أكد يعقوب حر التسترى المسئول الاعلامى لحركة النضال العربى فى الأحواز أن زيارته للقاهرة مؤخرا كانت بهدف إطلاع الشعب المصرى والشعوب العربية على مأساة الشعب العربى فى الأحواز. وأشار التسترى إلى العديد من الإجراءات القمعية التى تتخذها السلطات الإيرانية مع شعب الأحواز. يقول التستري،كانت الأحواز إمارة مستقلة، حتى عام 1925، وتم احتلالها بمؤامرة بريطانية إيرانية، وكانت هناك عدة ثورات بالأحواز ، وفى عام 2005كانت هناك إنتفاضة كبيرة بالأحواز شملت جميع المدن الأحوازية، وحركتنا تأسست عام 1999، ولكنها انطلقت عام 2005 بعد أن ارتكبت السلطات الإيرانية العديد من المجازر بحق الاحوازيين سقط فيها آلاف من الشهداء والجرحى وعشرات الآلاف من الأسري، وقد انطلقنا باستهداف المراكز العسكرية والاقتصادية الإيرانية، وتنظيمنا توجهه قومى عروبي، وعملنا الأساسى عمل سياسى، لكن لدينا جناح عسكرى للدفاع عن أنفسنا تجاه السلطات الإيرانية، التى لاتلتزم بأى قانون دولى، وخلال الأسبوعين الماضيين كانت هناك إنتفاضة أحوازية بعد إحراق أحد المواطنين الأحوازيين نفسه فى مدينة المحمرة احتجاجا على مصادرة كشكه، وبعد مجيء الفريق السعودى للعب مباراة كرة قدم فى المدينة استغل الشعب الأحوازى الفرصة وحضر باعداد كبيرة المباراة فى الاستاد بزيه التقليدى واستغلوا الفرصة لإبراز هويتهم والتضامن مع مواطنهم الشهيد ، فحدثت مواجهات مع الشرطة الإيرانية واستشهد3 أحوازيين آخرين، وتم اعتقال 180 أحوازيا، وحدثت أعمال عسكرية ردا على ذلك، وأيضا أنشطة تضامن من الأحوازيين فى أوروبا، وتظاهر المئات أمام مقر الأممالمتحدة فى أوروبا، ومظاهرة فى بروكسل . ورغم المظاهرات والاحتجاجات والمقاومة مازالت قضية منسية فى العالم العربى . وحسبما يرى التسترى فإن ذلك يعود إلى التعتيم الإعلامي، فالأحواز محكومة بحالة طواريء، ولاتسمح السلطات الإيرانية بتواجد أى صحفى أجنبى إلا بإذن رسمى ومتابعة الاستخبارات الإيرانية ، وتكون فى الغالب القنوات التابعة لهم والمؤيدة لسياستهم ، لكن بعد انتفاضة عام 2005 وبسبب الانترنت حدثت انفراجة ، وبدأ الإعلام وخصوصا الإعلام الخليجى يتفاعل مع القضية الأحوازية ، وكذلك الجرائم التى ارتكبت فى سوريا بدعم إيرانى كشفت الوجه الحقيقى للمشروع التوسعى الإيرانى الذى يستهدف الأمن القومى العربى ، وبدات بعض أخبارنا الآن تصل للشعوب العربية فى الخليج، لكن حتى الآن لاتوجد للأسف تغطية إعلامية فى مصر، ونتمنى أن تجد قضيتنا تغطية مناسبة فى المستقبل القريب. ويضيف، بعد عملية عاصفة الحزم وتصريحات القيادة المصرية بضرورة مواجهة المشروع الإيرانى وجدنا أنه من المناسب المجيء إلى مصر، وفى مؤتمر القمة العربية الأخير فى شرم الشيخ وجدنا أن هناك روح مبادرة كبيرة. وعن مطالب الأحوازيين من الدول والحكومات العربية، يقول، المطلب الأساسى هو الدعم المعنوى ، ولو تم دعم القضية الأحوازية قبل عشر سنوات ما كان هناك ضرورة لعملية عاصفة الحزم اليوم ، وكلما تأخر العرب أكثر فى دعم القضية الأحوازية سيكون الثمن أكبر، الذى لن يتوقف أبدا فى اليمن ولاسوريا ولاغيرها، وهو مشروع طائفى توسعي، والتوافق النووى الأخير بين إيران والغرب جاء على حساب العرب ، وإن لم يدعمنا العرب من اجل دافع عروبى إسلامى إنسانى فيجب أن يكون من أجل الدفاع عن مصالحهم . وحول أشكال التضييق على الأحوازيين والممارسات القمعية بحقهم، يقول التستري: الجريمة الكبرى ضد الأحوازيين هى محاولة طمس هويتهم وسياسة التفريس هى الجريمة الكبرى بحقهم ، ومنذ اليوم الأول لسيطرة إيران على الأحواز تم منع التدريس باللغة العربية ، وفى السنوات الأولى قاموا بمنع الملابس العربية وسجن كل من يرتدى الزى التقليدى العربى ،وبسبب ذلك هاجرعشرات الآلاف، ولاتزال المضايقات مستمرة حتى الآن ، والزى العربى ممنوع فى الدوائر الحكومية والمدارس ، ووجد ذلك مقاومة شديدة من الأحوازيين، واندلعت من أجل ذلك ثورة الحويزة او ثورة العقال والزى العربي، وهناك محاولات مستميتة من أجل تغيير التركيبة السكانية ، وقد تسربت وثيقة من مكتب الرئيس الأسبق محمد خاتمى بضرورة تغيير التركيبة السكانية فى الاحواز خلال عشر سنوات، وقد كان ذلك عام 2005 ، ويبلغ عدد سكان الأحواز قرابة عشرة ملايين عربى . وحول الأقليات الأخرى داخل إيران وعما إذا كان هناك تنسيق معها، يقول مسئول الإعلام فى حركة النضال العربى بالأحواز، نعم لدينا علاقة وتنسيق جيد مع أقوى تنظيمات المقاومة البلوشية والكردية والتركية الأذرية على الصعيد السياسى والإعلامى وأيضا العمل الميداني، وتكوين استراتيجية مشتركة لهذه اشعوب وتنظيماتها الفعالة . وعما إذا كان هناك خوار مع المعتدلين داخل السلطة الإير انية قال، الفرس كشعب وسلطة ربما يختلفون فى كثير من القضايا، لكن عندما يتعلق الأمر بالشعوب غير الفارسية وخصوصا العرب، لأن العرب فى الذهنية الإيرانية هم الآخر هم العدو ، فيكون موقفهم واحدا، ويتفق المعتدلون والإصلاحيون فى إيران على رفض حقوق الأقليات غير الفارسية، والسياسة بالنتائج وليس بالكلام، وقد كانت الإعدامات فى فترة روحانى المعتدل أكثر منها بكثير من عهد أحمدى نجاد المحافظ ، ووفقا لمنظمة العفو الدولية زادت الإعدامات فى عهد روحانى بنسبة 20% ، وبالتالى لانجد هذا الاعتدال الذى يتحدثون عنه . وعما إذا كانوا قدحاولوا إثارة القضية مع جامعة الدول العربية أوضح: نعم كانت هناك محاولات ، وأؤكد هنا أنه لايوجد ضمان لأمن قومى عربى مادام هناك عربى واحد مضطهد، ولو سكت العرب عما يتعرض له شعب الأحواز فستظل إيران تقوى أذرعها وتعود إليهم ، حتى وإن قطعوا أيديها فى اليمن وسوريا والعراق ،نرجو من الجامعة العربية ان تقف معنا كأقلية عربية مضطهد، وقد بدأت المنظمات العالمية الآن تندد بما نتعرض له من إعدامات ومظالم ، بينما لم نحظى بعد بأى دعم عربي.