حمادى، التى تتحكم فى التيار على مستوى الجمهورية. بينما قالت مصادر أخرى إن انقطاع التيار كان لخروج محطة توليد عن الخدمة أو لتخفيف الأحمال نتيجة لانخفاض الجهد، إلا أن التأكيدات من واقع ملفات الفساد والتى تقدمت بها الجبهة القانونية لاسترداد حقوق العاملين بوزارة الكهرباء والطاقة تؤكد أن سوء الإدارة منذ تولى محمود بلبع الوزير السابق للكهرباء، هى السبب فى ذلك، والدليل على خروج المحطة رقم 3 فى النوبارية منذ أول يوليو 2012 وفقدان 750 ميجا وات من الشبكة الكهربية نتيجة الإهمال وسوء الفحص والاستلام لوحدات التوليد، حيث إن المحطة دخلت الخدمة فى 2009 وتكلَّفت 4 مليارات جنيه، وبعد أقل من 3 سنوات تعطَّلت الوحدات الغازية نتيجة انهيار ضاغط الهواء الرئيسى للوحدات وتبلغ خسائر اليوم الواحد لتوقّف المحطة أكثر من 6 ملايين جنيه، بخلاف تكاليف الإصلاح. وتم تأجيل الصيانة الدورية الخاصة بالوحدات الغازية بمحطة الكریمات 3، مما أدّى إلى تدمير غرف الحريق بإحدى الوحدات قدره 250 ميجا وات وخروج هذه الوحدة، بالإضافة إلى الوحدة البخاریة المركبة بنفس المحطة من الخدمة يوم 31 يوليو2012 وفقدان 500 ميجا وات من الشبكة، وهى أيضًا محطة حديثة دخلت الخدمة فى 2009 وتكلَّفت 4 مليارات من الجنيهات، ولم تتخذ الوزارة أى إجراءات قانونية ضد شركة "سيمنس" الألمانية، بعد تكرار الأعطال فى التوربينات الغازية بمحطة توليد النوبارية التى وردتها الشركة لمصر والتسبب فى خسائر فادحة للدولة تقدر بالمليارات، بجانب خروج أجزاء كبيرة من أكبر محطتَين فى جمهورية مصر العربية من الخدمة، وهما محطتا شبرا الخيمة وشمال القاهرة، بسبب تشغيلها بالسولار بدلًا من الغاز. وأدّى سوء التخطيط والإدارة طوال فترة طويلة إلى عدم توقع زيادة الأحمال ولا خطط مستقبلية للصيانة أو نسب التوسعات بالمحطات، ولا الأخذ فى الحسبان أزمة الوقود العالمية حيث تم الاعتماد خلال العامين الماضيين على الوحدات الغازية ذات الكفاءة المنخفضة وإضافة 16 وحدة غازية "دورة بسيطة" أغلبها لا يمكن تطويرها إلى وحدات مركبة أى أن كفاءتها ستظل دون ال30% أى أنها وحدات مهلكة للوقود دون إنتاج. وطوال الفترة السابقة كانت محصلة الوحدات المعتمدة على الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية "صفر"، فالطاقة الجديدة والمتجددة لا تتعدى ال550 ميجا، وهو الأمر الذى أوقع المحطات فى أزمة وقود واضطرت المحطات إلى استخدام الوقود البديل وهو المازوت المدمر للوحدات. أما عن الشبكة الكهربائية فقد أهملت جودة المنتج، خصوصًا فى محافظات الصعيد، والتى يصل فيها الجهد الكهربى بالمنازل دون 150 فولت وهو مما يعنى احتراق الأجهزة وعدم قدرتهم على تشغيل البعض الآخر منها، ويرجع السبب إلى عدم وجود محطات فى الصعيد المصرى غير مجمع الكريمات وأسيوط. كما أن انقطاع التيار الكهربائى المستمر يكبد القطاع خسائر فادحة بسبب عدم رضا المواطنين عن الخدمة، مما يجعلهم لا يدفعون فواتير الكهرباء وهو ما يؤثر بالسلب على اقتصاديات شركات الكهرباء والقطاع ككل، بجانب تأثر قطاعى الصناعة والسياحة كذلك، حيث يؤدى ذلك إلى إحداث توقف لقطاع الصناعة فى مصر وذلك بسبب عدم وصول التيار الكهربائى للمصانع، مما يؤدى إلى شللها التام فى إتمام مهامها ويضر عظيم الضرر بقطاع حيوى فى مصر وهو قطاع الصناعة. ولا يقل قطاع الصناعة عن السياحة، وذلك لأنه بسبب انقطاع التيار الكهربائى، امتنع السائحون عن المجىء من بلادهم إلى مناطقنا السياحية والتى تتميز بحرارة شديدة، وتستوجب وجود تكييفات لمواجهة هذه الحرارة، فانقطاع التيار جعل السائحون يطفشون من السياحة المصرية بحجة درجات الحرارة العالية مع عدم وجود مكيفات لهذا الجو، وخوفهم من حالات البلطجة والسرقات التى تتم فى الظلام.