الأمن الإيراني يطلق الرصاص على متظاهرين في الأحواز شهدت مدينة المحمرة مساء أمس تصعيدًا لافتا في مظاهرات بدأت في مدينة عبّادان قبل أربعة أيام على هيئة احتجاجات بسبب تجاهل السلطات الإيرانية لشكاوى الأهالي حول تلوث مياه الشرب وانقطاعها المتكرر. وشهدت البلاد انتفاضة عارمة، ساهم في إشعالها محاصرة الحرس الثوري الإيراني لجماعات من المتظاهرين، وإطلاق الرصاص الحي عليهم، ما أسفر عن سقوط 4 أشخاص وإصابة أكثر من 20 جريحًا، ودفع بالمتظاهرين للانتقال من الساحات الكبرى نحو أحياء المدينة، في تظاهرات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، بعد أن تحولت إلى انتفاضة حقيقية. وأعلن المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن المتظاهرين عمدوا إلى إحراق بنكي بارسيان وملت، وإحراق مكتب "سامري" مندوب مدينة المحمرة في البرلمان، وقام المتظاهرون بإحراق متاجر مستوطنين فرس في المنطقة، وأشعلوا الإطارات المطاطية لمنع التعزيزات الأمنية الإيرانية من الوصول إلى مناطق المظاهرات. الانتفاضة التي أطلق عليها نشطاء أحواز انتفاضة العطش، لاقت تواصلًا لافتًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، وتوّجت بدعوات من لجان التنسيق لمظاهرات في عموم الأحواز، تلبية لنداء أهالي مدينة المحمرة. وتأتي هذه الانتفاضة على خلفية استئثار السلطات الإيرانية لأنهار المياه العذبة في الأحواز كالدجيل، والكرخة، والجراحي، نحو مدنها الفارسية لتحرم سكان الأحواز العرب من مياههم، ضمن سياسة منهجية متعمدة من إيران، تستهدف حرمان الأحوازيين من المياه، لدفعهم نحو الهجرة، وترك الأرض التي استهدفت أيضًا بالتجفيف، لدفعها نحو التصحّر.