سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"شينخوا" الصينية: سد النهضة ورقة ضغط إثيوبية على مصر.. يقلل حصة القاهرة بمقدار 10 مليارات متر مكعب.. إعلان أديس أبابا تغيير مجرى النيل أصاب المصريين بصدمة
ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية أنه على الرغم من رد الفعل المصري الهادئ حيال إعلان إثيوبيا البدء في تحويل مسار النيل الأزرق، فإن خبراء أكدوا أن هذا تهديد حقيقي لحصة مصر من مياه النيل وسيؤثر على جميع المشروعات المتعلقة بها. ورأت الوكالة أن هذا ليس أول تهديد يوجه لمصر فيما يتعلق بمياه النيل، حيث أشارت إلى اتفاقية عنتيبي أو الاتفاقية الإطارية التي وقعت عليها 6 دول من أصل دول حوض النيل العشر لإعادة توزيع حصص مياه النيل، وهو ما رفضته دولتا المصب مصر والسودان؛ وبناءً على الاتفاق، شرعت إثيوبيا لبناء السد، وتهدد حصص مصر والسودان من مياه النيل؛ وتبلغ حصة مصر 55.5 مليار متر مكعب، والسودان 18.5 مليار متر مكعب. وقالت الوكالة إن إثيوبيا طالما كانت تسعى لامتلاك ورقة ضغط على مصر عبر محاولتها التحكم في حصة مصر من المياه، موضحة أنه في عام 1970؛ حاولت إثيوبيا بناء 26 سدا وخزانا على النيل الأزرق لتوفير 5.4 مليارات متر مكعب من مياه النيل ولكن مصر اعترضت على المشروع وفقا لمعاهدة عام 1929. وأكدت الوكالة الصينية أن إعلان إثيوبيا تغيير مجرى النيل الأزرق أصاب معظم المصريين بصدمة خاصة وأنه جاء بعد أيام من عقد الرئيس محمد مرسي محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين في أديس أبابا على هامش القمة الإفريقية. ووصف أحمد حجاج، الدبلوماسي السابق والرئيس الحالي للجمعية الإفريقية في القاهرة، تحويل مجرى النيل الأزرق بالتطور الغريب وغير المتوقع بعد التطمينات التي أعلنتها أديس أبابا بأن حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر؛ واستنكر اتخاذ إثيوبيا هذه الخطوة المثيرة للجدل دون إجراء مشاورات مع دولتي المصب مصر والسودان. وقال: "إنه كان ينبغي انتظار النتائج النهائية للجنة الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا التي ستحدد تأثير السد على دولتي المصب والأضرار الناجمة عنه خاصة وأن اللجنة تضم كبار العلماء والخبراء المحايدين من جميع أنحاء العالم في هذا المجال". من ناحيته، أعرب روبرت إسكندر، سفير مصر السابق لدى أديس أبابا، عن دهشته من البدء في بناء السد قبل التوصل إلى تفاهم مع البلدان المعنية، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك خلاف بين الخبراء حول تأثير السد على حصة مصر من مياه النيل حيث يعتقد البعض أنه سيقلل حصة مصر بمقدار 10 مليارات متر مكعب. ونقلت الوكالة على لسان هاني رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية قوله: "إن سد إثيوبيا سيسبب أضرارا جسيمة لمصر منها خفض حصتها من مياه النيل وجفاف الأراضي الزراعية وارتفاع نسبة الملوحة في منطقة الدلتا وخفض قدرات السد العالي على توليد الكهرباء"؛ وأضاف أن تصميم السد تم تعديله 3 مرات، لزيادة ارتفاعه وقدرته على تخزين المياه. وحذر رسلان من أن سد النهضة أو سد الألفية جزء من حلم إثيوبيا القديم لفرض سيطرتها على مياه النيل مؤكدا أن أديس أبابا لها طموحات سياسية وإستراتيجية من وراء تشييد السد. وانتقد رسلان رد الفعل الرسمي ووصفه بأنه ضعيف ومتخاذل واتهم القيادة السياسية بمحاولة التقليل من مخاطر السد لتجنب اتخاذ إجراءات رئيسية لحل الأزمة، وأضاف أن القيادة منشغلة بالقضايا السياسية.