نظم مئات من العرب الأحوازيين مظاهرة أمام مقر الاتحاد الأوروبى فى العاصمة البلجيكية بروكسل، مطالبين المجتمع الدولى بالنظر فى معاناة أبناء جلدتهم فى الداخل من النشطاء والسجناء السياسيين العرب. وندد المتظاهرون بالإعدامات العشوائية التى يقوم بها النظام الإيرانى بحق العرب فى منطقة الأحواز، كما شاركت بعض النساء الأحوازيات اللواتى مورست عليهن السلطة الإيرانية شتى أنواع التعذيب فى السجون الإيرانية. وتزامنت هذه المظاهرة مع اليوم العالمى للمرأة، حيث طالبت نساء الجالية الأحوازية الحكومة الإيرانية بالإفراج عن السجينات الأحوازيات مثل السيدة فهيمة إسماعيلى منذ 2006، التى تم إعدام زوجها بتهمة محاربة النظام، وحكم عليها بالسجن لمدة 15 سنة هى وطفلتها سلمى التى لا يتجاوز عمرها 7 سنوات. وشارك العشرات من أبناء الجالية الأحوازية الذين وصلوا إلى بروكسل من مدن أوروبية عدة نشطاء من أبناء القوميات الأخرى من الأكراد والبلوش والأتراك الأذربيجانيين الذين يعانون من المعاناة نفسها، ومنها "الاضطهاد القومى" وسياسات التهميش المطبقة من الأنظمة المتعاقبة فى إيران، كما شارك أيضا فى المظاهرة ناشطون من الجاليات العراقية والسورية. بدورها، دعت الجبهة العربية لتحرير الأحواز وحزب التضامن الديمقراطى الأحوازى، أكبر فصيلين فى التنظيمات والأحزاب الأحوازية إلى مظاهرة حاشدة أمام مقر الاتحاد الأوروبى وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للانتفاضة النيسانية لعام 2005 فى الأحواز. وشهدت الأحواز منذ إسقاط حكمها العربى فى عام 1925 انتفاضات متواصلة، من أبرزها انتفاضة 15 إبريل 2005، حيث انتفض الشعب العربى الأحوازى انتفاضة شعبية عارمة استمرت أكثر من شهرين احتجاجا على تعميم حكومى دعا إلى قلب التركيبة السكانية فى الإقليم وتهجير العرب من أراضيهم ليصبحوا أقلية خلال 10 سنوات، ولكن قمعت بشدة وعنف وراح ضحيتها العشرات وسجن المئات، وأدينت إيران من قبل بعض منظمات لحقوق الإنسان مثل "هيومان رايتس ووتش" والبرلمان الأوروبى، لكن دون أى احتجاج أو إدانة عربية تذكر. وتمنع الحكومة الإيرانية القوميات غير الفارسية من ممارسة عاداتها الثقافية، كما لا تسمح لهم بالتدريس بلغتهم الأم، على الرغم من أن الدستور الإيرانى ينص على ممارسة هذا الحق الطبيعى للشعوب فى إيران. وتعاقب الحكومة الإيرانية أبناء العرب الأحوازيين السنة وتمنعهم من أداء صلاتهم بشكل جماعى، حيث اعتقلت 19 عربيا من الأحواز فى بداية شهر رمضان الماضى بتهمة التحول إلى المذهب السنى، وتعتبر السلطات الإيرانية التحوّل إلى المذهب السنى فى الأحواز ومناطق القوميات الأخرى ارتدادا وكفرا.