نشر مهرجان "كان" على موقعه الرسمى حوارا مع عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بالمهرجان الممثل، والمخرج دانيل أوتوى، والحاصل على جائزة مهرجان كان عن دوره في فيلم "Le Huitième Jour"، وفي عام 2000 حاز على أوسكار أفضل ممثل عن فيلم باتريس لوكونت "La Fille sur le pont"، "فتاة الجسر"، هذا العام، يشارك كعضو في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إلى جانب "ستيفين سبيلبيرج" وأجرى الحوار معه فينكا فان أيكي. ◄ تشارك في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة وتتمثل تسع جنسيات، ما هي الخاصية التي توفرها نظرتك الفرنسية؟ - في الواقع، ألاحظ أن المشاعر التي تعبر عنها الأفلام تدرك حسب الثقافات، وتقوم كل جنسية بالتقاط الإشارات التي تعرفها بشكل أسرع من غيرها، يمكنني أن أدرك أشكال المشاعر التي تظهر على الممثلين الفرنسيين، والإيطاليين، وحتى الإنكليز أو الأميركيين، بينما يدركها أصدقاؤنا اليابانيون بشكل مختلف. ومن جهتي، سأحاول تفسير مصدر التأثير في الأفلام التي طاولتني، لأن المهم في الأساس هو مصدر التأثير، بعض المشاعر يمكن أن تبدو مصطنعة أو عشوائية لهذا الشخص أو ذاك إن لم يعرف طريق هذه المشاعر أو الانفعالات. ◄ تعاونت مع أكبر المخرجين وعملت تحت إدارتهم، بعد تحقيق مثل هذه المسيرة المهنية، ممن تأمل الحصول على اقتراحات؟ - في الحقيقة، لا أعرف تماما، آمل أن يتواصل سخاء الحياة. هناك أجيال جديدة من المخرجين الذين بدءوا العمل، وآخرون يصبحون مخرجين، الممثل هو كشجرة، تنمو، وتكبر، وتشيخ، ونحن بحاجة دائما إلى الشجر الكبير، والشجر المسن، لذلك، سنرى ونأمل ! ◄ ما الذي يدفعك للموافقة على دور ما، وما هي الأدوار التي يمكن لك أن ترفضها؟ سبق لي أن رفضت أداء أدوار تمس داء العصاب عندي لأنني لم أكن أرغب بمواجهة هذا الداء، كما سبق لي من جهة أخرى أن وافقت على أداء أدوار معقدة جدا وصعبة العيش، مثل دور الخصم l'Adversaire من إخراج نيكول غارسيا مثلا، فهذه الشخصية التي تعيش في الكذب وتقنع كامل محيطها العائلي بأنها تعيش حياة مختلفة. وفي مثل هذه الأدوار نتحرر عندما يبصر الفيلم النور ويراه المشاهدون، اليوم لا أعرف إن كان لدي القوة الضرورية للموافقة على أداء أدوار تزعزعني. ◄ ما هي الأدوار التي قمت بها وأثرت فيك بشكل خاص، ولماذا؟ - غالبا، عندما تكون ممثلا وتقوم بأدوار في أفلام كثيرة، تنتقل بسهولة من دور إلى آخر، وقد يحصل أحيانا أن يشهد الدور شهرة كبيرة في أنحاء العالم، في حين أن أداءه كان بشكل مرح وسطحي، لكن الأمر ليس مهما، لا علاقة للآخرين بكمية المحروقات التي نستهلكها. ◄ عندما تكون مثلت دور أنطوان، وبرونو، وبيير، ولوي، وستيفان، وريمون، وبول.. من الصعب عدم الضياع، أليس كذلك؟ لا، ليس كذلك، لأن الحظ حالفني دائما، وأن ما حصل لي خلال مسيرتي المهنية كان معجزة فعلا، وبالتالي، فإنني أواصل العمل كما في بداياتي، مع الطاقة نفسها، ومع نفس الخشية في الأعماق، إنني أعرف تماما أن ما حصلت عليه، كان بفضل العمل المتواصل وبفضل طاقة خاصة جدا، لسنا ما يعتقده الآخرون عنا ولسنا أيضا ما نأمل ونريد، لدي هذا الوضوح في الرؤية وبالتالي، ما زلت نفسي وما ضعت. ◄ عام 2011، ظهر فيلم La Fille du Puisatier"ابنة حفار الآبار" أول فيلم لك كمخرج، ما هي الذكرى التي تحتفظ بها من العبور خلف الكاميرا؟ - الإخراج اكتشاف بالنسبة لي، إنها مهنة جديدة تتملكني، والغريب أن بعد 40 عاما من التمثيل وأداء أدوار كثيرة، ما يستجد هو التخلي عن الذات، أي أنني لو مثلت دورا في فيلمي، لا أهمية لذلك، إنما المسألة شكلية، تمكنت من الاهتمام بنفسي ولمدة طويلة، واليوم ما يهمني هو الآخرون، وأحب القيام بقص الحكايات. ◄ انتهيت من اقتباس حكاية "ماريوس وفاني" عن رواية مارسيل بانيول، طبع هذا الكاتب مسيرتك المهنية، ماذا يلهمك لدى هذا الروائي؟ - أقوم بزيارته كما يمضي الآخرون حياتهم بزيارة تشيخوف وموليير.. المواضيع التي تناولها مارسيل بانيول هي مواضيع عالمية، تخص الأبوة، وصلة الرحم، وخفقات القلوب.. إنه كاتب عالمي وأحب أن أسمعها للآخرين من خلال اقتباسها، بتخليصها أحيانا من الأشياء المضحكة قبل 80 عاما وجعلها في متناول عصرنا الحالي. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا