قامت القوات الجوية المصرية بغارات ضد معسكرات الإرهابيين في مدينة درنة وتدمير المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة المعقل الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.. ردا على العملية الإرهابية التي استهدفت الأقباط اليوم.. وذلك بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.. ودرنة لها حكاية طويلة مع الإرهاب والجماعات الإرهابية.. فقد أصبحت درنة بمثابة مصنع للإرهاب، وحصلت على لقب" قندهار أفريقيا" منذ 2012، فقد سيطر تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا على درنة والذي يرتبط بتنظيمي القاعدة وداعش، وقد قام بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 2012، وفي 2014 أصدر مجلس الأمن قرارا بإدراج هذا التنظيم على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية، وقدمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وقتها أوراقا لإدراج "أنصار الشريعة" على القائمة السوداء تفيد بأن التنظيم أقام العديد من معسكرات التدريب لإرسال جهاديين إلى العراق وسوريا بالدرجة الأولى، وإلى مالي بدرجة ثانية، إلى جانب تورطه في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وقتل السفير الأمريكي و3 من أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا وقد ظهر تنظيم "أنصار الشريعة في ليبيا" عقب سقوط نظام الراحل معمر القذافي، بعد تجمع عدد من العناصر المسلحة في مدينة بنغازي وأطلقوا على أنفسهم وقتها "كتيبة أنصار الشريعة في بنغازي"، وسلموا زمام قيادتهم لمحمد الزهاوي، وأحمد خطالة الذي اعتقلته أجهزة المخابرات الأمريكية مؤخرا خلال عملية سرية لقوتها الخاصة داخل ليبيا، وبالتوازى مع ذلك ظهر أيضا في مدينة درنة سفيان بن قم وأنشأ ما عرف وقتها بتنظيم "أنصار الشريعة في درنة" كنسخة من التنظيم المماثل فى بنغازي، وبعد فترة اتحد التنظيمان داخل كيان واحد وأطلق أفراده على أنفسهم ما عرف بتنظيم "أنصار الشريعة في ليبيا"، ثم ظهر بعدها فرع آخر للتنظيم في تون، وينتمى زعماء التنظيم إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، فضلا عن الارتباط بالتنظيم الدولي الذي يقوده أيمن الظواهري. وفي أكتوبر 2014، خرج قادة تنظيم "أنصار الشريعة في ليبيا" يطلقون بيعتهم لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، واتخذوا رسميا من "درنة" مقرا لهم، وأصبح فرع تنظيم "داعش" في مدينة "درنة" يبعد عن الحدود المصرية 300 كيلومتر فقط، وهو السبب الذي على أساسه اختاروا درنة لتكون مقرا لهم حتى يكونوا قريبين من الحدود المصرية، وعقب ذبح 21 مواطنا مصريا على يد هؤلاء الإرهابيين في 2015 قامت القوات الجوية بقصف مواقع التدريب والتخزين لتنظيم داعش داخل درنة وتتواجد في درنة العديد من التنظيم الإرهابية الأخرى منها مجلس شورى شباب الإسلام وتنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة، أما عن مجلس شورى مجاهدي درنة فهو تحالف لميليشيات إسلامية تعلن أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في درنة، ليبيا. إضافةً إلى السعي لتنفيذ أعراف اجتماعية صارمة في المدينة الساحلية، وتعرف بأنها تناصب العداء المطلق مع الفريق خليفة حفتر، ولاحقاً تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وعند تأسيسه ضم كل من ميليشيا أنصار الشريعة في درنة والمصنفة على لائحة الإرهاب من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ 20 نوفمبر 2014، وميليشيا جيش الإسلام وميليشيا شهداء بوسليم. ونشر أحد المواقع الليبية تقريرا بعنوان" درنة.. مأساة إنسانية تحت الإرهاب والقصف المجهول" وذكر التقرير أنه لا مهرب ولا منجى من الموت إلا إليه».. هذا هو لسان حال مدينة درنة التي تكتوي بجحيم حرب الشوارع وشظف الحياة، فما بين أحياء تحولت لساحة حرب مفتوحة بين تنظيم «داعش» وما يعرف ب«مجلس شورى مجاهدي درنة»، وبين لغز طائر باغت الأهالي على غير موعد، ليوقظهم على كوابيس عنوانها «الموت بالغارات المجهولة»، يجد المواطنون أنفسهم أمام واقع معيشي صعب يغرق في مأساة نقص الخدمات الأساسية ويحول حياتهم إلى مأتم كبير.