فيما تدور رحى المعارك في درنة بين الجيش الليبي وميليشيات "شورى درنة" الإرهابية يختفي عن الأنظار "سفيان بن قمو" الذي ظل لسنوات ما بعد ثورة فبراير أشهر وجوه الإرهاب في ليبيا وأكثرها غموضًا. من ليبيا لأفغانستان سفيان إبراهيم أحمد حمودة بن قمو المعروف ب"أبو فارس الليبي" هو سجين ليبي سابق في معتقل جوانتانامو، يعد الرأس المدبر لميليشيات "شورى درنة" الإرهابية وقائد ميداني كبير، وولد في 26 يونيو 1959 في درنة وعمل كسائق دبابة في الجيش الليبي، وانضم لاحقًا إلى الجماعة الليبية المقاتلة. عمل سابقًا في إحدى شركات بن لادن في السودان، ثم انتقل إلى أفغانستان؛ حيث عمل بمعسكرات تدريب تابعة ل"القاعدة"، والتحق بصفوف حركة "طالبان" وارتبط بعلاقة بممولي أحداث 11 سبتمبر، وعقب الاحتلال الأمريكي لأفغانستان تم اعتقاله ونقله إلى سجن جوانتانامو في 2007 إلى أن تم تسليمه إلى ليبيا. العودة إلى ليبيا وقضى سفيان بن قمو عامًا واحدًا في سجن طرابلس، قبل أن يفرج عنه من قبل نظام حكم معمر القذافي، ضمن برنامج مراجعات فكرية أقامته الدولة الليبية للإسلاميين، بإشراف سيف الإسلام القذافي، وكان الغرض منه إعداد نجل القذافي لوراثة الحكم. وبعد اندلاع الاحتجاجات الليبية والصراع المسلح ضد معمر القذافي، أعاد " أبو فارس الليبي" طموحه من أجل تأسيس الدولة الإسلامية في ليبيا، عبر جمع شتات أعضاء تنظيم القاعدة والموالين والمتعاطفين معها، فكانت درنة معقل تحركات "بن قمو"، حيث أسس "أنصار الشريع" التابعة لتنظيم القاعدة، في 2012، حتى حلها في 2014 باندماجها فيما يُعرف ب"مجلس شورى درنة" التابع ل"القاعدة". كما أشرف على 4 معسكرات أقامها التنظيم قُرب الحدود الشرقيَّة لليبيا، هي (الملاحم في درنة، النوفلية جنوب سرت، وخليج بردة، والجبل الأخضر)، إضافةً إلى دوره الفقهي؛ لهذا السبب خرجت تقارير ليبية تشير إلى أن أغلب من درّس لهم «ابن قمو» توجهوا للقتال بسوريا. المرجع الشرعي يعد سفيان بن قمو الحاكم والمرجع الشرعي الرئيسي لكلٍّ من (داعش - أنصار الشريعة - مجلس شورى المجاهدين - جيش الإسلام). قتل نجله إبراهيم في نوفمبر 2015 جراء معارك دارت بمحور الفتائح بين ما يعرف ب«شورى مجاهدي درنة» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى. واتهم بمشاركته في الهجوم على القنصلية الأمريكية في سبتمبر 2012 والتي قتل فيها السفير الأمريكي كريس ستيفنز ومعه ثلاثة أمريكيين. وترددت في 8 يوليو 2014 أنباء غير صحيحة عن قيام قوات من المارينز الأمريكي، باعتقاله وترحيله إلى واشنطن، للتحقيق معه في مقتل السفير الأمريكي.