السينما عالم غريب لا يعرف القواعد والقوانين.. كل فنان حالة خاصة والمبدع من المستحيل أن يكون نسخة بالكربون من مبدع آخر.. ومن خلال لقاءات صحفية في كان تحدث بعض المخرجين عن التجارب الإبداعية من مبدعيها وأساليبهم المميزة والمختلفة. من باخرة «بى» إلي جبال ألبيرتا الشامخة، تكون حياة أنج لي مسار رحلة سينمائية رائعة. أربعة عشر فيلماً ينتمي كل واحد منها إلي أنواع سينمائية مختلفة. وعن أسلوبه السينمائى يقول «أنج لى»: أود أحياناً أن يكون مسارى المهنى وكأنى دائماً في مدرسة السينما. أنا من المخرجين المولعين بها، أحب أن أمثل أدواراً مختلفة. وأنا كذلك فضولى وأحب أن أصوّر شتى دروب السينما. والأشخاص الذين التقيت بهم في كل مكان علمونى صناعة الأفلام، أكتب أفلامى بنفسى وأحاول أن أصور ما يثير اهتمامى. في بعض الأحيان، أؤجل مشاريع أربع أو خمس سنوات وهذه المشاريع تستبد بذهنى، لأنه يجب أن أصور أمراً له علاقة بى، وعليه فأنا استكشف نفسي، يوجد دائماً جزء مني في الموضوعات التي أتناولها أو في شخصيات أفلامى. كلما كنت بعيداً عن القصص والثقافات أبدعت علي نحو أسهل. وأنا أرى نفسى في أفلامى، في معظم شخصياتي وفي الشخصيات المتقدمة في السن كما في الأمر في فيلم Lust, Caution . وفي شخصية لي مور باي في فيلم Tigre et Dragon. الشخصية الرئيسية هي صيغة مُحسنة للمخرج! وعندما أري أن أمراً معيناً له علاقة بى، أجد طريقة لإخراج فيلم عن ذلك كما كان الأمر بالنسبة إلى فيلم L'Odyssee de Pi أثار هذا الكتاب اهتمامي حقاً. ظننت أنه من الصعب إخراج فيلم مقتبس منه. وبعد مرور فترة طويلة علي قراءة الكتاب، اقترح علي اقتباسه. أنا فضولى وهذه الصفة تحفزني كثيراً منذ أن تخرجت فى مدرسة السينما. وأنا مهووس بالخوف، وهذا الأمر راسخ في ذهنى. أخاف أن أكرر نفسي وبفضل فيلم «حياة بي» نلت جائزة الأوسكار كأفضل مخرج. وعملت لأكثر من أربع سنوات في هذا الفيلم. في الفيلم، يقول «بى»: «للحيوانات روح.. رأيتها في أعينها». وأنا سمعت أناساً كثيرين يتفوهون بهذه المقولة، ولاسيما الأشخاص الذين يهتمون بالحيوانات الوحشية. ويقول «لاف دياز» خضعت لعملية جراحية في الأسنان خلال التصوير بعد أن خُدِّرت. وبينما كان يجري طبيب الأسنان العملية الجراحية، فكرت في مبدأ تخدير الأسنان فابتكرت إحدى شخصيات الفيلم. وتقول ليني راماساى: لقد ولدت للإخراج، وقمت بتصوير العديد من الأعمال قبل الالتحاق بمعهد السينما حيث درست السينما وتعلمت كيف أستخدم الكاميرا، والتركيز علي التفاصيل، وأعتقد أن هذا هو السبب وراء اختيارى الوقوف وراء الكاميرا. وعلى الرغم من أن أهلى بسطاء إلا أنهم كانوا يصطحبوننى لمشاهدة الكثير من الأفلام، خاصة الأفلام الكلاسيكية، وفي سن 16، اكتشفت فيلم Blue Velvet للمخرج دافيد لونش. لقد أعجبت كثيراً به وأعطانى الرغبة في الوقوف وراء الكاميرا. وكنت محظوظة جداً. لقد تم اختيار فيلم تخرجي بكان ونال جائزة لجنة التحكيم، وبطبيعة الحال ساعدتني هذه الجائزة في حياتي، وأتذكر أنني قد استعرت كاميرا من معهد السينما، وقد تضايقت الإدارة لأني استعملت الكاميرات مدة أسبوعين. صورت باسكتلندا مع ممثلين غير محترفين. أتذكر أن النور كان جميلاً جداً. وفي هذه اللحظة فقط أدركت أني أمتلك موهبة فطرية للإخراج وأنني خلقت لهذه المهنة.. أحب أن أعرض الأشياء بطريقة فريدة، أحب أن أصل بالتعبيرات المرئية إلي أبعد مدى. أحب خوض المخاطر وتجريب أشياء جديدة والتعلم من التجارب. تأتيني أفكار مشاهد وصور وهي التي تعطي عادة الحياة لشخصيات القصة. أتعلم دائماً من تجاربى السابقة ومن التساؤلات ومن الأخطاء، وفي كل مرة أبدأ فيها تصوير فيلم ما، أصوره وكأني أصور لأول مرة. أعتقد أن طريقتي في صنع الأفلام قد تطورت وتحسنت. ومعظم الممثلين الذين عملت معهم أصبحوا أصدقاء لى. عموماً، أستطيع دائماً أن أحصل منهم علي ما أريده، أحتاج لأن يمنحونى أنفسهم وأن يثقوا بي وبنظرتى للأشياء، أتمكن أحياناً من أن أجعلهم يتجاوزون حدود إمكانياتهم التي لم يتجرأوا على تجربتها. لقد كان فيلم We Need To talk about Devin فيلما حزيناً جداً ولكننا كنا في التصوير كعائلة واحدة، كنا نستمتع بالموسيقى، نطبخ.. هناك أشياء رائعة في إخراج الفيلم وأروع شيء هو تصويرها. وأسوأ شىء هو إيجاد تمويلها بطبيعة الحال. هذه حياتي وأنا أحبها، إن الإخراج يجعلني أحيانا، لا أمل أبداً ولكنه أمر مرهق نفسياً. يقول دانيل أوتوى: ألاحظ أن المشاعر التي تعبر عنها الأفلام تدرك حسب الثقافات، وتقوم كل جنسية بالتقاط الإشارات التي تعرفها بشكل أسرع من غيرها، يمكنني أن أدرك أشكال المشاعر التي تظهر علي الممثلين الفرنسيين والإيطاليين، وحتي الإنجليز أو الأمريكيين، بينما يدركها أصدقاؤنا اليابانيون بشكل مختلف، من جهتي، والممثل هو كشجرة تنمو وتكبر وتشيخ ونحن بحاجة دائماً إلي الشجر الكبير، والمسن، لقد سبق لي أن رفضت أداء أدوار تمس داء العصاب عندي لأنني لم أكن أرغب بمواجهة هذا الداء، كما سبق لي من جهة أخرى أن وافقت علي أداء أدوار معقدة جداً وصعبة، مثل دور الخصم I'Adversaire من إخراج نيكول جارسيا مثلاً، فهذه الشخصية التي تعيش في الكذب وتقنع كامل محيطها العائلى بأنها تعيش حياة مختلفة.. في مثل هذه الأدوار، نتحرر عندما يري الفيلم النور ويراه المشاهدون. وعندما تكون ممثلاً وتقوم بأدوار في أفلام كثيرة، تنتقل بسهولة من دور إلي آخر، وقد يحصل أحياناً أن يشهد الدور شهرة كبيرة في أنحاء العالم، في حين أن أداءه كان بشكل مرح وسطحى، وأنا أواصل العمل كما في بداياتي، مع الطاقة نفسها.